استشاريو الكبد لا يزيدون على 5% من مجمل الأطباء

لوائح مرتقبة لضبط الزراعة ولا مانع من الاستعانة بخبراء أجانب.. د.الغامدي:

استشاريو الكبد لا يزيدون على 5% من مجمل الأطباء

حاوره: محمد العبدالله (الدمام)

تحرك جاد وسريع تقوده الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكبد بغرض وضع سياسات وإجراءات لتنظيم عمليات الزرع في جميع المراكز العاملة في المملكة. كما تعمل الجمعية حاليا على وضع لائحة جديدة يبدأ العمل بها في يناير المقبل لتعمم بعد ذلك على جميع المراكز كما يقول رئيس الجمعية الدكتور محمد الغامدي في حواره مع «عكاظ»، مشيرا إلى أن زيادة مرضى الكبد استلزم إنشاء عدد من مراكز الزراعة في وقت غابت فيها المرجعية لسنوات طويلة في هذا الشأن، معتبرا إنشاء المراكز تطورا كبيرا في مواجهة المرض الذي أودى بحياة كثيرين في الماضي لعدم وجود متبرعين على خلاف الحال الآن. وقال الغامدي في الحوار.

إن الجمعية ستعمل على تعميم اللائحة في جميع المراكز فور الانتهاء، وأضاف أن العملية لا تزال في طور البداية والجميع يتحرك لإنجازها خلال فترة محددة، مضيفا أن الجمعية لا تمانع من اللجوء لمختصين أجانب لأخذ الخبرة، بحيث يتم مزجها مع خبرة المختصين السعوديين العاملين في مجال زراعة الكبد.





• ما أهداف الجمعية السعودية لزراعة الكبد ومجالات عملها وجدواها في ظل تزايد المرضى وتشعب المرض بأشكاله المختلفة؟

•• تهدف إلى وضع التشريعات المتعلقة بعمليات زراعة الكبد لتكون مرجعا لجميع الأطباء العاملين في الزراعة في السنوات القادمة، والمملكة تعاني في الوقت الراهن من عدم وجود مرجعية في هذا المجال بالرغم من التطور الكبير الحاصل في زراعة الكبد خلال السنوات الأخيرة، والجمعية نجحت في السنوات الماضية بوضع سياسات وإجراءات فيما يتعلق بعلاج أمراض الكبد مثل المرض الوبائي (ب) و(ج) وأورام الكبد، حيث ساهمت في نشر العديد من الدراسات المتعلقة بهذه الأمراض في المجلات العلمية المتخصصة في أمراض الجهاز الهضمي في المملكة، وهو الأمر الذي ساهم في وصول المعلومة إلى مستشاري الجهاز الهضمي الذين يمارسون التخصص.



نشر المعرفة

• حدثنا عن تاريخ إنشاء الجمعية وظروفها؟

•• الجمعية أنشئت منذ 15 عاما، نظرا للحاجة الماسة بعد ارتفاع أمراض الكبد، واستدعى التأسيس وجود زراعة الكبد وتطورها بشكل كبير خلال السنوات الماضية، والجمعية تهدف إلى توعية المجتمع ونشر المعرفة لدى الأطباء من خلال التعليم المستمر بواسطة دورات مكثفة وسنوية في مجال الزراعة وكذلك إنشاء سياسات واضحة لعلاج أمراض الكبد المختلفة.



نقص الاستشاريين

• حدثنا عن مدى انتشار أمراض الكبد الوبائي بالمملكة؟

•• انتشار المرض الكبد الوبائي (ب) و(ج) خلال السنوات الماضية أوجد إجراءات لمتابعة التطورات واستحداثها بالإضافة إلى تطبيقها بوجود من يشرف على العملية، والمعلوم أن أمراض الكبد منتشرة بشكل كبير في العالم، والمملكة تواجه زيادة في عدد حالات الزراعة وهناك أكثر من مركز للزراعة والجمعية تتعاون معها. كما أن ارتفاع نسبة أمراض الجهاز الهضمي خلال العقدين الماضيين فرض تأسيس جمعية متخصصة.

