شباب الأعمال والتحديات
الخميس / 03 / ربيع الأول / 1436 هـ الخميس 25 ديسمبر 2014 19:08
محمد أبو داود
شاب من الشباب اشتكى من أنه ذهب لوالده بعد أن تزوج والده بامرأة تصغره بثلاثين عاما بعد وفاة والدته وتقترب من عمر ابنه. وطالب والده بحمايته وإخوانه في الإرث. فغضب والده، وبعد شهرين تزوج للمرة الثالثة بأخرى. فلما سألني الشاب نصحته بعدم الاعتماد على والده في الدخل ويبني أعماله مهما كانت ضئيلة باستقلالية عن والده. أما تصرفات والده فلا يستطيع أحد التدخل فيها. والعادة ينتهي حيث انتهى الآخرون. أما هو فعليه بنفسه فتعدد الزوجات لا يختلف عن التحديات الأخرى التي تواجه شباب الأعمال. ويمكن تنظيم الأعمال حول التعدد في الزوجات والكثرة في الأبناء وتوجد أمثلة كثيرة ممتازة وعملية. وتوجد حالات لدخول الإخوان والأخوات في خلافات تنتهي في المحاكم لأسباب منطقية ويتسبب بها الأب لغياب المنطق في ترتيب البيت، وترك الأمور لمزاجيته، ومهما سلمت السفينة فلا بد من الاصطدام. والغريب أن من يعتقد أنه يستطيع أن يتغلب على قوانين الاحتمال والإحصاء ويستطيع أن يتغلب على أفضل المحامين فهو ليس واعيا. ومصيره أن يتعلم. وسأل نفس الشاب عن وكالة حصرية لدى عائلته وخوفه من خسارتها. وشرحت له بأن القادم سيغير من أساليب التجارة لتصبح الوكالات شيئا من الماضي. وعليه بالتركيز على استثمارات أخرى. ولا أريد الإسهاب لمحدودية العمود. أما أحد المواضيع الأخرى المهمة في الشركات العائلية ذات التأثير السلبي فهو اختلاف أهداف المستثمرين. فمثلا تربح الشركة مليون ريال، يريد الشركاء توزيع نصفها كأرباح، بينما يريد البعض أن تصرف كل الأرباح. هنا يجد المدير التنفيذي الذي يريد الاستثمار وزيادة رأس المال تحديا في إقناع الشركاء بذلك. وكلما اختلفت الثقة في أسلوب الإدارة وعدم احترافية الإدارة التنفيذية انخفضت الرغبة في الاستثمار. وكذلك عمر القطاع ونسب نموه، فلكل منتج عمر ومراحل استثمارية، والاستراتيجي الجيد هو الذي يعرف كيف ينتصر على منتج كبير في السوق بتكتيكات تسويقية، سواء لتحصيل الأرباح أو النمو وعكسها، النوع الأول المنتج الذي لا ينمو ولا يربح فهذا يترك ليموت بدون أي استثمار. والنوع الثاني ينمو بسرعة ويحتاج إلى الاستثمار، والثالث لا يستحوذ على شريحة كبيرة من السوق ولكن أرباحه جيدة. أما الرابع فهو المنتج الذي يخسر موقعه في السوق وأرباحه تتأرجح والقطاع لا ينمو وهذا بحاجة للتحليل واتخاذ قرارات بشأنه بناء على الدراسات. ومعظم الأحيان لا يفهم الشريك المرحلة العمرية للمنتج، وفجأة تتغير السوق كما يحدث في سوق النفط أو أسواق أسهم وتسمى ديناميكية السوق وهي محصلة نظريات ولكل فعل ردة فعل.