«سلمان» كما عرفته

بدر بن أحمد كريِّم

تعرفت على الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لأول مرة عام 1388هـ عندما كان أميرا للرياض، وكنت مذيعا في الإذاعة السعودية، وأجريت معه لقاء في برنامج رمضاني (ضيف الليلة) خرجت منه بمفهوم، أن للإعلام دورا مهما، في التوعية بالقضايا والأحداث، وعدم فرض آراء جاهزة على المتلقين، بل مساعدتهم من خلال: الحوار، والنقاش، كي تصبح عندهم القدرة على التمييز والاختيار بين النافع والضار، ومنذ ذلك الوقت، توطدت العلاقة بينه وبيني، وتوثقت أكثر عندما كنت مديرا عاما لوكالة الأنباء السعودية، إذ لا تكاد تمر مناسبة، أو حدث من الأحداث إلا ويتابعه، ويسأل عنه، فوسائل الإعلام من وجهة نظره، لا ينبغي أن تقدم برامج فيها إهانة للعقل، لأنها وسائل تربوية، ولها دور خطير ومهم في تربية النشء، وتأثير بالغ في تكوين سلوك الإنسان ومنهجه، بطرق علمية مدروسة. ويرى الملك سلمان أن على وسائل الإعلام أن توفر المعلومات الصحيحة التي يمكن الاعتماد عليها، وأن تكون الأهداف الرئيسة، والفرعية، المطلوب تحقيقها واضحة، ومحددة، ومفهومة، كلاما، وصوتا، وصورة. وفي عام 1427هـ وأثناء الحفل السنوي لصحيفة الرياض، لتكريم المتميزين في مجالات: الصحافة، والثقافة، والرياضة، لا أنسى ما قاله الملك سلمان بن عبد العزيز: «نحن كدولة، ونحن كمسؤولين، نرحب بالنقد، بل نعتبره شيئا إيجابيا وشيئا ضروريا، فإن كان حقيقة فيستفيد منه المسؤول، حتى يبين حقائق موجودة عنده، وهذا أيضا يخدم الهدف العام» وفي عام 1432هـ وفي حفل صحيفة الرياض، بمناسبة حصولها على أفضل صحيفة عربية، قال الملك سلمان بن عبدالعزيز : «أنا أقرأ في الغالب كل المقالات في الصحف، التي لها صلة بعملي، أو بالعمل العام، فإن وجدت نقدا هادفا شكرت صاحبه، لأنه يعطيك الحقيقة، وإن وجدت نقدا لم يتحر صاحبه الحقيقة، وجدتها فرصة أن أعطاني فرصة، لأن أصحح ما قال، وهذا فيه فائدة».
«سلمان بن عبدالعزيز» يحمل بين يديه مفتاحا، يتغلب به على تجهم المواقف الصعبة والعصيبة، ويطفئ شحنات الانفعال والتوتر، وعرف عنه أنه صديق للإعلاميين السعوديين والعرب، فضلا عن أنه كثير الثقافة والمعرفة، وقادر على التحليل والاستنتاج، أقول هذا من واقع معرفتي به، ومن قراءاته، ومن تجربته الفردية، التي تعكس صورة الإنسان العربي المسلم، فيها وضوح الصحراء، ومشاعر إنسانية رفيعة متسامية عن التعصب، والعصبية، بل الحرص على سلامة الوحدة الوطنية. هذا هو «سلمان بن عبدالعزيز» كما عرفته، أدعوا الله أن يعينه، مشغولا بآمال المواطن وهمومه.