مقترح بتقييد المستخلصات ونشر لوحة أمام كل حفرية
حفر جدة تتقاسم الاتهام مع «مقاولي الشنطة» والبضاعة الرخيصة
الجمعة / 17 / ربيع الثاني / 1436 هـ الجمعة 06 فبراير 2015 01:59
• ريان أبوشوشة (جدة)
أجمع مختصون على ضرورة وسرعة معالجة الحفر التي تعاني منها عروس البحر الأحمر، والتي تشوه منظرها الحضاري. وطالبوا الأمانة بتكثيف العمل الميداني، وإلزام مقاولي الصيانة بإجراء عمليات الترميم بشكل دوري، واعتبروا حفر جدة مشكلة المشاكل التي تعاني منها المدينة، ومع ذلك اعتبر المتحدثون الحلول ممكنة وليست مستعصية. مشددين على أن الأرصفة التي تم تنفيذها مؤخرا في بعض الطرق مثل شارع الأندلس، شارع الأمير سلطان مهترئة حيث تآكلت برغم حداثة إنشائها وان ذلك يكشف سوء التنفيذ، وضعف آلية الإشراف على المقاولين.
لوحة أمام كل حفرة
المختصون اوصوا بضرورة تأهيل مراقبي البلدية المشرفين على المشاريع واخضاعهم لدورات فنية متخصصة مع ضرورة الزام المراقبين بالوقوف على المشاريع في كل مراحلها قبل واثناء وبعد التنفيذ وربط مستخلص المقاول بالعمل المنجز ونسبة الانجاز. واتفق المتحدثون لـ«عكاظ» على أن جدة تشهد منذ الألفية الثانية حراكا تنمويا كبيرا، ومشاريع عملاقة من جسور جديدة، وشبكات للصرف الصحي وينبغي أن يتم كل ذلك على الوجه الأكمل، لتكتمل الصورة الجمالية للمدينة.
في المقابل يطالب عدد من السكان الأمانة، بمعالجة الحفر الكبيرة التي تشكل خطورة على المارة وتلحق الضرر بالمركبات واقترحوا وضع لوحات تحذيرية كافية تسبق كل حفرة، لتنبيه السائقين وتلافي مخاطرها.
انزلوا إلى الميدان
عضو مجلس الشورى السابق الدكتور بكر خشيم يرى أن مشكلة الحفريات، وتآكل الأرصفة والطرقات هي أبرز المشكلات التي تعاني منها جدة في الوقت الراهن، لأسباب كثيرة كالأمطار التي أدت إلى تآكل العديد من الطرق، وشكلت عددا كبيرا من الحفريات في كثير من المناطق، وهناك أسباب أخرى مثل التمديدات الكهربائية، وتوصيلات المياه التي تتم أحيانا بشكل عشوائي لا تراعي طبيعة الشارع والمكان الذي يتم حفره. وللأسف ليست هناك متابعة جادة من البلديات، ولو كانت هناك ملاحقة وإشراف لما وصلت الشوارع إلى هذا الحال، ولما تشكلت تلك الحفر والتشققات الصغيرة التي اتسعت مساحتها نتيجة ضعف المتابعة والإهمال.
يضيف الدكتور خشيم ان الحفريات في شوارع جدة مشهد غير حضاري وعلى كل رؤساء البلديات الاتجاه الى العمل الميداني، ومراقبة المشاريع ساعة بساعة، ومنح العمل الميداني ما يستحقه من الاشراف والمتابعة، ومحاسبة كل مقاول مقصر لا يؤدي عمله على الوجه الأكمل.