• يتردد عن وجود نقص واضح في عدد استشاريي أمراض الكبد، ما تعليقك؟

•• صحيح هناك نقص في العدد، حيث لا يشكلون أكثر من 5% من أطباء الجهاز الهضمي. كما أن امراض الكبد بدأت تكتشف بصورة أكبر، فالحالات المريضة تنخفض وتتعافى بسبب وجود الأدوية والعلاج اللازم وهناك كثير من حالات أمراض الكبد تحتاج إلى علاج وزراعة والجمعية تسعى للتنمية والتطوير وتحسين الخدمة بالإضافة للإشراف على عمليات التوعية.



لا متبرعين

• كم عدد مراكز زراعة الكبد في المملكة وهل يتواءم العدد مع حالات المرض؟

•• عدد المراكز 4: مركز الملك فيصل التخصصي، مستشفى الحرس الوطني، المستشفى العسكري بالرياض والرابع في المنطقة الشرقية مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام وهذه المراكز بدأت تتطور تطورا كبيرا منذ الـ3 إلى الـ4 سنوات الماضية والجمعية تتعاون مع جميع المراكز بشكل مستمر لمراجعة السياسات والإجراءات. وزراعة الكبد في المملكة بدأت منذ سنوات طويلة بأعداد قليلة في المراكز، ووقتها كانت أعداد كبيرة من المرضى يحصلون على العلاج الشافي سواء بالنسبة لأمراض تليف أو فشل الكبد، ونسبة وفيات المرضى كانت تزيد أحيانا لعدم وجود متبرعين، وحاليا أغلب المرضى يجدون العلاج في المملكة، وعملية الزراعة عن طريق متبرع متوفى أو عن طريق متبرع حي أحدثت تطورا كبيرا في السنوات الأخيرة؛ نظرا لازدياد أعداد المتبرعين، الأمر الذي فرض وضع سياسات واضحة في العملية وسياسات مكتوبة. والجمعية ستتبنى خلال الأشهر المقبلة مشروع وضع السياسات لتكون جاهزة في العامين القادمين والعملية طويلة ولكننا نحاول إنجازها في وقت قصير لتكون هناك سياسات واضحة وموحدة.



خبرة أجنبية

• إلى أين وصلت عملية وضع اللائحة الجديدة لزراعة الكبد؟

•• عملية سن التشريعات لا تزال في طور البداية وعندما نضع السياسات والإجراءات في الأمور الطبية نذهب للسياسات الأجنبية والموجودة والمثبتة علميا في دراسات واضحة لنجمع هذه السياسات ونعرضها على المتخصصين في الجمعية لتتم دراستها بعناية لإنتاج سياسات توازي السياسات العالمية في هذا المجال، كما أن وضع السياسات الخاصة بزراعة الكبد في المملكة لا يمنع في بعض الأحيان اللجوء لمختصين أجانب لأخذ الخبرة والنظر في الدراسات العلمية المعمول بها في الخارج بهدف مزجها مع خبرة المختصين في المملكة.



الكحول والكبد





المملكة مثل أي مكان في العالم ما يزال فيروس (سي) يمثل السبب الرئيسي للحاجة للزراعة ويصل التليف إلى مرحلة متقدمة في هذه الفئة وأسباب التليف متعددة منها مرض فيروس (سي) ويلي ذلك فيروس (بي) وتعد الكحول سببا رئيسيا في دول العالم بينما ينخفض عامل الكحول في المملكة.



انخفاض نسبة التليف في الفئة ( ب)





أصدرت الجمعية السعودية لأمراض الكبد في السنة الماضية ورقتين علميتين تتناول فيروس «ج» و«ب»، حيث أكدت الورقتان أن المملكة كانت تعتبر في التسعينيات من أكثر الدول إصابة بفيروس «ب»، بيد أن البيانات الأخيرة كشفت انخفاض الإصابة بالمرض مع برنامج التطعيم منذ الولادة.

وأشارت دراسة حديثة شملت الفحص ما قبل الزواج لفيروس «ج» و«ب» بالمملكة، أن الإصابة بالمرض انخفضت بشكل كبير لدى الفئة العمرية أقل من 30 عاما، فيما يزال كبار السن يتعرضون للمرض، حسب الدراسة فإن نسبة الإصابة في المملكة في السنوت الماضية تبلغ 7 % فيروس «ب» تراجعت إلى 3 % لدى الفئة العمرية دون سن 30 عاما، أما فيروس «ج» فالدراسات الحديثة تتحدث عن بنحو 1.8- 1.9 % .