أكاديميون يسردون تفاصيل دقيقة عن شغف الملك سلمان بالتاريخ ويصفونه بـ «الملك المؤرخ»

في ندوة استضافتها جامعة جازان

أكاديميون يسردون تفاصيل دقيقة عن شغف الملك سلمان بالتاريخ ويصفونه بـ «الملك المؤرخ»

? محمد الهتار (جازان)

حضرت شخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود كداعمٍ وراعٍ لحركة التدوين والتوثيق والتاريخ برعايته التي عرف بها للمؤرخين والمفكرين والباحثين والمهتمين في هذا المجال داخل المملكة وخارجها فكان «الملك سلمان مؤرخا» هو العنوان الأبرز لندوة فعاليات اللقاء العلمي الخامس عشر للجمعية التاريخية السعودية الذي تنظمه جامعة جازان بالتعاون مع الجمعية التاريخية السعودية على مسرح قاعة الاحتفالات الكبرى بمقر الإدارة العليا في الجامعة بحضور وكيل الجامعة الدكتور حسن بن حجاب الحازمي وأعضاء مجلس إدارة الجمعية التاريخية وجمع من العلماء والمؤرخين والمهتمين وأعضاء هيئة التدريس وعدد من منسوبي ومنسوبات الجامعة.
وشارك في الندوة كل من الدكتور عبدالله بن علي زيدان رئيس الجمعية التاريخية سابقا والدكتور سعد بن حسن عثمان والدكتور عبداللطيف بن محمد الحميد الأستاذ بقسم التاريخ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والدكتور عز الدين عمر موسى الأستاذ بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وأدارها معالي مدير جامعة الحدود الشمالية الدكتور سعيد بن عمر آل عمرو.
وتناولت الندوة العديد من الجوانب في حياة الملك سلمان بن عبدالعزيز وعلاقته بالتاريخ عامة والتاريخ الوطني للمملكة خاصة حاضرا وماضيا وعلاقته الاستثنائية بالمؤرخين والأدباء والمهتمين والمفكرين.
وتحدث الدكتور عبدالله زيدان عن دوائر اهتمام الملك سلمان بالتاريخ الوطني وتاريخ الدول التي كان يزورها ويقرأ عنها وعن مسؤوليها قبيل سفره إليها متذكرا موقفا جمعه بخادم الحرمين الشريفين عندما زار الملك سلمان الهند وعاد منها التقاه وإذا به يجد لدى خادم الحرمين الشريفين معلومات كثيرة عن الهند وتعجب زيدان خاصة أن وقت الزيارة كان أياما لكن تعجبه زال عندما علم من الملك سلمان حرصه الشديد قبل زيارة أي بلد أو موقع أو الالتقاء بأي مسؤول لا يقدم على تلك الخطوة إلا بعد قراءته واطلاعه على المكان والشخص تاريخيا وجغرافيا وكافة الجوانب الحياتية.
وقال زيدان إن الملك سلمان يلقب بـ «الملك المؤرخ» بلا منازع خاصة أنه عاصر الملوك الستة وتربى في كنف والده المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود وأخذ من صفاته الكثير وحفظ كتاب الله وهو في ريعان طفولته لكي يكمل مسيرة التنمية.
ووصف زيدان خادم الحرمين الشريفين بالإداري المحنك في عمله اليومي عندما كان أميرا للرياض وعمله الاجتماعي والإنساني عربيا وإسلاميا ورعاية المؤسسات الخيرية والوقوف على القضايا الإنسانية والمصالحة وحرصه على ذلك.
وقال: الملك سلمان ليس مؤرخا وإنما عاشق للتاريخ ومفكر كبير، مستذكرا بعض المواقف التي جمعته بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في أحدية راشد المبارك عام 1408هـ عندما تحدث عن دولة المرابطين التي تجهز لها بشكل كبير حتى يلقيها أمام الملك سلمان بن عبدالعزيز وحينها كان أميرا لمنطقة الرياض.
وتابع: ما إن انتهيت من سرد محاضرتي عن دولة المرابطين حتى أمسك الملك سلمان المايكرفون وبدأ في تصحيح الكثير من المعلومات التي سردتها وسرد معلومات لم أكن أعلم عنها شيئا وسألته يومها -حفظه الله- فرد علي قائلا: من المهم أن نقرأ دائما وأن نكرر قراءاتنا في الموضوع الواحد وأن ننوع مصادرنا ولا نكتفي بالمصدر الواحد حتى نتزود بالكثير من المعارف والعلوم.