مراجعة جودة المواد
«عكاظ» سألت المهندس حسام ابو شنب كبير مهندسي التخطيط في الهيئة العامة للطيران المدني والمهندس السابق بأمانة جدة: اين يكمن الخلل؟
فأجاب: الحفريات والحفر والارصفة في جدة تشكل معضلة قديمة سببها ضعف الجهاز الرقابي المشرف على تنفيذ المشاريع وضعف المستوى المهني لدى المقاولين المنفذين. ومن خلال خبرتي الطويلة في هذا المجال، وعملي السابق في الأمانة أرى من الضروري أن تعمل الأمانة بمراجعة الشروط الخاصة للمشاريع وتعديلها بما يتناسب مع الوضع الحالي، سواء في المواد المستخدمة مثل الاسمنت والحديد والاسفلت مع ضرورة الزام مقاول المشروع بالتقيد بها وفرض غرامة عليه حال مخالفته لمواصفات المواد، كما يجب على الجهاز الرقابي والاشرافي التاكد من ذلك بالوقوف على كل مرحلة من مراحل التنفيذ.
ربط المستخلص
بالإنجاز
المهندس حسام ابو شنب يعزو حفريات الشوارع إلى عدم دك الحفرية بتربة نظيفة وعلى مراحل (أي طبقات كل طبقة 50 سم)، ويظهر ذلك في هبوط الاسفلت بعد مدة من سفلتته، الى جانب ضعف طبقة البيتومين بين التربة والاسفلت، إذ يجب ان ترش بكمية كافية قبل السفلتة كما يجب مراجعة المواصفات الخاصة للاسفلت واضافة طبقة من السلارسين لحماية حبات الحصى المكون للاسفلت (صيانة وقائية). واقترح في هذا الشأن تأهيل مراقبي البلدية المشرفين على تنفيذ المشاريع واخضاعهم لدورات فنية متخصصة في الاشراف على المشاريع وضرورة الوقوف على تنفيذ المشروع في كل مراحله قبل واثناء وبعد التنفيذ وربط مستخلص المقاول بالعمل المنجز ونسبة الانجاز.
ومن الضروري الاهتمام بنوعية المواد المستخدمة، فبعض المواد المستخدمة في بناء الارصفة سيئة، ويظهر ذلك في الارصفة المنشأة حديثا في شارع الاندلس وشارع الامل وشارع الامير سلطان حيث لم يمض على إنشائها إلا مدة يسيرة (قرابة السنة)
وبرغم ذلك تآكلت نتيجة لنوعية الاسمنت المستخدم الذي يعتبر غير مقاوم للاملاح وكذلك حديد التسليح غير مقاوم للاملاح لذا ينصح باضافة مادة الميكرو سيلكا الى الاسمنت المكون للارصفه بنسبة لا تقل عن 8%.
محاسبة المقاولين المهملين
المهندس الاستشاري يحيى كوشك يقول من جانبه إن الكثير من السلبيات نتيجة لضعف الصيانة والإشراف على الطرق، وعدم الاستعانة يالشركات المتخصصة ذات الكفاءة العالية، وعدم التخطيط المسبق في تنفيذ الخدمات الأساسية كإمدادات الكهرباء والمياه قبل سفلتة الطرق. وإذا أردنا معالجة الحفريات بشكل جذري، لا بد من وضع حلول قصيرة المدى تتمثل في تشكيل فريق متخصص لكل بلدية لمتابعة الحفر التي تشكل خطرا على السكان، ومن ثم سدها وردمها، ومعالجة كل طريق حسب مواصفاته. وهناك حلول طويلة المدى تعنى بدقة اختيار المقاولين والشركات المنفذة، وإلزامهم باتباع أعلى المواصفات والمعاييرعند تشييد الطرق والجسور والأرصفة. وتكثيف الدورات التدريبية والمعرفية لموظفي البلدية المعنيين بالمراقبة لضمان تسلمها بالمعايير المطلوبة، ومحاسبة كل شركة منفذة أو مقاول لا يلتزم بتنفيذ المعايير.
