القوة العسكرية لاجتثاث «داعش»

فهيم الحامد

ليس هناك شك في أن مواجهة إرهاب تنظيم «داعش» تتطلب تكثيف الجهود الدولية سياسيا وعسكريا وأمنيا لاجتثاث هذا التنظيم الإرهابي الذي أساء لصورة الإسلام واستمر في بربريته وطغيانه وساهم في تدمير صورة العرب والمسلمين في العالم.. ومن المؤكد أن الإدارة الأمريكية التي تقود التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب أيقنت أن العمليات العسكرية الجوية ضد التنظيم الإرهابي قد تكون موجعة ولكنها ليست كافية لاجتثاثه من جذوره في سوريا والعراق. لقد أدرك الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه عن حالة الاتحاد أن القضاء على الإرهاب المتمثل بـ«داعش» وإخوانه لا يمكنه أن يقتصر على الغارات الجوية وحسب بل يحتاج إلى تحرك ميداني لاجتثاثه وإفرازاته في كل مدينة وقرية، ولهذا طلب من الكونجرس استصدار قرار يجيز استخدام القوة ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
فالغارات الجوية قد تقتل إرهابيا هنا وإرهابيا هناك إلا أنها ليست كافية لاجتثاث الحالة الشاذة التي تتمدد يوما بعد يوم لتنظيم «داعش» البربري، فالموافقة التي طلبها الرئيس أوباما من الكونجرس الأمريكي للسماح باستعمال القوة العسكرية ضد إرهاب «داعش» بمثابة إعلان للمرحلة الثانية من الحرب على الإرهاب وهي مرحلة إن بدأت ستؤسس لمرحلة ثالثة اسمها «عودة الأمور إلى نصابها» إن في العراق أو في سوريا، فالحرب على الإرهاب وإن أقر الجميع بطولها إلا أنها مع التوجه نحو العمل البري تؤكد أنها حرب جادة الخيار فيها أمام الشعوب والمجتمع الدولي إما النصر أو النصر حيث لا مكان للتراجع أو الهزيمة أمام إرهاب لا هدف له سوى قتل القيم البشرية وقهر العباد.
الرئيس أوباما ربما أدرك متأخرا ولكن أن يدرك المرء متأخرا خير من أن لا يدرك مطلقا، أن الحرب على «داعش» تتطلب عملا عسكريا تكامليا جويا وبريا لكي تتحقق الأهداف الاستراتيجية ويعيش الجميع في أمن وأمان.