«عكاظ» تحتفي بالخياط وسط حضور كبير للوزراء والمثقفين وصفوة المجتمع

في ليلة وفاء استثنائية للرمز

«عكاظ» تحتفي بالخياط وسط حضور كبير للوزراء والمثقفين وصفوة المجتمع

? إبراهيم علوي، زين عنبر، أمنية خضري (جدة)

احتفت «عكاظ»، البارحة الأولى، بالرمز عبدالله خياط، وسط حضور مشرف في يوم الوفاء للشخصية التي قضت أكثر من 50 عاما في خدمة «عكاظ» والقارئ السعودي والعربي، حيث ازدادت الليلة توهجا بحضوره، وسط سعادة كبيرة بتكريمه من الجميع، والذين توافدوا إلى موقع الاحتفال على ضفاف الكورنيش، وبحضور 3 وزراء إعلام سابقين، ونخبة من الأدباء والمثقفين ورجال المال والإعلام والمجتمع.
وقال راعي الحفل رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية بجدة صالح عبدالله كامل: الحمد لله القائل «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون» ــ (105 التوبة). وأضاف: أصلى وأسلم على رسول الله القائل «من صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوا به فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه».
وأشار صالح كامل إلى أن المحتفى به كبير في «أدبه ولطافته، في خلقه ومهنته، في إخلاصه وأمانته»، كنا صغارا ونحن طلبة في الفلاح وتحضير البعثات حين كان يتعمد الظهور أمامنا «منظرة» في الحرم الشريف.. يوم كان الحرم المكي الطاهر ساحة للدرس والاستذكار.. وحلقات للخير والأخيار، ننير عقولنا وعيوننا بالنظر إلى كعبته، ونملأ قلوبنا من نور محبته، وننهل الطهر من شربته.. وكان أبو زهير أيامها أبو عمر.. يتباهى أمامنا بأنه محرر في صحيفة البلاد السعودية.. ويعمل مع عبدالله عريف ــ يرحمه الله ــ بعدما آثر عبدالله خياط العمل بالصحافة.. عندما استشعر القدرة في أداء رسالة كامنة في ذاته الطامحة وفي أحلامه الجامحة.. وآثر منذ البداية.. المشي بالمقلوب بدل وجع القلوب.. وكان له بتوفيق الله ما أراد، حتى غدا اليوم فجرا يملأ أفق الصحافة.. وينثر نوره فوق كل الأعمدة.
واستطرد صالح كامل «عاصرته في عكاظ التي ترأس تحريرها وزاملني زمن وجودي بمجلسها.. ولم تتغير في الحالين علاقاتنا.. بل لن تتغير ــ إن شاء الله ــ في كل الأحوال.. حتى عندما هجرت «عكاظ» إلى حبيبة جديدة، وظل هو وفيا لقديمه على العهد كعهدنا به.. لو الجديد أغناك.. مواصلا ما أدرك أنه ميسر له، موليا جل اهتمامه لمجتمعه وشؤونه، وكل عنايته لقارئه وشجونه. معالجا قضاياه بأسلوبه الأنيق الرشيق.. الذي خلط مزحه برزحه.. وشدته بلينه.. وحلوه بمره».
وتابع: «إن تكريم زميلي وصديقي عبدالله خياط اليوم.. يجيء بصدق تقديرا لكل ما قدم لعالم الصحافة والثقافة، وما يقدم، وما سيقدم بعون الله. والتكريم في منظوري هو قمة التقييم لعطاء جزل على مر الأيام والسنين. وهو حافز ودافع لكل العاملين المخلصين».