ولم يكتف الدكتور موسى بسرد هذا الموقف الذي جمعه بالملك سلمان بل سرد موقفا آخر حدث في خميسية حمد الجاسر عندما تحدث البعض عن بعض المواقع التاريخية وعن أنساب آخرين وإذا بالملك سلمان بن عبدالعزيز يذهل الحضور بمعرفته الدقيقة بأنساب الكثير من العرب ومعرفته بتواريخ بعض المعارك والأحداث.
وأمسك الدكتور عبداللطيف الحميد بزمام الحديث وقال إن الملك سلمان بن عبدالعزيز لا يحب المبالغة في الحديث ولا يحب أن يكيل له الآخرون المديح وربما تقبل التزين في القول من باب المجاملة.
وقال: إن الملك سلمان الملك السادس من أبناء المؤسس سار على خطى والده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن وتشرب من تجربة إخوانه الملوك (رحمهم الله جميعا) حتى أصبح يملك معرفة قوية بالأمور السياسية وكذلك ومن خلال جلوسه وقراءاته الكثيرة والطويلة يملك معرفة قوية بأنساب القبائل وهو رجل دولة بكل ما تحمله وتعنيه هذه الكلمة.
وقال: إن الملك سلمان بن عبدالعزيز ترأس الجمعية التاريخية السعودية كرئيس فخري ويتابع عملها وفعاليتها باستمرار وهو قارئ نهم لكتب التاريخ ويدقق ويراجع كل كلمة فيها ويستقبل وفد الجمعية في مكتبه ويشاورهم ويوجههم لإكمال مسيرة توثيق التاريخ السعودي والمحافظة عليه.
واختتم الندوة الدكتور سعد عثمان فقال: الملك سلمان يحرص كثيرا على قراءة كل كتاب جديد ويتصل بالكاتب ويناقشه في بعض الأمور التي كتبها وبالذات في التاريخ الوطني ودائما كان (يحفظه الله) يدير جلسة الحوار أثناء زيارتنا له كأعضاء للجمعية التاريخية السعودية ويطلب منا التريث بعدم التكلم أو الكتابة في المواضيع إلا بعد التحقق منها من أكثر من مصدر.
الدكتور عثمان قال عن الملك سلمان بن عبدالعزيز إن شدة حرصه على القراءة جعله يستغل أوقاته في السيارة بالقراءة، وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين لا ينام إلا بعد أن يقرأ.
ثم استؤنفت جلسات النقاش والمداخلات، حيث أشار الدكتور عبدالعزيز الهلابي إلى أن الملك سلمان بن عبدالعزيز صحح له معلومات كان قد ترجمها في أحد كتبه، فيما قال الدكتور عبدالعزيز العمري إن خادم الحرمين الشريفين كثير القراءة في السفر والحضر وحريص على الالتقاء بالكتاب والمفكرين والأدباء والجلوس معهم ومناقشتهم في أدق التفاصيل المكتوبة واصفا الملك سلمان بالحريص على دقة مواعيده مهما كانت الظروف، فيما قال الدكتور عبدالله الغامدي إن الملك سلمان بن عبدالعزيز في أحد المواقف التي جمعته به أمطره بالعديد من الأسئلة حول قبيلتي غامد وزهران أجاب على بعضها وتولى الملك سلمان الإجابة على الاسئلة التي عجز عن الإجابة عنها، ويومها سأل الدكتور الغامدي الملك سلمان من أين حصل على هذه المعلومات أجابه الملك سلمان من الكتب ومن الجلوس مع كبار السن ومن الجلوس مع الأدباء والمفكرين.
أما الدكتور عائض الزهراني فقد تحدث عن الملك سلمان بن عبدالعزيز فقال إنه في كل المواقف التي جمعته كان يقول احذروا من النقل الخاطئ للتاريخ ولأنساب القبائل، أما الدكتور محمد المدخلي فقد سرد وقوف خادم الحرمين الشريفين مع الجمعية التاريخية، فيما أشارت الدكتورة حصه الجبر إلى الموقف الذي جمعها بالملك سلمان حينما سألها عن قبيلتها هل من القصيم أو الشرقية وحينها بهتت من معرفته بنسب القبائل ومواقعهم.