الجُرْأةُ على الدَّمِ الحرامِ (2)
الجمعة / 25 / ربيع الأول / 1436 هـ الجمعة 16 يناير 2015 19:06
أسامة خياط
قلت ــ في سياق الحديث عن تلك الجريمة الإرهابية النكراء التي اقترفها أولئك المفتونون بحق إخواننا وأبنائنا من رجال حرس الحدود البواسل، نصرهم الله هم وإخوانهم من رجال الأمن وسددهم، وحفظهم، وحفظ بهم، وسلمهم، وسلم بهم، وكتب للذين ذهبوا ضحية هذا العدوان الغادر أجر الشهادة في سبيل الله وثواب الذود عن الدين والوطن والمقدسات والمكتسبات، وأن يغفر لهم في المهديين، ويرفع درجاتهم في عليين، ويخلفهم في عقبهم، وأن يلحقهم بصالح سلف المؤمنين، وأن يعظم الأجر ويحسن العزاء لأهلهم وذويهم ولجميع المؤمنين، في هذا البلد الأمين: قادة وعلماء ومسؤولين ومواطنين، جبر الله مصابهم، وآجرهم في مصيبتهم، وأخلف لهم خيرا منها.. آمين.
قلت: إنه لو لم يجئ من وعيد على هذه الجرأة الشنعاء على سفك الدماء إلا قوله سبحانه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم...) لكفى بها زاجرا، وكفى بها رادعا عن الولوغ في هذا المنكر العظيم، والتلوث بأرجاس هذا الإثم المبين.
فكيف والنصوص الواردة في ذلك موفورة العدد، صحيحة السند، صريحة الدلالة، على تحريم سفك الدماء التي حرم الله إلا بالحق وذكرت طائفة منها تذكيرا بها، وإرشادا إليها، وابتناء وتأسيسا عليها.
وأذكر اليوم بهذه الوقفة النبوية العظيمة الكريمة التي وقفها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أمام بيت الله الكعبة ــ زادها الله تشريفا ــ فقال وهو ينظر إليها: «مرحبا بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة، وحرم من المؤمن ثلاثا: دمه، وماله، وأن يظن به ظن السوء» أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» بإسناد حسن من حديث ابن عباس ــ رضي الله عنهما.
وفي جامع الترمذي، وسنن النسائي، وابن ماجه، بإسناد صحيح عن عبدالله بن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: «يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة: ناصيته بيده، وأوداجه تشخب دما، فيقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني حتى يدنيه من العرش».
وفي سنن النسائي أيضا بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ فذكر الحديث وفيه: «ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: أي رب، إن هذا قتلني، فيقول الله: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان! فيقول: إنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه».
وإنه لإثم من أشد ضروب الإثم الناشئ عن فتنة أخرى، لا تقل عنه خطرا وضررا، ألا وهي: «فتنة التكفير»، والتي يأتي الحديث عن حقيقتها، وأسبابها، وآثارها، في الأسبوع القادم ــ إن شاء الله تعالى.
*إمام وخطيب المسجد الحرام
قلت: إنه لو لم يجئ من وعيد على هذه الجرأة الشنعاء على سفك الدماء إلا قوله سبحانه: (ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم...) لكفى بها زاجرا، وكفى بها رادعا عن الولوغ في هذا المنكر العظيم، والتلوث بأرجاس هذا الإثم المبين.
فكيف والنصوص الواردة في ذلك موفورة العدد، صحيحة السند، صريحة الدلالة، على تحريم سفك الدماء التي حرم الله إلا بالحق وذكرت طائفة منها تذكيرا بها، وإرشادا إليها، وابتناء وتأسيسا عليها.
وأذكر اليوم بهذه الوقفة النبوية العظيمة الكريمة التي وقفها النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أمام بيت الله الكعبة ــ زادها الله تشريفا ــ فقال وهو ينظر إليها: «مرحبا بك من بيت، ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة، وحرم من المؤمن ثلاثا: دمه، وماله، وأن يظن به ظن السوء» أخرجه البيهقي في «شعب الإيمان» بإسناد حسن من حديث ابن عباس ــ رضي الله عنهما.
وفي جامع الترمذي، وسنن النسائي، وابن ماجه، بإسناد صحيح عن عبدالله بن عباس ــ رضي الله عنهما ــ أن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: «يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة: ناصيته بيده، وأوداجه تشخب دما، فيقول: يا رب، سل هذا فيم قتلني حتى يدنيه من العرش».
وفي سنن النسائي أيضا بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود ــ رضي الله عنه ــ قال: قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ فذكر الحديث وفيه: «ويجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: أي رب، إن هذا قتلني، فيقول الله: لم قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان! فيقول: إنها ليست لفلان، فيبوء بإثمه».
وإنه لإثم من أشد ضروب الإثم الناشئ عن فتنة أخرى، لا تقل عنه خطرا وضررا، ألا وهي: «فتنة التكفير»، والتي يأتي الحديث عن حقيقتها، وأسبابها، وآثارها، في الأسبوع القادم ــ إن شاء الله تعالى.
*إمام وخطيب المسجد الحرام