النصراويون وخيبة الأمل

صالح الفهيد

ثمة إجماع بين النصراويين على أن نتيجة ومستوى فريقهم أمام بونيودكور الأوزبكي كانت مخيبة للآمال، بل اعتبرها كثيرون مؤشرا على أن مهمة الفريق في هذا المعترك الآسيوي لن تكون سهلة بالنظر للمستوى المرتبك الذي ظهر فيه الفريق مساء أمس الأول.
وقد فاجأ مدرب الفريق داسيلفا الجمهور عندما نزل فريقه أرض الملعب بعد أن غير نصف عناصره في مغامرة كانت ستجلب له الكثير من الثناء وسترفع أسهمه عند الجمهور والمتابعين لو كتب لها النجاح، لكن ما حدث هو أن الفريق بدا طيلة الشوط الأول يعاني من ارتباك وعدم تجانس أفقداه الكثير من مستواه وخطورته، وسهلا من مهمة الفريق الأوزبكي في تحقيق ما جاء من أجله.
ولذا تحولت المدائح والثناء إلى نقد لاذع للمدرب النصراوي، بعد أن فشلت هذه التغييرات الجوهرية على خارطة الفريق، بل وكانت سببا في ضعف مستوى الفريق خلال المباراة، خصوصا في شوطها الأول، وقد صبت الجماهير النصراوية جام غضبها على داسيلفا واعتبرته سببا في خروج الفريق بهذه النتيجة المخيبة.
داسيلفا المتهور
كثيرون هم الذين طالبوا مدرب النصر، خلال الأسابيع الماضية، بعدم إهمال العناصر المركونة على دكة الاحتياط والاستعانة بهم بسبب تراجع عطاء بعض الأساسيين، لكن أكثرهم تفاؤلا لم يتوقع أن يقدم داسيلفا على هذه المقامرة بتغيير خمسة عناصر دفعة واحدة.
أجل عندما يغير المدرب نصف الفريق فهي مقامرة، وصفها البعض بأنها عملية تدوير لعناصر الفريق، لكنها ــ مع شديد الأسف ــ اتسمت بالتهور وأصابت الفريق بالدوار فظهر مهزوزا أمام الفريق الأوزبكي الذي لم يكن قويا، وكان يمكن التغلب عليه لو لم يقدم داسيلفا على ما يمكن وصفه بأنه قفزة في الهواء!!
وبالطبع، من المبكر الحكم على مسيرة النصر في هذا المعترك الآسيوي الصعب، وحظوظ النصر في هذه البطولة لا تزال قائمة، ويستطيع نجوم الفريق إصلاح ما أفسده التعادل مع بونيودكور الأوزبكي والتأهل عن مجموعته للأدوار التالية.
ملف الأجانب
نتيجة المباراة والمستوى الضعيف الذي ظهر فيه الثلاثي الأجنبي في فريق النصر فتح النقاش على مصراعيه حول سجل النصر السيئ في تعاقداته مع المحترفين الأجانب، وهنا بوسعنا توجيه اللوم لرئيس النادي الأمير فيصل بن تركي الذي لم يوفق حتى الآن في التعاقد مع لاعب أجنبي يصنع الفارق في الفريق، ومقابل نجاحاته الكبيرة في تعاقداته المحلية، كانت هناك سلسلة طويلة من التعاقدات الفاشلة مع العنصر الأجنبي. وفي هذا الموسم والمواسم الأربعة الماضية كان المحترف الأجنبي في نادي النصر هامشيا وغير مؤثر، بعكس الحال في الفرق الأخرى التي كان المحترفون الأجانب هم نقطة القوة، ومنطقة الثقل، والعلامة الفارقة فيها.
الشباب يعود يوما
وعلى الضفة الأخرى من الليلة الآسيوية الأولى، لقي تعادل فريق الشباب مع العين الإماراتي ارتياحا واسعا، باعتبار أن المباراة أقيمت على ملعب العين وبين جماهيره، وظهر فيها فريق الشباب بمستوى جيد ومشجع.
أما البارحة، فأتمنى أن يكون الهلال والأهلي أفضل حظا من النصر والشباب.