يضيف المهندس كوشك ان الحفريات التي تعاني منها شوارع جدة ليست متجذرة، وليست مستعصية على الحلول، بل تحتاج إلى ضرورة إعادة النظر في اختيار الشركات والمقاولين، ولا بد أيضا من الإحاطة بظروف المنطقة التي يتم العمل بها، سواء من حيث طبيعة التربة، والحمولة المناسبة، واستخدام الخرسانة بدلا من الاسفلت في المناطق التي تستقبل حمولات كبيرة كالشاحنات، لأن ضعف كفاءة المقاول المنفذ للمشروع، وإخلاله بأي من تلك العوامل هو الذي يتسبب في تآكل الطريق، ونشوء الحفريات التي تشوه المنظر الحضاري.
مشاريع عملاقة.. ولكن
نائب رئيس لجنة المقاولين السابق في غرفة جدة المهندس رائد العقيلي يقول: مع بداية الألفية الجديدة، ومع ارتفاع مداخيل النفط شهدت جدة مشاريع عملاقة، لتواكب رحلة التنمية التي نقطعها اليوم، وفي السنوات العشر الأخيرة بدأت جدة تشهد حراكا تنمويا كبيرا، وطرحت جميع المشاريع دفعة واحدة بعدما تم تخصيص البند الرابع من الميزانية للمشاريع التنموية، وبالتالي نتج عن ذلك الزخم بعض السلبيات المؤقتة مثل الحفريات التي تملأ الشوارع نتيجة المشاريع الجديدة، وعملية السفلتة المؤقتة لبعض الطرق، والتي من المتوقع أن تتلاشى سلبياتها بمجرد الانتهاء من المشاريع. وما شهدته جدة في الفترة الماضية من مشاريع ضخمة لتحسين البنية التحتية، وبناء شبكات للصرف الصحي، وإنشاء العديد من الكباري والجسور، كان له أثر ملموس في ما تمر به المدينة من حراك تنموي، بالإضافة إلى المشاريع الجديدة والكبيرة التي يتم تنفيذها الآن والتي سيكون لها بالغ الأثر في تطوير البنية التحتية، وتحسين الطرق، والاهتمام بالواجهة الجمالية والحضارية، لمدينة تستقبل سنويا أعدادا كبيرة من الزوار والسياح.
السبب.. مقاولو الشنطة
يواصل العقيلي قائلا: علينا أن نفرق بين الحفريات الطبيعية التي تنشأ نتيجة للمشاريع الكبيرة التي يتم تنفيذها، وبين الحفر والمطبات التي تعاني منها المدينة، ونوجه سؤالا للأمانة أين مقاولو الصيانة؟ من المفترض أن يتولى هؤلاء المقاولون معالجتها وصيانتها بشكل دوري، فهذا العمل يقع في نطاق اختصاصاتهم. فجميع الطرقات التابعة للأمانة يعمل فيها مقاولون مختصون بأعمال الصيانة، ومن المفترض أن يتولوا معالجة الحفر، وصيانة الطرق باستمرار، وفي حال وجود أي تقصير يجب محاسبتهم، فأعمال الصيانة سيئة، ولا بد من تحسينها ومتابعتها بالشكل المطلوب. ويمضي الى القول: من الأهمية بمكان الاستفادة من الأخطاء السابقة، وعلى وجه الخصوص الأرصفة التي تم إنشاؤها حديثا والتي تآكلت سريعا، نتيجة لأعمال التنفيذ السيئة، وأعتقد أن السبب الرئيسي للعديد من المشكلات التي تعاني منها الطرق هو عدم الاستعانة بالمقاولين الأكفاء، أو غياب عامل الرقابة والإشراف عليهم، وما ينتج عنه من تقصير منهم، سيما أن السوق يعج الآن بالمقاولين الذين يتجاوز عددهم الـ200 ألف مقاول، والكثير منهم للأسف «مقاولو شنطة»، ويفتقدون إلى المعايير والكفاءة المطلوبة.
