إعلاميون في المحاكم

صالح الفهيد

أعلم جيدا أن معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز الخضيري قد وجد على طاولة مكتبه بالوزارة ملفات كثيرة، وشائكة، وقضايا ملحة تحتاج إلى كلمة فصل من معاليه، وإذا كان ملف الإعلام الرياضي ليس في صدارة هذه الملفات فمن المؤكد أنه ليس آخرها.
فالرياضيون على اختلاف ميولهم يتطلعون من الوزير الجديد للوزارة العتيدة أن يولي الإعلام الرياضي بكل مكوناته عناية خاصة، ويمنحه جزءا من وقته، بهدف إيجاد صيغة جادة وحقيقية لتطوير هذا الإعلام، ومنحه المزيد من الثقة والحرية المسؤولة والواعية، والارتقاء به، وإنقاذه ممن أخذوه إلى الدرك الأسفل من التعصب والفلتان.
وليس لدي أدنى شك في أن معالي الوزير مطلع على مشكلة الإعلام الرياضي، وملم بشكاوى الناس من الحال التي وصل إليها هذا الإعلام من ضعف الأداء، وغياب الإحساس بالمسؤولية، وضعف الدور الرقابي لوزارة الإعلام وغيابها عن أداء دورها في ضبط ومعاقبة كل من يتجاوز حدود الحرية المسؤولة، وبالطبع أنا هنا لا أطالب بتقييد هذه الحرية، ولا بتخفيض سقفها، وإنما أطالب بإعلاء شأن النظام والقانون الذي يعززها ويصونها، ويوسع من فضائها، وذلك بتفعيل الآليات التي تحمي هذه الحرية ممن يعبثون بها و يسيئون إليها ويعرضونها للخطر.
شكاوى غير منظورة
وعلى سبيل المثال سيكتشف معالي الوزير أن عشرات القضايا المرفوعة منذ سنوات من شخصيات رياضية، وأفراد عاديين تضرروا من الحالة التي تعتري الإعلام الرياضي ولجأوا لوزارة الإعلام بحثا عن الإنصاف والعدالة، ومتطلعين لتطبيق الأنظمة، لم ينظر إلى شكاواهم ولم يبت بها حتى الآن!! رغم مرور عامين وأكثر على بعضها، ومن المعروف أنه عندما يغيب النظام الرابط والضابط والرادع للمتجاوزين، وتتقاعس الجهة المناط بها تطبيق هذا النظام عن أداء دورها، فإن الرسالة التي تصل للإعلاميين تكون بمنتهى السلبية وهي على أقل تقدير تكون مشجعة لهم للمزيد من التجاوزات والإساءة لحرية الإعلام الرياضي.
نظامان متشابكان
وفي صلب هذا الموضوع، وليس بعيدا عن الإعلام الرياضي أرى أن من أهم القضايا التي أتمنى أن تجد عناية واهتمام معالي وزير الإعلام هي فك الاشتباك والالتباس بين نظام مكافحة جرائم المعلوماتية ونظام مخالفات النشر الإلكتروني، فمن واقع تجربة شخصية ومتابعة لكثير من الحالات، وجدت أن كثيرا من الجهات المسؤولة تخلط بين النظامين عند التعاطي مع القضايا المرفوعة، فتطبق النظام الأول على قضايا ينطبق عليها النظام الثاني أو العكس. فكثير من أصحاب الشكاوى يرفعون قضاياهم مطالبين بتطبيق نظام جرائم المعلوماتية رغم أنه لا ينطبق على قضاياهم لكنهم يرون في هذا النظام تشددا في العقوبات أكثر من نظام مخالفات النشر الإلكتروني، كما أن كثيرا من الناس لا زالوا يلجؤون للمحاكم الشرعية للنظر في قضاياهم ذات الطابع الإعلامي والتي يفترض أن يكون النظر فيها محصورا فقط بوزارة الثقافة الإعلام وفق الأمر الملكي الكريم المؤرخ في 7 / 11/1430هـ.
اللقاء المفصلي
أيام قليلة تفصلنا عن المباراة المهمة بين النصر والهلال، ويكاد يجمع المتابعون على أنها مباراة مفصلية في مسيرة الفريقين في دوري جميل، وهناك من يذهب بعيدا إلى حد القول إن الفائز منهما هو الأوفر حظا في الفوز باللقب، ومن هذه اللحظة وحتى الدقائق التي تسبق انطلاق المباراة سيجتهد المحللون في تقليب الأوراق الفنية لطرفي «ديربي» العاصمة الرياض، لكن تاريخ لقاءات الفريقين يقول لنا إن هؤلاء المحللين غالبا ما يفشلون في القراءة المسبقة لها، ويكتشفون ونحن معهم في كل مرة أن العوامل الفنية للفريقين ليست هي الحاسمة في مبارياتهما، وأن العوامل النفسية تلعب دورا كبيرا في ذلك.
مدرب المنتخب !
يترقب الجمهور السعودي مفاجأة مدوية من رئيس الاتحاد الكروي أحمد عيد بالإعلان خلال اليومين القادمين عن اسم المدرب الذي سيتولى تدريب منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم في وقت ضاغط لا يسمح بالكثير من المناورات والمشاورات، فمعترك أمم آسيا على الأبواب، ويدرك الدكتور أحمد عيد واتحاده إن اتخاذ قرار التعاقد، مهما كان الاختلاف حول اسم المدرب القادم هو أفضل بكثير من عدم اتخاذ القرار، فالوقت يمر سريعا، وما يفصلنا عن انطلاق نهائيات أمم آسيا بالكاد يسمح للمدرب الجديد بلملمة أوراق الأخضر.