أرامكو في المنطقة الجنوبية

عبدالله عمر خياط

ليس بمستحيل.. ولا مستبعد أن تستخرج الإمكانات الحديثة للبترول من جنوب المملكة وبالذات المناطق الساحلية. وأكاد أقول ليس بمستحيل وقد أستخرج البترول من منطقة في الشمال وطعمه حلو المذاق. لذا ليس بدعا وقد نفذت أرامكو بالمنطقة الشرقية جميع المشاريع المطلوبة منها أن تنتقل أرامكو السعودية بقضها وقضيضها إلى الساحل الغربي ولا يبقى في الظهران إلا مكتب إشرافي ومتابع سيما أن حظيت بالثقة الملكية بتعميدها العديد من المشاريع على سواحل جدة.
ولقد قامت أرامكو قبل ستين عاما بإرساء خطوط السكة الحديد بين الدمام والرياض، وأما بقية المناطق وهي مكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك وجدة وحائل وجازان والطائف وحفر الباطن فهي تعتمد على السيارات وعلى الخطوط الجوية العربية السعودية التي ما واكبت ولا وفت بحاجات السكان. أما أرامكو وقد أصبحت شركة سعودية عام 1988م فإنها تتمتع بأسطولها الجوي والبحري.. فإذا احتاجت فلن تعتمد على الخطوط الجوية العربية السعودية. وإذا نقلت أرامكو السعودية إلى جدة أو إلى الساحل الغربي ولو في جازان فإنها عندئذ سوف تحتاج إلى القطار.. وسوف تكون السكة الحديد أولوية الأولويات.. ولن تخضع لأي تأخير أو بيروقراطية أو انتظار ضوء أخضر من وزارة المالية.. بل إن وزارة المالية ستكون في مقدمة من يطالب بسرعة إنشاء السكة الحديد بين جازان وحفر الباطن وبين تبوك وشرورة، وبين حقل الشيبة في أقصى الجنوب الشرقي وميناء ضبا في أقصى الشمال الغربي لخدمة مشاريع أرامكو ولخدمة السكان والحجاج والمعتمرين.
هذه الخواطر تداعت إلى الذهن بعد أن كتبت قبل شهر عن مد السكة الحديد المدينة المنورة – مدينة الملك عبدالله برابغ – جدة – إلى مدينة ينبع.. ثم تذكرت أن ريف المدينة المنورة الممتد إلى أملج وريف مكة المكرمة الممتد إلى القنفذة سيحتاج في القريب العاجل إلى خدمات السكة الحديد.. فرأيت المطالبة بمد خطوط هذا المشروع إلى مدينتي أملج شمالا والقنفذه جنوبا.. وخشيت أن تتأخر المعاملة بين أروقة وزارة المواصلات ووزارة المالية ووزارة الشؤون البلدية والقروية.. فانقدحت في البال فكرة انتقال أرامكو السعودية إلى الساحل الغربي.. ولو لمدة عشرين سنة.. ثم تعود إلى قاعدتها في الساحل الشرقي بعد اكتمال ما نحتاج إليه من تطوير وتنمية في كافة المرافق.. ونتخلص من بطء سلحفاة التنمية.
السطر الأخير:
قال سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في آخر سنة من خلافته: «لو عشت لأسيرن في البلاد حولا فأقيم في الشام ومصر والبحرين والكوفة والبصرة وغيرها، فإني أعلم أن للناس حوائج تقطع عني، أما هم فلا يصلون إلي وأما عمالهم فلا يرفعونها إلي».