اضغطوا على «زر» الخصخصة

يتساءلون عن أسباب التأخر رغم انتهاء الدراسات.. رؤساء الأندية يصرخون:

اضغطوا على «زر» الخصخصة

• محمد النعمي (جدة)

أطلق المسؤولون في الأندية الرياضية صرخة مدوية بحثا عن طوق نجاة ينتشلهم من سيل الأزمة المالية الجارف، بعد أن شقت طريقها بخطوات واثقة وبهدوء تام صوب خزائنها نتيجة الأعباء المالية الباهظة في ظل ارتفاع مصروفات وتكاليف عقود الاحتراف، مقابل انعدام الدعم والضخ المالي بسبب عزوف أعضاء الشرف بالإضافة للأخطاء المتكررة من قبل مسؤولي الأندية واتخاذهم لحزمة قرارات فردية كان لها مردودها السلبي في ظل غياب العمل المؤسساتي المنظم، إضافة إلى تناسي الرئاسة العامة لرعاية الشباب لدورها الرقابي الأمر الذي ساهم في تفشي الأزمة المالية حتى بلغت مبلغها وأحكمت قبضتها، متفقين على أن تطبيق نظام الخصخصة حلم جميل يتمناه الكل، والحل الأمثل بالرغم من صعوبة تطبيقه نتيجة عدم المساواة في بيئة العمل بين الأندية وأسباب متعددة أخرى تتطلب الوقت الطويل والجهد المضني لكي تتمكن من ترجمة الفكرة إلى واقع ملموس، مطالبين في الوقت نفسه بطرق الحلول السريعة الأخرى خاصة أنها سهلة وخالية من التعقيد، وإليكم أبرز ما قاله المختصون وأصحاب العلاقة عن تلك الحلول:
القاسم: عدم المساواة يغيّب الحلول
تواصلا لما سبق من حديث يؤكد رئيس نادي التعاون محمد القاسم بأن الأندية تعتمد على مداخيل الرابطة والرعاية وحقوق البث وإعانة الاحتراف إلى جانب دعم أعضاء الشرف، مؤكدا بأن الأخير يمثل نسبة 70 % من دخل الأندية وذلك بحسب التقرير المالي من قبل الرابطة، حيث كشف التقرير المالي والذي تم عرضه من قبل رابطة دوري المحترفين خلال اجتماعهم بممثلي الأندية، أن دعم أعضاء شرف الأندية يشكل نسبة 49 % من دخل الأندية الرياضية، بما يعني بأن نصف الدخل يأتي عن طريق مصدر واحد غير ثابت، وفي حال كف أعضاء شرف الأندية أيديهم عن الدعم ستكون النتيجة تدهور كبير في الرياضة السعودية بشكل عام، وأوضح القاسم بأن نادي التعاون صرف في أحد الأعوام الماضية مبلغ 18 مليون ريال كان دخل النادي من الرابطة مبلغ 5 ملايين و300 ألف ريال في حين كان دخل النادي من تبرعات أعضاء الشرف تزيد على 12 مليون ريال، مؤكدا مرة أخرى بأن عزوف أعضاء الشرف عن الأندية في الوقت الحالي كارثة في ظل غياب الحلول الأخرى ذات الفعالية الحقيقية والمردود المالي الثابت، مبينا أن مشروع الخصخصة بعيد ومستحيل في ظل عدم المساواة في بيئة العمل بين الأندية، من مقرات وتوابعها، موضحا بأنه متى ما توحدت الأصول الثابتة في جميع الأندية حينها ستنجح الخصخصة، كما طالب القاسم بتفريغ أعضاء مجلس إدارات الأندية بنقل خدمات الموظفين العاملين في القطاعات الحكومية كإعارة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب، بالإضافة إلى إيجاد نظام تشغيل ذاتي لإدارات الأندية يوظف عليها شباب متفرغين من أبناء الوطن للعمل ضمن إدارة النادي وذلك بالتعاون مع خدمة الموارد البشرية، في الوقت نفسه الرئاسة العامة لرعاية الشباب مطالبة بدعم الفئات السنية في الأندية من خلال توفير قيمة التذاكر والمعسكرات وعقود المدربين وتكاليف العلاج من الاصابات.