وينهي المهندس العقيلي حديثا قائلا: جدة الآن تشهد مشاريع عملاقة، وحتى تتم على الوجه الأكمل لا بد من تغيير استراتيجية إسناد المشاريع التي تعتمد على المقاول الأرخص لا على عامل الجودة، واستقطاب المزيد من الشركات العالمية المتخصصة، التي لديها امكانات تقنية أكبر، وبالتالي لديها القدرة على تنفيذ تلك المشاريع بأعلى معايير الاحترافية، وأعلى مواصفات الكفاءة، فالاستعانة بالخبرات الكبيرة التي تمتلكها تلك الشركات، سيحقق قفزة نوعية في المشاريع مع ضرورة وضع معايير صارمة للإشراف على المقاولين، ومحاسبة المقصرين منهم، والتحقق من التزامهم باتباع كافة الشروط و المواصفات اللازمة.
المتضررون يتكلمون
أحد المتضررين من حفر جدة يروي حكايته.. يقول مازن حلواني: أثناء قيادتي السيارة مساء فوجئت بسقوطها في حفرة كبيرة عمقها يقارب المترين، فتضررت السيارة وكلفني تصليحها مبلغا كبيرا، وسببت تلك الحفرة التي تقع بجوار مجمع العرب في حي النزهة العديد من الأضرار للمركبات، قبل أن تقوم الفرقة المختصة من قبل الأمانة بمعالجتها، وإزالة مخاطرها. ويتفق معه محمد رزق ويقول: الحفر تشكل معاناة لسكان جدة، وعلى وجه الخصوص في الأحياء الجنوبية وبعض الطرق التي تتم تسويتها تقوم شركات الاتصالات بحفرها بطرق عشوائية دون أن تكلف نفسها بردمها. ويقول مجدي أمين: اضطررت مرات عديدة لتغيير عجلات المركبة، بسبب بعض الحفر الكبيرة التي لا يوجد حولها أي علامة تحذيرية، سيما في فترات المساء التي تقل فيها الرؤية.
ويتهم عبدالله العمري «مقاولي الشنطة» بإحداث الحفر فهؤلاء يمارسون عملهم بعشوائية، وبالتالي المنتج الذي يقدمونه سيكون سيئا حتما، فبعض الطرقات حديثة الإنشاء ورغم ذلك نشاهد عيوبها بوضوح، لذا فنحن بحاجة إلى مقاولين أكثر كفاءة، وشركات أكثر خبرة.
أما عبدالعزيز غزاوي فيطالب الأمانة بزيادة الاهتمام بصيانة الطرق، والاستجابة السريعة للبلاغات التي يقدمها المواطنون عن الحفر التي تشكل خطورة. ولتكتمل الحلقة واجهت «عكاظ» الأمانة فطلب منا المتحدث الرسمي محمد البقمي التواصل معه عبر الإيميل ولكننا لم نتلق ردا حتى اللحظة.
لوحة أمام كل حفرة
المختصون اوصوا بضرورة تأهيل مراقبي البلدية المشرفين على المشاريع واخضاعهم لدورات فنية متخصصة مع ضرورة الزام المراقبين بالوقوف على المشاريع في كل مراحلها قبل واثناء وبعد التنفيذ وربط مستخلص المقاول بالعمل المنجز ونسبة الانجاز. واتفق المتحدثون لـ«عكاظ» على أن جدة تشهد منذ الألفية الثانية حراكا تنمويا كبيرا، ومشاريع عملاقة من جسور جديدة، وشبكات للصرف الصحي وينبغي أن يتم كل ذلك على الوجه الأكمل، لتكتمل الصورة الجمالية للمدينة.
في المقابل يطالب عدد من السكان الأمانة، بمعالجة الحفر الكبيرة التي تشكل خطورة على المارة وتلحق الضرر بالمركبات واقترحوا وضع لوحات تحذيرية كافية تسبق كل حفرة، لتنبيه السائقين وتلافي مخاطرها.
