النساء أكثر عرضة لالتهاب المفاصل الروماتويدي

واحد من كل ألف يعاني من المرض

? محمد داوود (جدة)

كشفت استشارية أمراض الباطنة والروماتيزم في مدينة الأمير سلطان الطبية العسكرية نائبة رئيس الجمعية السعودية لأمراض الروماتيزم الدكتورة حنان محمد الريس عن أن الروماتويد يصيب الأشخاص البالغين بنسبة 0.5 إلى 1 % عالميا، مبينة أنه وفقا لدراسة سعودية أجريت في منطقة القصيم، فإن واحدا من كل ألف سعودي مصاب بالروماتويد، وجميع الأعمار معرضة للإصابة بالمرض، لكن أغلبية المرضى تكون أعمارهم بين 30 و50 سنة، ويكون عند الإناث أكثر من الرجال بنسبة 1:4.
ولفتت إلى أن الروماتويد (التهاب المفاصل الرَوماتويدي أو الداء الرثياني) أحد الأمراض المزمنة التي ينبغي علينا أن نرفع وعينا بأسباب الإصابة بها. وينتمي لفئة الأمراض الانضدادية التي تخترق الجهاز المناعي لجسم الإنسان وتجعله يصدر أوامر عكسية لمهاجمة المفاصل، ويؤثر بشكل كبير في الغشاء السينوفي للمفاصل والأنسجة المحيطة بها، وتنتج عنه التهابات متعددة، قد تنتهي بتدمير تلك المفاصل. ومن الممكن أيضا أن يصيب جهاز المناعة أعضاء أخرى في الجسم مثل الرئتين، القلب، العيون، الأعصاب، الجلد وغيرها. وفي بعض الحالات يسبب المرض الإعاقة، ما يؤدي إلى فقدان القدرة على الحركة والإنتاجية.
وأوضحت الدكتورة حنان أن سبب التهاب المفاصل الروماتويدي غير معروف حتى الآن؛ لكن هناك بعض العوامل التي تساعد على زيادة المرض؛ مثل الالتهاب الفيروسي أو البكتيري. ويعتقد أن سبب التهاب المفاصل الروماتويدي هو وجود جينات وراثية؛ وقد تم تحديد بعض الجينات التي تزيد من خطر الإصابة بالمرض، ويشتبه أيضا في أن التدخين يعتبر من أهم العوامل البيئية التي ربما تؤدي إلى تنشيط الجهاز المناعي لدى الأفراد الأكثر عرضة للإصابة بالروماتويد.
وحول العلاج، أكدت أنه ينبغي تشخيص مرض الروماتويد في مراحله المبكرة؛ ليتمكن الطبيب من وضعه تحت السيطرة الكاملة عن طريق الأدوية، والحفاظ على حركة المفصل وسلامة العضلات، وتفادي تيبس وتشوه المفصل. وفي الوقت الحالي، يقدم الطبيب لمريض الروماتويد العلاج بهدف الشفاء أو تقليل الالتهاب قدر الإمكان، حسب خطة علاجية دقيقة تسمى العلاج بتحديد الأهداف، وهي تحتاج إلى متابعة دورية على فترة طويلة، وفي الآونة الأخيرة، تحسنت توقعات سير مرض التهاب المفاصل الروماتزمي على المدى الطويل وبشكل كبير، وذلك بعد اعتماد أدوية فعالة للغاية، وهي الأدوية المعدلة خصيصا للمرض وتعمل بشكل مضاد للروماتيزم؛ بالإضافة إلى الأدوية البيولوجية المعدلة، والتي أحدثت قفزة في علاج الروماتويد، كما يجب أن لا ننسى أهمية التمارين الرياضية في العلاج؛ حيث تعتبر التمارين جزءا من الحلول التي يتطلع إليها مرضى التهاب المفاصل بحكم أن معظمهم يشتكي من الآلام التي تعتبر المشكلة الرئيسية بالنسبة لهم، ويمكن تخفيف هذه الآلام عبر التمارين المناسبة مع ممارستها بصورة سليمة، أما التعب الذي يعاني منه المريض، فعلاجه الراحة والاسترخاء في الهواء الطلق ، مع ضرورة التزام مرضى التهاب المفاصل بالراحة التامة لحماية المفاصل، والالتزام بالعلاج المخصص لهم أثناء تفاقم الأعراض والالتهاب الحاد.