وقال كامل «أيها الأخوة الأعزاء.. إنه لمن حسن الطالع أن يشارك في هذا التكريم أشخاص يستحقون التكريم.. خصوصا والأمر يتعلق بالصحافة خاصة، والإعلام بشكل عام.. وجميعهم لهم في نفسي ذات المنزلة الخاصة.. ولن ألجأ للحروف الأبجدية.. ولكني سأرجع إلى الأوامر الملكية.. التي نالوا بها ثقة ولي الأمر.. وحسب الأقدمية: أخي الدكتور فؤاد عبدالسلام فارسي، أخي الأستاذ إياد مدني، أخي الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة، أجدد الحب والمودة للصديق الأستاذ عبدالله خياط.. سائلا الله له أن يمنحه القوة والتوفيق ليواصل عطاءه الممتع وتميزه المشبع.. وأشكر أسرة عكاظ لهذه المبادرة الرائعة.. لتدوم روابط المحبة زاهرة في قلوبنا ولتبقى أواصر الوفاء عامرة في نفوسنا».
أما وزير الإعلام الأسبق جميل الحجيلان، فامتدح اختيار هيئة الصحفيين السعوديين عبدالله خياط ممثلا للصحافة السعودية في تكريم اتحاد الصحفيين العرب بالقاهرة، ووصفه بأنه اختيار القناعة برجل جعل من خدمة الصحافة في بلادنا مبتدأه، ومنتهاه، جاء ذلك في كلمته في حفل تكريم الخياط.
وحيا الحجيلان «عكاظ» لمبادرتها لتكريم واحد من رموز الصحافة في بلادنا، ظل قلمه وفيا لـ«عكاظ» على مدى 54 عاما، فكانت «عكاظ» ولا تزال عالمه، أسرته، جاره، وصديقة.
وأضاف «كنت أحسب أن مسيرته الصحفية قد اقترنت بصدور عكاظ، فما عرفته إلا بعد أن توليت وزارة الإعلام في شهر ذي القعدة عام 1382 هجري، وكانت صحيفة عكاظ تصدر أسبوعية محملة بالأماني الكبار لأن يجعل منها الأستاذ الكبير أحمد عبدالغفور عطار ــ رحمه الله ــ صحيفة ناقلة للرأي قبل أن تكون صحيفة ناقلة للخبر».
وفي ذات السياق، تحدث السفير عبدالله عالم في كلمته عما قدمه عبدالله خياط في مسيرته الأدبية ومصاحبته في دراسته قبل الانفصال لظروف العمل، وقال إن السجل الحافل بالعطاء والإنجاز في مجالات الأدب والثقافة والصحافة الذي يحفل به السيرة الذاتية لأخينا المحتفى به هو خير شاهد على إبداع الرجل في مختلف الميادين التي نجح في التطرق إليها أحسن نجاح.
من جهة أخرى، شهد تكريم الكاتب عبدالله خياط حضورا لافتا للمرأة، بدءا من زوجته السيدة عائشة قربان، وزوجات أبنائه وحفيداته وقريباته وعدد من المثقفات والأديبات والإعلاميات اللواتي تسابقن للحضور احتفاء بتكريم الكاتب المبدع الذي تلامس كتاباته هموم المجتمع. وإلى ذلك، تقول زوجته السيدة عائشة قربان في حفل تكريمه «لا تسعني الفرحة بتكريم عبدالله، وهو من أعطى من وقته الكثير لقلمه وقرائه، وهذا يأتي بفضل الله ثم بقلمه الذي يطالب بما يعود بالنفع والفائدة على المتلقي من خلال الطرح الهادف والبناء، وأسأل الله أن يعينه في مسؤولية الكتابة، وأدعو أجيال الشباب من الكتاب أن يستفيدوا من رعيل عبدالله وغيره من الكتاب الأفاضل».
أما زوجات أبنائه وحفيداته، فلم تسعهن فرحة تكريمه وعبرن عن مشاعرهن بفيض من العطاء المتواصل للكاتب العملاق، حيث تقول دينا عارف (زوجة جمال خياط): «تعلمنا وما زلنا نتعلم من عبدالله خياط النقد البناء، فهو دائم الانشغال بما سيكتب عبر قلمه للقراء، ونحن دائما ما نمده بما يدور في أذهاننا وما يود الآخرون أن يتناوله خياط، وتكريمه واجب ولفتة رائعة، فهو يعد عميد الكتاب».