انزلوا إلى الميدان
عضو مجلس الشورى السابق الدكتور بكر خشيم يرى أن مشكلة الحفريات، وتآكل الأرصفة والطرقات هي أبرز المشكلات التي تعاني منها جدة في الوقت الراهن، لأسباب كثيرة كالأمطار التي أدت إلى تآكل العديد من الطرق، وشكلت عددا كبيرا من الحفريات في كثير من المناطق، وهناك أسباب أخرى مثل التمديدات الكهربائية، وتوصيلات المياه التي تتم أحيانا بشكل عشوائي لا تراعي طبيعة الشارع والمكان الذي يتم حفره. وللأسف ليست هناك متابعة جادة من البلديات، ولو كانت هناك ملاحقة وإشراف لما وصلت الشوارع إلى هذا الحال، ولما تشكلت تلك الحفر والتشققات الصغيرة التي اتسعت مساحتها نتيجة ضعف المتابعة والإهمال.
يضيف الدكتور خشيم ان الحفريات في شوارع جدة مشهد غير حضاري وعلى كل رؤساء البلديات الاتجاه الى العمل الميداني، ومراقبة المشاريع ساعة بساعة، ومنح العمل الميداني ما يستحقه من الاشراف والمتابعة، ومحاسبة كل مقاول مقصر لا يؤدي عمله على الوجه الأكمل.
مراجعة جودة المواد
«عكاظ» سألت المهندس حسام ابو شنب كبير مهندسي التخطيط في الهيئة العامة للطيران المدني والمهندس السابق بأمانة جدة: اين يكمن الخلل؟
فأجاب: الحفريات والحفر والارصفة في جدة تشكل معضلة قديمة سببها ضعف الجهاز الرقابي المشرف على تنفيذ المشاريع وضعف المستوى المهني لدى المقاولين المنفذين. ومن خلال خبرتي الطويلة في هذا المجال، وعملي السابق في الأمانة أرى من الضروري أن تعمل الأمانة بمراجعة الشروط الخاصة للمشاريع وتعديلها بما يتناسب مع الوضع الحالي، سواء في المواد المستخدمة مثل الاسمنت والحديد والاسفلت مع ضرورة الزام مقاول المشروع بالتقيد بها وفرض غرامة عليه حال مخالفته لمواصفات المواد، كما يجب على الجهاز الرقابي والاشرافي التاكد من ذلك بالوقوف على كل مرحلة من مراحل التنفيذ.
ربط المستخلص
بالإنجاز
المهندس حسام ابو شنب يعزو حفريات الشوارع إلى عدم دك الحفرية بتربة نظيفة وعلى مراحل (أي طبقات كل طبقة 50 سم)، ويظهر ذلك في هبوط الاسفلت بعد مدة من سفلتته، الى جانب ضعف طبقة البيتومين بين التربة والاسفلت، إذ يجب ان ترش بكمية كافية قبل السفلتة كما يجب مراجعة المواصفات الخاصة للاسفلت واضافة طبقة من السلارسين لحماية حبات الحصى المكون للاسفلت (صيانة وقائية). واقترح في هذا الشأن تأهيل مراقبي البلدية المشرفين على تنفيذ المشاريع واخضاعهم لدورات فنية متخصصة في الاشراف على المشاريع وضرورة الوقوف على تنفيذ المشروع في كل مراحله قبل واثناء وبعد التنفيذ وربط مستخلص المقاول بالعمل المنجز ونسبة الانجاز.
ومن الضروري الاهتمام بنوعية المواد المستخدمة، فبعض المواد المستخدمة في بناء الارصفة سيئة، ويظهر ذلك في الارصفة المنشأة حديثا في شارع الاندلس وشارع الامل وشارع الامير سلطان حيث لم يمض على إنشائها إلا مدة يسيرة (قرابة السنة)
وبرغم ذلك تآكلت نتيجة لنوعية الاسمنت المستخدم الذي يعتبر غير مقاوم للاملاح وكذلك حديد التسليح غير مقاوم للاملاح لذا ينصح باضافة مادة الميكرو سيلكا الى الاسمنت المكون للارصفه بنسبة لا تقل عن 8%.