التويجري: تدخّل الرئاسة هو الحل
وأكد نائب رئيس نادي الرائد السابق صالح التويجري بأن الأزمة المالية التي تمر بها الأندية خانقة وتعد حاجزا منيعا أمام تطلعات وأماني الأندية في منافسة الأندية الأخرى وتسجيل انتصارات وبطولات محلية وقارية تسجل ضمن سجلاتها التاريخية ، مشيرا إلى أن الأزمات المالية في عدد من الأندية لن تحل بسهولة كما يعتقد البعض، بل لابد من تدخل عاجل وملموس من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب بوضع علاج تنظيمي لجميع الأندية بحيث تسن أنظمة وقوانين تضبط إيرادات ومصروفات الأندية، نستطيع من خلال هذه الأنظمة والقوانين إجبار إدارات الأندية على الصرف وفق الإيرادات المتوقعة للنادي، وفي حال كانت هناك مبالغ إضافية على الميزانية المعتمدة تتحملها إدارات الأندية وتكون هي المسؤول الأول والأخير والمطالب أمام الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالمبلغ الإضافي ولا تمنح إخلاء طرف من رئاسة النادي قبل تسديدها لكامل المبلغ، مع إمكانية منح هامش إضافي بنسبة لا تتجاوز 10 % من المصروفات في النظام، مطالبا في الوقت نفسه الرئاسة العامة بالتدخل الفوري لحل الأزمات المالية الحالية في كل الأندية بالتضامن مع رؤساء وإدارات الأندية حتى تساعد وتسهل على تطبيق النظام المقترح.
وأوضح التويجري في ختام حديثه بأن نظام الخصخصة حلم جميل وحل جذري لإنهاء الأزمات المالية ولكنه قد يتحقق لعدد من الأندية الكبيرة خلال خمس إلى عشر سنوات دون غيرها خاصة أن الغموض يخيم على الأوضاع القائمة حاليا، مبينا بأن النظام المقترح يعتبر حلا سريعا وفوريا ويعفي الأندية من المشاكل والأزمات الخانقة التي تكاد ترهق كاهلها وتطبيقه سهل وغير معقد ولا يحتاج إلى إجراءات وأخذ موافقات من الجهات الرسمية.
المدلج: أسرعوا في البت
وفي نفس السياق اعترف رئيس نادي الفيصلي فهد المدلج بأن ناديه يمر بأزمة مالية شأنه شأن جميع الأندية في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين.
وقال: نعم نمر بأزمة مالية، والجميع يمر بأزمة مالية والمشكلة عامة وشاملة، نحن عالة على أعضاء الشرف والنجاح رهن تفاعلهم من خلال ضخ مبالغ مالية تنعش خزينة النادي، وتساءل المدلج إلى متى نستمر على هذا الانغلاق، لماذا لا تطرح كراسة الشروط وحقوق النقل التلفزيوني على الطاولة أمام جميع شركات الإنتاج في كل العالم، إلى متى نبقى هكذا مكبلين غير قادرين على استغلال الاستثمارات المتاحة مثل التذاكر وحقوق النقل والتي من المفترض أن تطرح للمنافسة ومنتجات النادي وتوفير عقود رعاية تضمن دخل جيد وثابت نستطيع من خلال التحرك بصورة إيجابية ونؤدي الدور المطلوب منا نحو شباب الوطن.
وطالب المدلج بسرعة البت في ملف خصخصة الأندية وتحويلها إلى شركات استثمار رياضي خاصة أن الملف صرف عليه الكثير ودرس من قبل متخصصين وأخذت الدراسة الوقت الكافي إلى أن وصل الملف إلى الرئيس العام السابق لرعاية الشباب الأمير نواف بن فيصل ومن ثم رفع الملف للمجلس الاقتصادي الأعلى، مشيرا إلى أن رجال الأعمال السعوديين والمستثمرين من الخارج قادرون على الدخول والاستثمار في هذا الجانب الحيوي الهام، وطالما أن القرار ينعكس إيجابا على الرياضة وشباب الوطن فلا داعي لكل هذا التأخير.
