«حبوب التـنحيف».. الرشاقة مقابل الأمراض المزمنة

«حبوب التـنحيف».. الرشاقة مقابل الأمراض المزمنة

? خالد بن مرضاح (جدة)

يدفع عدد من الفتيات من صحتهـن بحـثـا عن الرشاقة، من خلال تعاطيهـن ما يعرف بـ «حبوب التخسيس»، غير عابئات بالمضاعفات الصحية التي تلحقها تلك العقاقير بأجسادهـن، مثل «أمراض القلب والسكتة الدماغية» أو «التهاب الكبد الحاد» أو «الفشل الكلوي».
«عكاظ» فتحت ملف حبوب التخسيس مع عدد من الفتيات اللائي حذرن من تعاطيـها، مؤكدات على أهمية الالتزام بالحمية الغذائية بطريقة طبيعية، ومزاولة الرياضة لاكتساب أجساد رشيقة بدلا من الاعتماد على عقاقـير التنحيف الضارة.
وروت إيمان الذاري (مسؤولة علاقات عامة) تجربتها سيئة الذكر مع استخدام أدويـة التخسيس، مشيرة إلى أن حبوب الرجيم أسهـمت في فترة سابقة في إنقاص وزنها، بيد أنه كان لها الكثير من المضاعفات الضارة، منها التقليل من الشهـية، وتأثير سلبي على الدماغ، وشعور بحالة نفسية واكتئاب وتوتـر لا يحتمـل.
وقالت: «صحيح إن تلك العقاقير تنقص الوزن في بضعة أشهـر، بيد أن المشكلة تكمن حين التوقف عن استخدامـها، كما أن الفتيات لا يستطعن الاستغناء عنها بسهولة لأنها تعطي مفعولا دون أي مجهـود»، ناصحة الفتيات باستخدام الرجيم الطبيعي وهو الحمية والامتناع عن الطعام الكثير خصوصا النشويات والحلوى، ومزاولة الرياضة، كالمشي.
وبينت أن المراهقات يستخدمن حبوب الرجيم أكثر من السيدات، مشيرة إلى أن غالبيتهـن يتعاطين تلك الحبوب دون استشارة الطبيب ومن وراء أولياء أمورهـن.
وإلى ذلك، ذكرت مروى عبدالرحمن حجار أن تلك الحبوب تنقص اثنين كيلو جرام من الوزن خلال أسبوعين، وهو ما دفع غالبية الفتيات إلى الإقبال عليها، فأصبحت تمـلأ حقائبهـن بكافة أنواعـها، على الرغم من أضرارها فهي تعمل على تليين الجهاز الهضمي وتسبب هبوطا وجفافا في الجسم وتسبب اضطرابا في الجهاز العصبي فيوحي للمعدة بإرسال إشارات للدماغ على أنها لا تشعـر بالجوع، وتسبب التشنج.
وقالت حجار: «أنا شخصيا لا أستخدم أي حبوب إلا بعد استشارة الطبيب، وأنصح بالالتزام بنظام غذائي صحي، ومزاولة الرياضة، لكن غالبيتهـن ضحايا للكسل فليجأن لحبوب التخسيس، كما كثيرات من الفتيات يشتركن في الأندية الرياضية «الجيم» ولا يستفدن لأنهـن يذهبنا للتسلية ومقابلة الصديقات وشرب الكافي دون مزاولة التمارين».
وأرجعت لمى قرقناوي السمنة التي يعاني منها الكثير من السعوديات إلى الإفراط في الطعام، وعدم مزاولة أي نشاط أو حركة، محذرة من الأخطار التي قد تصيب الفتيات جراء استخدامهـن حبوب خفض الوزن.
وقالت: «الحمد لله أني لم أستخدم أي نوع من هذه الحبوب لأني غير سمينة، وأحافظ على صحتي بالأكل المعتدل ومزاولة الرياضة، وأنصح أي فتاة بالانتظام في حمية غذائية والقيام بالنشاط، بدلا من الاعتماد على العقاقير الكيميائية التي تسبب الكثير من المضاعفات».
من جهتها، ذكرت رحمة الكربي أنها تسمـع من زميلاتها عن حبوب التخسيس التي يتعاطينـها، إلا أنها ترفض استخدامها إلا باستشارة الطبيب، خصوصا أنها سمعت كثيرا عن أضرارها، وتسبب أعراضا جانبية أشد وطأة من تداعيات السمنة.
وأوضحت أنها حاولت البحث عن علاجات للتخسيس السريـع، ووجدتها في أحد المواقع الالكترونية، لكن حين توجهـت إلى أحد المختبرات لكي يتم فحصها للتأكد من سلامتها من أي مواد قد تضـر جسمها، اتضح أن لها أضرارا على المصابين بأمراض الربو.
بدوره، أفاد أخصائي التغذية الدكتور سالم الغانم أن حبوب التخسيس متنوعة وتتفرع إلى أصناف رئيسية أولها: ما تم تصنيعه من الأعشاب مثل: «الفايتوشيب» الذي يحتوي على نبات السِنا Senna ــ وهي مادة مسهلة ــ ويحتوي على مادة الرديكتال وهي مادة كيماوية تثبط الشهـية، وكذلك مثل: حبوب «ميريت» التي تأتي من شرق آسيا، وهي أدوية تحتوي على مسهـلات قويـة مثـل مادة الأنثراكينون، مبينا أن تلك الأقـراص ملوثـة بالرصاص ومادة الزرنيخ. ويضيف الغانم : إن من هذين النوعين نوعا من الشاي يسمى «شاي التنحيف».
وذكر أن تلك الأدوية تحتوي على مواد منحفة، وعلى مواد نباتية لها تأثـير ضار عند كثرة الاستخدام لفترة طويلة، لأنها مواد منحفة ومسهـلة تسبب فقدان جسم الإنسان السوائل فيشعر بنزول الوزن، كما تمنع هذه المواد امتصاص الأغذية امتصاصا كاملا فتخرج بدون امتصاص، ومن ضمن ما يخرج كذلك الأملاح (الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم) وهذه لها تأثـير ضار في القلب، إذ يؤدي ذلك لضعف عضلته، ويسبب كذلك داء السكري، إضافة إلى أن الحبوب المسهـلة تحرم الجسم من بعض الفيتامينات المهـمة لجسم الإنسان والفيتامينات الموجودة في الأغذيـة..