دعم الشرعية.. ورفض التدخلات في اليمن

فهيم الحامد

تأتي تأكيدات المملكة على لسان وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير في الاجتماع الروسي العربي في الخرطوم، بأن أمن واستقرار اليمن الذي يحمل مكانة بارزة من اهتمامها، دليل جديد على مدى الحرص الذي توليه المملكة لليمن حيال إرساء الأمن والاستقرار والعيش بسلام ورفضها دوما التدخلات الخارجية في شؤونه تحت أي ظرف من الظروف. كما أنها تحرص على ضرورة دعم الحكومة الشرعية وتحقيق المصالحة الوطنية وتنفيذ المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، ووضع بنود اتفاق السلم والشراكة الوطنية موضوع التنفيذ، باعتبارها الإطار الرئيسي والحقيقي لإرساء الأمن والسلام في اليمن وإخراجه من أزمته الحالية والتي تشعبت بسبب مماطلات جماعة الحوثي في الالتزام بما اتفق عليه. ومن دون ذلك فإنه لا سبيل للخروج من هذه الدائرة الأليمة التي يعيش اليمن في فلكها.
والمملكة لم تتأخر يوما عن دعم الشعب اليمني، وجاءت المكرمة الملكية التي أعلن عنها السفير السعودي في صنعاء محمد آل جابر بتقديم معونة غذائية للشعب اليمني بمبلغ 54 مليون دولار، كدليل إضافي على حرص المملكة للوقوف بجانب الشعب اليمني.
إن المنظومة العربية والإقليمية والدولية باتت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بوضع حد للميليشيات المسلحة التي تسعى بكل قوة لنشر الفوضى والتخريب والعنف بين اليمنيين، ومن هنا فإنه لا يكفي فقط إصدار القوانين والعقوبات بل المطلوب متابعتها وتنفيذها على أرض الواقع.
إن ما يتعرض له اليمن اليوم من مخاطر عديدة تشكل حسب تأكيدات المملكة في مجملها تحديا خطيرا لأمن واستقرار دولنا، لذا فإنه بات مطلوبا مد يد العون والمساعدة لأشقائنا في اليمن ودعم جهوده لتحقيق المصالحة الوطنية والحفاظ على أمنه واستقراره، لأن تركه يهوي في مربع المشاكل والاحتراب الداخلي سيفضي إلى سيناريوهات مستقبلية ليست في مصلحة المنطقة التي تشهد أزمات تراكمية ولا تتحمل حدوث أي احتراب طائفي. ولذلك فإن عليها أن تسعى إلى دعم ومساعدة اليمنيين على تغليب المصلحة العامة على المصالح الحزبية والطائفية والمذهبية الضيقة.