محاسبة المقاولين المهملين
المهندس الاستشاري يحيى كوشك يقول من جانبه إن الكثير من السلبيات نتيجة لضعف الصيانة والإشراف على الطرق، وعدم الاستعانة يالشركات المتخصصة ذات الكفاءة العالية، وعدم التخطيط المسبق في تنفيذ الخدمات الأساسية كإمدادات الكهرباء والمياه قبل سفلتة الطرق. وإذا أردنا معالجة الحفريات بشكل جذري، لا بد من وضع حلول قصيرة المدى تتمثل في تشكيل فريق متخصص لكل بلدية لمتابعة الحفر التي تشكل خطرا على السكان، ومن ثم سدها وردمها، ومعالجة كل طريق حسب مواصفاته. وهناك حلول طويلة المدى تعنى بدقة اختيار المقاولين والشركات المنفذة، وإلزامهم باتباع أعلى المواصفات والمعاييرعند تشييد الطرق والجسور والأرصفة. وتكثيف الدورات التدريبية والمعرفية لموظفي البلدية المعنيين بالمراقبة لضمان تسلمها بالمعايير المطلوبة، ومحاسبة كل شركة منفذة أو مقاول لا يلتزم بتنفيذ المعايير.
يضيف المهندس كوشك ان الحفريات التي تعاني منها شوارع جدة ليست متجذرة، وليست مستعصية على الحلول، بل تحتاج إلى ضرورة إعادة النظر في اختيار الشركات والمقاولين، ولا بد أيضا من الإحاطة بظروف المنطقة التي يتم العمل بها، سواء من حيث طبيعة التربة، والحمولة المناسبة، واستخدام الخرسانة بدلا من الاسفلت في المناطق التي تستقبل حمولات كبيرة كالشاحنات، لأن ضعف كفاءة المقاول المنفذ للمشروع، وإخلاله بأي من تلك العوامل هو الذي يتسبب في تآكل الطريق، ونشوء الحفريات التي تشوه المنظر الحضاري.
مشاريع عملاقة.. ولكن
نائب رئيس لجنة المقاولين السابق في غرفة جدة المهندس رائد العقيلي يقول: مع بداية الألفية الجديدة، ومع ارتفاع مداخيل النفط شهدت جدة مشاريع عملاقة، لتواكب رحلة التنمية التي نقطعها اليوم، وفي السنوات العشر الأخيرة بدأت جدة تشهد حراكا تنمويا كبيرا، وطرحت جميع المشاريع دفعة واحدة بعدما تم تخصيص البند الرابع من الميزانية للمشاريع التنموية، وبالتالي نتج عن ذلك الزخم بعض السلبيات المؤقتة مثل الحفريات التي تملأ الشوارع نتيجة المشاريع الجديدة، وعملية السفلتة المؤقتة لبعض الطرق، والتي من المتوقع أن تتلاشى سلبياتها بمجرد الانتهاء من المشاريع. وما شهدته جدة في الفترة الماضية من مشاريع ضخمة لتحسين البنية التحتية، وبناء شبكات للصرف الصحي، وإنشاء العديد من الكباري والجسور، كان له أثر ملموس في ما تمر به المدينة من حراك تنموي، بالإضافة إلى المشاريع الجديدة والكبيرة التي يتم تنفيذها الآن والتي سيكون لها بالغ الأثر في تطوير البنية التحتية، وتحسين الطرق، والاهتمام بالواجهة الجمالية والحضارية، لمدينة تستقبل سنويا أعدادا كبيرة من الزوار والسياح.
