صباح «المزواجة» .. تحب الحياة رغم أنف «المنطق» والطبيعة

صباح «المزواجة» .. تحب الحياة رغم أنف «المنطق» والطبيعة

علي فقندش (جدة)

كانت دوما الراحلة صباح حديث المجتمعات العربية في النواحي الاجتماعية الخاصة بها، إلى درجة أنها أصبحت وكأنها من العام المتاح للآخرين الاطلاع عليه ضمن سيرتها كنجمة غناء عربية ممن يذكر اسمها في اللائحة الأولى لمطربات الغناء العربي، كذلك في الذاكرة الفنية العربية، وصباح فنيا كانت تتواصل نجاحاتها الفنية في مصر التي كان مقرا دائما لها كما هو الحال في تواصل النجاحات الفنية في لبنان بلدها الأم. ومع مواصلتها النجاح هنا وهناك غالبا ما كانت تتزوج أو تحديدا يتزوجها أحد مشاركيها في العمل أثناء العمل، كما كان مع زوجها وسيم طبارة خلال عمل مسرحي عرض طويلا في لبنان، أو بعد انتهاء العمل أو قبله، هذه هي صباح المزواجة في الحياة الفنية العربية إلى الدرجة التي أربكت كثيرا من مؤرخي الحياة الفنية العربية وصحفييها وكل من تعامل معها إعلاميا. حتى زيجاتها تلك كانت أكثر عددا من أن تحصى، وربما كان أشهرها زيجتها من رشدي أباظة، والإعلامي الشهير أحمد فراج صاحب البرنامج الديني الشهير «نور على نور»، صباح كانت قد كشفت الغطاء عن كثير من زيجاتها الرسمية والعابرة، وحتى صداقاتها الأعمق، من خلال حوار لها منذ بضع سنوات في برنامج مع طوني خليفة، والذي كان مليئا بالجرأة والخروج عن المألوف في الحديث عن العلاقات الاجتماعية والإنسانية.
أما عن تحول اسمها الأصلي «جانيت فغالي» الذي جاءت به من لبنان فتاة يافعة أو أنها طفلة إذا ما جاز لنا وصفها إلى مصر الفن وهوليوود العرب إلى اسمها الفني الذي غدا أسطورة «صباح»، فكان له قصة طالما حكاها أطراف جلسة العمل التي كان واجبها اختيار اسم لصاحبة الصورة التي جاءت من لبنان في رسالة بريدية منها إلى جانب نموذج من صوتها إليهم، وتحديدا للمنتجة اللبنانية الأصل في مصر «آسيا»، وكانت جلسة التسمية تلك تضم كلا من الشاعر والصحافي الكبير الراحل صالح جودت، والمخرج الكبير الراحل هنري بركات، أو هو ــ كما يسمى في الوسط الفني والإعلامي ــ مخرج فاتن حمامة، وكان من بينهم أيضا في حكاية تقويم الصوت والصورة في مرحلة اختيار الاسم الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب، وبعد وصولها إلى مصر وأثناء استعدادها لفيلمها الأول «القلب له واحد» لمع اسم صباح التي كتبت لوالدتها منيرة سمعان يا ماما أصبح اسمي «صباح»، يومها صنف موسيقار الأجيال صوتها وشكلها بأن أقرب وصف لصباح هو أنها مونولوجست، ومن الممكن لها أداء أغنيات خفيفة، وهو ما حدث تماما، ولكن كانت إمكاناتها الفنية قد أوصلتها إلى الأداء الطربي الكبير بدليل تلحين عبدالوهاب نفسه لها أعمالا عظيمة في مشوارها مع الفن، وهي: الورد التي عرفت بمطلعها.. يا ورد يا زرع إيديا، يا وردة، مخاصماك، رميت الدنيا، كما جمعتهما أغنية «الفالس» وهي تعبيرية عن رقصة الفالس الغربية الشهيرة، ثم جاءت فيما بعد في السبعينيات أغنية ع الضيعة ياما ع الضيعة كلمات توفيق بركات، «كرم الهوى» ولحن لها أيضا فريد الأطرش أعمالا منها «جنينة حبيبي ع العين»، وغيرها مثل ألاقي زيك فين يا علي كلمات فتحي قورة وأغنية زنوبة ودويو فريد وصباح «يا لحن حبي»، لا بل بلغ الحال بنجاحاتها أن غنت من ألحان رياض السنباطي، وكان من هذه الألحان «الحلم، عدوا الليالي، أخاف عليك»، ولحكاوى تسمية صباح مصادفات كبيرة، إذ أن اسمها الأول جانيت الذي اختاره لها والدها كان تيمنا بمطربة لبنانية كبيرة أيامها، وهي «جانيت خوري».