أعيدوا النشاط إلى مدارسنا

ناصر مهنا اليحيوي

هناك تعميم وصل للمدارس يشتمل نصه على (منع توزيـع نشرات تعليمية أو إرشادية أو مطبوعات أو مواد مسجلة صوتية أو مرئية أو إقامة الندوات أو المحاضرات إلا بعد موافقة الوزارة)، وهذا التعميم يعيق الإبداع لدى الطلاب ويثبط التنافس بين المدارس ويتسبب في كبح جماح المبدعين والمتفوقين...
فالمدرسة تؤدي رسالتها عبر مجال النشاط الصفي واللاصفي.. ومن ضمن النشاط اللاصفي ماورد من ضرورة العودة فيه للوزارة، وهذا فيه تأخير في التنفيذ حتى ورود الموافقة من قطاع الوزارة.. وفي ظني أن في ذلك بيروقراطية بمعناها الحقيقي.. فالأفضل وإذا كان ولا بد من ذلك فيكون عن طريق أخذ موافقة مدير عام التعليم بالمنطقة.. بالرغم من قناعتي الشخصية أن حتى هذا الإجراء هو إجراء روتيني لا مبرر له.. فهذا يجب أن يكون من صلاحيات مدير المدرسة، وهذا من أولى أولويات صلاحياته فهو القائم على شؤون مدرسته وفق الضوابط والتعليمات التي تصله من مقام الوزارة...
ففي هذا العام شكا لي مدير مدرسة من أن مدرسته تقوم سنويا بإصدار مجلة تربوية تعليمية تشتمل على منجزات المدرسة ومناشطها وفعالياتها، وحينما تم الكتابة لمدير عام التعليم طالبا الموافقة على ذلك طلب منه مسودة المجلة لرفعها لوزارة التعليم لأخذ موافقتها !!!
كم مدرسة في المملكة ؟ وهل كل مدرسة تريد أن تنشر نشرة تربوية أو تعليمية أو تصدر مجلة أو تقيم محاضرة أو تريد أن تعمل مادة علمية أو تقيم نشاطا عليها أن تأخذ موافقة الوزارة ؟!
ألا يوجد لدى الوزارة من المهام ما هو أكثر من هذه الأمور التربوية البحتة التي هي من مهام مدير المدرسة ؟! كيف تريد لمدارسنا أن تبدع ونحن نكبل أيديها بقرارات مركزية ضررها أكثر من نفعها، إن هذا القرار لو استمر سيسبب الجمود والركود لمدارسنا ولفعالياتها ولأنشطتها وهذا ما حصل للأسف الشديد...
اعطوا مدير المدرسة صلاحيات وفق ضوابط محددة ومقننة ثم حاسبوه.. أما أن نعود لمقام الوزارة للحصول على الموافقة على فعاليات الأنشطة اللاصفية وهي من صميم أعمال المدرسة.. فهذا قتل للإبداع وعودة بنا إلى الوراء... والله المستعان.