الرحمة، ولا شيء غير الرحمة
الاثنين / 04 / جمادى الأولى / 1436 هـ الاثنين 23 فبراير 2015 19:29
مشعل السديري
في ظني واعتقادي أن ليس هناك (عاطفة) أكثر سموا ورقيا وانصهارا، من عاطفة الأبناء على أمهاتهم وآبائهم، والعكس أيضا صحيح من الأمهات والآباء على أبنائهم.
رغم أن الشق الأول هو الأهم والأجدر والأروع.
لهذا دعا المولى عز وجل كل ابن عندما قال له: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...) الآية.
من سوء حظي العاثر أنني لم أجرب هذه العاطفة مع أمي رحمها الله، لأنني لم أعرفها، ولكنني جربتها مع والدي رحمه الله، وكنت بدون فخر وادعاء، أطوع له من تحرك بنانه، وكان هو بالمقابل أشفق علي حتى من نفسي، ولقد سعدت بهذه الصداقة التي جمعتني به عدة سنوات، مرت في حياتي وكأنها حلم ليلة صيف لم يزد على عدة دقائق.
وإنني والله في ذهول عندما أسمع أو أقرأ، عن عقوق بعض الأبناء لأمهاتهم وآبائهم، وكذلك جبروت بعض الأمهات والآباء على ضناهم، ولا أدري أي عاطفة شيطانية هذه التي يتحلون بها ؟!
وإليكم بعض ما حفظه لنا التراث من مشاعر تجعل الجماد وهو الجماد يحني هامته أمامها:
مما يروى عن (علي بن الحسين) أنه قيل له يوما: «إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة واحدة، فقال: إني أخاف أن تسبقها يدي إلى شيء سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها!»
وقيل (لعمر بن ذر): كيف كان بر ابنك بك؟ قال: ما ماشيته قط نهارا إلا مشى خلفي، ولا ماشيته ليلا، إلا مشى أمامي، ولا رقى سطحا وأنا تحته!
هذا عن الأبناء، لكن إليكم بعض (طوال الشوارب) من الآباء، فقد ذكر أن أعرابيا غضب على ولده ونهره قائلا له بكل جبروت:
«أتعصاني وتشمخ بأنفك يا ابن الأمة؟ فأجاب الولد: يا أبتي والله هي خير لي، فقال الوالد: وكيف يكون هذا، وهي أمة وأنا حر؟ ، فأجاب الولد: ذلك لأنها أحسنت إلي فولدتني من حر، وأنت أسأت إلي فأخطأت الاختيار فولدتني من أمة!.. انتهى.
طبعا أنا لا أقر ولا أقبل ما رد به الابن على والده، ولكنني في نفس الوقت وددت لو أن بيدي (سوطا) ومسطت به ظهر ذلك الوالد الكريه المتغطرس.
الرحمة ولا شيء غير الرحمة، هي الملاذ والملجأ التي لولاها لانقرضت الحياة من على وجه هذه الأرض، هي التي جعلت الإنسان والحيوان والطير وحتى الحشرات، أقول هي التي جعلتها كلها تحدب على صغارها (وتستأسد) في الذود عنها.
قد تلاحظون أنني اليوم في مقالتي هذه قد قلبتها (دراما) وعاطفة جياشة ولم ينقص فيها غير الدموع، وابتعدت تماما عن (الكهكهة) على غير عادتي الذميمة، ولم يفتني إلا أن أغني لكل أم: (ست الحبايب يا حبيبة).
عاطفتي اللعينة هذه، هي التي توديني أحيانا في داهية، وبالذات إذا كانت لا تتعلق بأب أو أم، وإنما فقط بلابسات (الخلاخل والقلائد والخواتم والأساور) وفوقها (العدسات الملونة) كذلك –خصوصا إذا كان لون العدسة أحمر فاقع–.
رغم أن الشق الأول هو الأهم والأجدر والأروع.
لهذا دعا المولى عز وجل كل ابن عندما قال له: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا...) الآية.
من سوء حظي العاثر أنني لم أجرب هذه العاطفة مع أمي رحمها الله، لأنني لم أعرفها، ولكنني جربتها مع والدي رحمه الله، وكنت بدون فخر وادعاء، أطوع له من تحرك بنانه، وكان هو بالمقابل أشفق علي حتى من نفسي، ولقد سعدت بهذه الصداقة التي جمعتني به عدة سنوات، مرت في حياتي وكأنها حلم ليلة صيف لم يزد على عدة دقائق.
وإنني والله في ذهول عندما أسمع أو أقرأ، عن عقوق بعض الأبناء لأمهاتهم وآبائهم، وكذلك جبروت بعض الأمهات والآباء على ضناهم، ولا أدري أي عاطفة شيطانية هذه التي يتحلون بها ؟!
وإليكم بعض ما حفظه لنا التراث من مشاعر تجعل الجماد وهو الجماد يحني هامته أمامها:
مما يروى عن (علي بن الحسين) أنه قيل له يوما: «إنك من أبر الناس بأمك، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة واحدة، فقال: إني أخاف أن تسبقها يدي إلى شيء سبقت عينها إليه، فأكون قد عققتها!»
وقيل (لعمر بن ذر): كيف كان بر ابنك بك؟ قال: ما ماشيته قط نهارا إلا مشى خلفي، ولا ماشيته ليلا، إلا مشى أمامي، ولا رقى سطحا وأنا تحته!
هذا عن الأبناء، لكن إليكم بعض (طوال الشوارب) من الآباء، فقد ذكر أن أعرابيا غضب على ولده ونهره قائلا له بكل جبروت:
«أتعصاني وتشمخ بأنفك يا ابن الأمة؟ فأجاب الولد: يا أبتي والله هي خير لي، فقال الوالد: وكيف يكون هذا، وهي أمة وأنا حر؟ ، فأجاب الولد: ذلك لأنها أحسنت إلي فولدتني من حر، وأنت أسأت إلي فأخطأت الاختيار فولدتني من أمة!.. انتهى.
طبعا أنا لا أقر ولا أقبل ما رد به الابن على والده، ولكنني في نفس الوقت وددت لو أن بيدي (سوطا) ومسطت به ظهر ذلك الوالد الكريه المتغطرس.
الرحمة ولا شيء غير الرحمة، هي الملاذ والملجأ التي لولاها لانقرضت الحياة من على وجه هذه الأرض، هي التي جعلت الإنسان والحيوان والطير وحتى الحشرات، أقول هي التي جعلتها كلها تحدب على صغارها (وتستأسد) في الذود عنها.
قد تلاحظون أنني اليوم في مقالتي هذه قد قلبتها (دراما) وعاطفة جياشة ولم ينقص فيها غير الدموع، وابتعدت تماما عن (الكهكهة) على غير عادتي الذميمة، ولم يفتني إلا أن أغني لكل أم: (ست الحبايب يا حبيبة).
عاطفتي اللعينة هذه، هي التي توديني أحيانا في داهية، وبالذات إذا كانت لا تتعلق بأب أو أم، وإنما فقط بلابسات (الخلاخل والقلائد والخواتم والأساور) وفوقها (العدسات الملونة) كذلك –خصوصا إذا كان لون العدسة أحمر فاقع–.