السبب.. مقاولو الشنطة
يواصل العقيلي قائلا: علينا أن نفرق بين الحفريات الطبيعية التي تنشأ نتيجة للمشاريع الكبيرة التي يتم تنفيذها، وبين الحفر والمطبات التي تعاني منها المدينة، ونوجه سؤالا للأمانة أين مقاولو الصيانة؟ من المفترض أن يتولى هؤلاء المقاولون معالجتها وصيانتها بشكل دوري، فهذا العمل يقع في نطاق اختصاصاتهم. فجميع الطرقات التابعة للأمانة يعمل فيها مقاولون مختصون بأعمال الصيانة، ومن المفترض أن يتولوا معالجة الحفر، وصيانة الطرق باستمرار، وفي حال وجود أي تقصير يجب محاسبتهم، فأعمال الصيانة سيئة، ولا بد من تحسينها ومتابعتها بالشكل المطلوب. ويمضي الى القول: من الأهمية بمكان الاستفادة من الأخطاء السابقة، وعلى وجه الخصوص الأرصفة التي تم إنشاؤها حديثا والتي تآكلت سريعا، نتيجة لأعمال التنفيذ السيئة، وأعتقد أن السبب الرئيسي للعديد من المشكلات التي تعاني منها الطرق هو عدم الاستعانة بالمقاولين الأكفاء، أو غياب عامل الرقابة والإشراف عليهم، وما ينتج عنه من تقصير منهم، سيما أن السوق يعج الآن بالمقاولين الذين يتجاوز عددهم الـ200 ألف مقاول، والكثير منهم للأسف «مقاولو شنطة»، ويفتقدون إلى المعايير والكفاءة المطلوبة.
وينهي المهندس العقيلي حديثا قائلا: جدة الآن تشهد مشاريع عملاقة، وحتى تتم على الوجه الأكمل لا بد من تغيير استراتيجية إسناد المشاريع التي تعتمد على المقاول الأرخص لا على عامل الجودة، واستقطاب المزيد من الشركات العالمية المتخصصة، التي لديها امكانات تقنية أكبر، وبالتالي لديها القدرة على تنفيذ تلك المشاريع بأعلى معايير الاحترافية، وأعلى مواصفات الكفاءة، فالاستعانة بالخبرات الكبيرة التي تمتلكها تلك الشركات، سيحقق قفزة نوعية في المشاريع مع ضرورة وضع معايير صارمة للإشراف على المقاولين، ومحاسبة المقصرين منهم، والتحقق من التزامهم باتباع كافة الشروط و المواصفات اللازمة.
المتضررون يتكلمون
أحد المتضررين من حفر جدة يروي حكايته.. يقول مازن حلواني: أثناء قيادتي السيارة مساء فوجئت بسقوطها في حفرة كبيرة عمقها يقارب المترين، فتضررت السيارة وكلفني تصليحها مبلغا كبيرا، وسببت تلك الحفرة التي تقع بجوار مجمع العرب في حي النزهة العديد من الأضرار للمركبات، قبل أن تقوم الفرقة المختصة من قبل الأمانة بمعالجتها، وإزالة مخاطرها. ويتفق معه محمد رزق ويقول: الحفر تشكل معاناة لسكان جدة، وعلى وجه الخصوص في الأحياء الجنوبية وبعض الطرق التي تتم تسويتها تقوم شركات الاتصالات بحفرها بطرق عشوائية دون أن تكلف نفسها بردمها. ويقول مجدي أمين: اضطررت مرات عديدة لتغيير عجلات المركبة، بسبب بعض الحفر الكبيرة التي لا يوجد حولها أي علامة تحذيرية، سيما في فترات المساء التي تقل فيها الرؤية.
ويتهم عبدالله العمري «مقاولي الشنطة» بإحداث الحفر فهؤلاء يمارسون عملهم بعشوائية، وبالتالي المنتج الذي يقدمونه سيكون سيئا حتما، فبعض الطرقات حديثة الإنشاء ورغم ذلك نشاهد عيوبها بوضوح، لذا فنحن بحاجة إلى مقاولين أكثر كفاءة، وشركات أكثر خبرة.
أما عبدالعزيز غزاوي فيطالب الأمانة بزيادة الاهتمام بصيانة الطرق، والاستجابة السريعة للبلاغات التي يقدمها المواطنون عن الحفر التي تشكل خطورة. ولتكتمل الحلقة واجهت «عكاظ» الأمانة فطلب منا المتحدث الرسمي محمد البقمي التواصل معه عبر الإيميل ولكننا لم نتلق ردا حتى اللحظة.