هل وزارة التعليم تكرر الأخطاء السابقة؟!

عزيزة المانع

قد يكون تصميم شعار جديد لوزارة التعليم ضرورة، بعد أن دمجت وزارتا التعليم العالي ووزارة التربية والتعليم في وزارة واحدة وأعطيت اسما جديدا مختلفا، إلا أنه مع ذلك، لا أنكر أني للوهلة الأولى، شعرت بامتعاض حين قرأت خبر رغبة وزارة التعليم في تصميم شعار جديد لها، فوزارة التربية والتعليم لم يمر عليها وقت طويل منذ أن غيرت شعارها قبل ثلاث سنوات تقريبا، وكانت قد أنفقت في سبيل تغييره مبلغا ضخما قدر آنذاك بواحد وأربعين مليون ريال!!
واحد وأربعون مليونا كانت الوزارة في أشد الحاجة إلى توفيرها لتنفقها على ما هو أكثر أهمية من مجرد تغيير الشعار، كترميم كثير من المدارس المتهالكة، وتكييف هواء الفصول الملتهبة، وتوفير ماء الشرب النظيف المبرد، أو غير ذلك من الاحتياجات الضرورية السريعة.
لكن الامتعاض ما لبث أن زال بعد أن مضيت في القراءة، حيث وجدت المبلغ المخصص لتصميم الشعار الجديد بسيطا لا يكلف الوزارة كثيرا، فشعرت بالاطمئنان إلى أن الوزارة لن تنفق على أمر (كمالي) مبلغا آخر مماثلا لذلك المبلغ الضخم الذي أنفق من قبل، أي أنها لن تأخذ اللقمة من فم كثير من الضروريات لتطعمها لكماليات لا تقدم ولا تؤخر في صلب إصلاح التعليم.
كذلك وجدت أن وزارة التعليم استغلت فرصة حاجتها إلى تغيير الشعار فسعت إلى أن تربط ذلك بتقديم خدمة تربوية لطلابها من خلال إسناد مهمة تصميم الشعار الجديد إلى الطلاب والطالبات أنفسهم يتنافسون حول تصميمه!
إسناد مهمة تصميم الشعار الجديد إلى الطلاب، وليس إلى فنانين محترفين أو شركات خاصة، معالجة ذكية، فهو إلى جانب كونه يوفر مبالغ ضخمة كانت الوزارة تنفقها هدرا على شؤون كمالية، هو أيضا يوجه رسالة تربوية إلى الطلاب أنفسهم، ذاك أنه حين تشرك الوزارة الطلاب في أعمالها، فإن ذلك يؤكد فخرها بهم وثقتها بقدراتهم على الإبداع والإنجاز، فيشعر الطلاب والطالبات بالثقة وينمو في دواخلهم الانتماء والمحبة لمؤسساتهم التعليمية، وهذه غاية عظمى في سلم الإصلاح التعليمي.