آل مريح: تحديد سقف أعلى
من جانبه، أوضح رئيس نادي العروبة مريح آل مريح بأن الأزمة مسيطرة ومخيمة على الأندية بمختلف درجاتها، والسبب يعود لاختلاف الصرف في الزمن الحالي عن السابق، مشيرا إلى أن مبلغ 15 مليون ريال سابقا كان يسير لك ناديا في الفترة الماضية، أما الآن فالموضوع مختلف تماما، فمبلغ 30 مليون ريال لا يكفي الحاجة، وأضاف آل مريح بأن عزوف أعضاء الشرف عن دعم الأندية ساهم بشكل مباشر في انتشار الأزمة المالية، مبينا بأن سبب هذا العزوف هو عدم مقدرتهم على مجاراة متطلبات الأندية وتوفير مبالغ تلبي الاحتياجات والالتزامات المتعددة لجميع الألعاب وعلى مختلف الدرجات في ظل الأسعار العالية في الوقت الحاضر.
وتطرق آل مريح للحلول المساعدة للخروج من هذا النفق المظلم والتي تتمثل في تحديد سقف أعلى لقيمة التعاقدات مع اللاعبين المحليين والأجانب على جميع الأندية، بالإضافة إلى الدعوة لتنشيط الاستثمار العقاري في الأندية من خلال استغلال مواقعها شريطة أن تتولى هذا الملف إدارة الاستثمار وخصخصة الأندية وتطرحه في السوق كفرص استثمارية تعرض على رجال الأعمال عن طريق الغرفة التجارية.\ كما نادى رئيس نادي العروبة بتنشيط الاستثمار الرياضي وذلك من خلال استثمار شعارات الأندية وبيع الملابس الأصلية، والإعلان على قمصان فرق الألعاب المختلفة وتسجيل شعارات الأندية كعلامات تجارية مسجلة ومنحها لمسوقين حصريين، وتتولى هذا الملف رابطة دوري المحترفين، وأشار إلى أن هذه الحلول البعض منها موجود ومطبق على أرض الواقع والبعض الآخر لم يطبق من الأصل أو طبق بشكل خاطئ ولهذا السبب تفشت الأزمات المالية بالرغم من وجود الحلول السريعة والبسيطة المساعدة على تخطي الأزمة بيسر وسهولة.
التركي: تغيير جذري في الأنظمة
من جهته، أوضح عضو فريق التخصيص لتطوير الاستثمار الرياضي المهندس فراس التركي بأن الأزمة المالية تفشت عيانا بيانا في الأندية السعودية بالرغم من دخول الاستثمار الرياضي والذي ساهم بشكل كبير ومؤثر في تخفيض العجز المالي وإغلاق الفجوة الواقعة بين الدخل والمصروف كون السواد الأعظم من الأندية السعودية يعتمد اعتمادا كليا على تبرعات أعضاء الشرف في فترة سابقة، وبالتالي شكلت رعاية الشركات للأندية وتبرعات أعضاء شرف الأندية ثنائيا متناغما ومتفاهما قاد العديد من الأندية نحو الثبات والتوازن نتيجة الاستقرار المالي، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن خروج أحد هذين الرافدين أو اختفاءهم بالكامل عن الأندية سيشكل صدمة للأندية وستتفشى الأزمات المالية الخانقة في عروق أنديتنا الرياضية دون استثناء، مضيفا بأنه بات من الضروري الشروع في إيجاد الحلول على أرض الواقع بشكل ملموس وفي القريب العاجل من خلال تطبيق الخصخصة والتي تعتبر رحلة الاحتراف الحقيقي للأندية السعودية بحيث تكون الأندية محترفة بالكامل بدء بالإدارة ومرورا بالمشرف العام على الفريق وانتهاء باللاعبين، مما يعني تغييرا كاملا وجذريا في الأنظمة واللوائح بالرئاسة العامة لرعاية الشباب بما يتوافق مع المرحلة الجديدة «مرحلة الخصخصة»، أضف إلى ذلك لا بد من وجود نظام مالي ومراقبة مالية بشكل واضح من خلال تفعيل دور الجمعيات العمومية داخل الأندية، مطالبا بتحرير النقل التلفزيوني واستغلال هذا الملف على النحو الإيجابي كونه يعد رافدا أساسيا من روافد دخل الأندية السعودية.