محاولة فهم ما يجري

احمد عائل فقيهي

من كثرة الأحداث وتسارعها.. مع ضخامتها وجسامتها يبدو الإنسان العربي في حالة ذهول، فليس هناك اليوم متسع أو مساحة للتأمل إزاء الأحداث الجارية وأمام كل ما يدور الآن في الواقع العربي وصلت الحالة العربية في عمومها إلى حد الإرباك الذي يبدو أنه هو المهيمن على الفضاء العربي سياسيا واجتماعيا وثقافيا.
ففي الثقافة ليس هناك مشروع ثقافي وفكري ومعرفي للمفكرين والمنظرين العرب يخرج الواقع العربي من مآزقه وكوابيسه وإشكالاته العميقة بل هناك نخبة مثقفة مهزومة هاربة من أداء دورها وتبدو الأحداث الكبرى التي تمر بها الأمة العربية أكبر من عقولهم وخطاباتهم وكتاباتهم الغارقة في التنظير أكثر مما هي غارقة في الواقع العربي ومحاولة فهمه وقراءته قراءة صحيحة وعميقة.
بمعنى آخر يبدو العرب والمسلمون وكأنهم خارج التاريخ، فمن الهيمنة الغربية التي تلقي بظلالها على كل شيء وتدخل في مفاصل الدولة العربية والمجتمع العربي إلى تصاعد المنظمات الإرهابية المتطرفة من تنظيم القاعدة إلى تنظيم داعش والفتاوى العابرة للقارات في قضايا دينية واجتماعية لا قيمة لها وصغيرة جدا، والفكر المتطرف الذي يسود الحياة الاجتماعية العامة، كل هذه الأمور المهمة والخطيرة وغيرها هي التي تهيمن على الخارطة العربية.
إذن، كيف يمكن الخروج من هذه الأزمة الحضارية الكبرى في حياة العرب والمسلمين وهل من سبيل لهذا الخروج من أجل بناء مجتمع عربي وإسلامي قوي ومتماسك لا مكان فيه للفكر المتشدد والمتطرف.
عالم عربي يسقط في الفوضى والتشرذم واللامعقول والعبثية، عالم لا تسمع فيه غير صوت الرصاص عالم تغطيه سحب الدخان ورائحة الموت وتحكمه الميليشيات المدججة بالسلاح، عالم أصبح الموت فيه هو سيد الحضور، إنه موت مجاني يجتاح العالم العربي.