وتذهب نهاد طرابلسي (زوجة زهير خياط) إلى القول: «نبارك للخياط هذا التكريم، فهو يستحقه بجدارة، فهو من يمضي جل وقته في القراءة والبحث والكتابة بقلم واعٍ حاملا على كاهله إيصال صوت المجتمع بكل ما يريد».
أما ابنة أخيه ليلى خياط، فتقول «مبروك يا عمي عبدالله، فأنت قلم وقامة كبيرة تستحق التكريم، وهذا ما يستحقه أمثالك من حاملي أمانة الكلمة».
فيما عبرت كل من حفيداته جواهر عمر خياط ورفاء زهير خياط وود عبدالجبار عن سعادتهن بتكريم الرمز عبدالله خياط، وأكدن أن التكريم يجعلهن دائمات البحث عن التميز اقتداء بجدهن عبدالله خياط، وهذا ما أكدته أيضا حرم حفيده ساري عبدالجبار التي قالت «سعدنا بتكريمه، فهو قدوة للكتاب في أمانة الكلمة، وقدوة لنا في النجاح وشق الطريق نحو العلم».
وقالت الأكاديمية الكاتبة سهير فرحات «جيد أن نحتفي بجيل الرواد الذين تعلمنا من أقلامهم الكتابة البناءة، وجيد أن تلتفت المؤسسات الإعلامية للرعيل الأول الذين أمضوا حياتهم في خدمة الحرف والكلمة، فهنئيا للخياط بما يستحقه من التكريم». فيما تقول الأكاديمية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة ريم علي الرابغي إن «الرمز عبدالله خياط يستحق أكثر من تكريم واحتفاء، فهو من أمتعنا بكتاباته الرصينة عبر سنوات عديدة».
ونوهت رئيسة تحرير صحيفة سعودي جازيت سمية الجبرتي بأن تكريم الخياط يأتي لتعريف أجيال الشباب والمثقفين برموز الصحافة التي أفنت عمرها عطاء بلا كلل وملل، والتكريم أمر بالغ الأهمية والوقع على نفوس من تعلمنا منهم صدق الكلمة وحمل هموم المجتمع لإيصال الصوت بكل شفافية.
فيما تقول المستشارة النفسية الدكتورة سحر رجب «نهنئ الخياط، فهو من تربينا على كتاباته منذ سنوات، والتكريم أمر يسير في حقه كقامة إعلامية بارزة».
من جهته، أشار اللواء عبدالله بن محمد القحطاني مستشار مدير شرطة منطقة مكة المكرمة إلى أن «الأديب والكاتب عبدالله خياط يعد من أفضل الكتاب في مجاله ككاتب عمود اتسم فيه بالمصداقية والقرب من الشارع والمواطن».
وأشار رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الدكتور زهير عبدالحفيظ نواب إلى أن عبدالله خياط كان له تأثير على مدى سنوات طويلة، وكتاباته دائما ما تكون عن المجتمع وموضوعات الساعة. وأكد الدكتور حاتم بن حسن قاضي أن عبدالله عمر خياط علم من أعلام الصحافة السعودية افتخرنا بما قدمه من كتابات ومعالجات صحفية اتسمت بالصدق وابتعدت عن المجاملة.
بدوره، قال أمين العاصمة المقدسة المهندس أسامة البار إن تكريم القامة الإعلامية السعودية عبدالله عمر خياط هو تكريم للصحافة السعودية لما قدمه من إسهامات كبيرة في المجال الصحفي. إلى ذلك، قال مدير كهرباء جدة المهندس عبدالعالي الثبيتي إن المحتفى به عبدالله خياط كان له دور مهم في الإعلام السعودي بصفة عامة، وصحيفة عكاظ بصفة خاصة.