لا مجال لما لا داعي له

عبدالله عمر خياط

.. بكل أسف نشرت صحيفة «مكة» بعدد يوم الأربعاء 11/2/1436هـ مجموعة من الكلمات التي تناولت موضوع نقل مقام إبراهيم من مكانه.
ومن قبل نشرت الصحيفة ذاتها أن ثمة تخطيطا لتنظيم زيارة الروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف.
والواقع أن موضوع نقل مقام إبراهيم، أو تحويل الروضة الشريفة إلى مزار يعتبران من جهل بما للموقعين من مكانة مقدسة.
فأما مقام إبراهيم، فقد كان هذا موضعه منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشاهد على ذلك أنه لما جرف السيل في عهد الخليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذلك الحجر الذي وقف عليه سيدنا الخليل إبراهيم عليه السلام عند اعتلاء بناء الكعبة، لم يعده سيدنا عمر كيفما اتفق، وإنما سأل وتحرى حتى قال أحدهم: لقد سبق لي أن قايست مكان المكان وبعده عن الكعبة الشريفة بحبل من قبل.
فسأله الخليفة عمر رضي الله عنه : وأين هو الحبل ؟
فقال : بالمنزل.
فأمسك عمر بالرجل مخافة أن يكون مدعيا وقال له : صف موقع منزلك.. ومكان الحبل لنأتى به.
فوصف الرجل لأحد صحابة عمر رضي الله عنهم موقع المنزل، ومكان الحبل منه، فذهب الرجل وجاء به وبموجب امتداده من الكعبة الشريفة تم وضع المقام.
وعندما اشتد الزحام بالحرم خلال عهد الملك فيصل رحمه الله، لم يأخذ قرار تثبيته في مكانه في إطار من زجاج من عندياته وإنما استشار علماء العالم الإسلامي الذين أشاروا على مقامه الكريم بالفكرة التي لم تزح المقام من مكانه، وفي الوقت نفسه أزالت البناء الخشبي الذي ربما كان هو من دواعي الزحام.
والآن فإن منع الجلوس للصلاة حول الكعبة وخلف مقام إبراهيم قبل رفع الأذان هو الحل الأسلم لأن الذين يزدحمون هناك للحاق بالصفوف الأولى يضيقون المطاف.
أما الروضة الشريفة فإنها ليست بمزار ولكنها موقع تعبد، ويكفي لإتاحة الفرصة للجميع للصلاة فيها بضع ركعات أن يتم منع الجلوس الطويل بها كي تتاح الفرصة للقادمين من أقاصي الدنيا للصلاة بالروضة الشريفة.. فهل إلى ذلك من سبيل ؟.

السطـر الأخـير :
وشددت رحلي للمدينة زائرا
فهناك مسجده أقام وعمرا
وهنا المهاجر والمقام وروضة
وهنا مشى، وهنا أقام المِنبرا