توسع دائرة التعريف بـ«كورونا» وراء تزايد حالات الاشتباه

? محمد داوود (جدة)

أرجع استشاري الأمراض المعدية والمشرف على علاج حالات كورونا في مستشفى الملك فهد العام بجدة الدكتور محمد الغامدي، أسباب زيادة تسجيل حالات الاشتباه بكورونا إلى توسع نطاق التعريف العلمي للحالات المشتبهة والذي تم إصداره من قبل وزارة الصحة العام الماضي، مبينا أن التعريف ينص على ضرورة الاشتباه بأي حالة من حالات التهاب الجهاز التنفسي العلوي، كما ينص على ضرورة الاشتباه بأي حالة تحمل أعراض فيروس حمى الضنك، وهو الأمر الذي أدى إلى زيادة حالات الاشتباه في المرافق الصحية.
وردا على أسئلة «عكاظ» حول تعريف الحالات المرضية المشتبهة بكورونا لدى مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها الأمريكية (CDC)، وهل التعريف يشمل الحالات التي لها أعراض حمى الضنك، وهل جميع حالات الاشتباه تحتاج إلى العزل الطبي، قال:
التعريف العلمي للحالات لدى (CDC) يتضمن الاشتباه بحالات التهاب الصدر والتي أيضا يكون لديها تقص في خلايا الدم البيضاء أو الصفائح الدموية، أما ما يخص حمى الضنك فتعريف (CDC) لا يشمل الحالات التي لديها أعراضها فقط، إنما يشمل الحالات التي لديها أعراض الضنك بالإضافة إلى تأثر الجهاز التنفسي، أما العزل الصحي لحالات الاحتياج فهو مطلوب لأن أي حالة مشتبه بها لابد أن تعزل صحيا سواء كانت في المستشفى أو خارجه، وذلك ضمانا لعدم انتقال العدوى للآخرين.
وردا على سؤال آخر عن ما إذا كان تعريف الحالات المشتبهة الأوسع نطاقا يستند إلى دراسات علمية على فيروس كورونا، أجاب: جميع التعريفات تستند إلى اجتهادات علمية، ولم تكن هناك دراسات علمية موثقة تدعمها، وبالتالي فإنها تنبع عن المزيد من الحذر والحيطة لتشخيص جميع الحالات.
سألناه: ألا ترى أن كثرة الحالات المشتبهة ترهق المنظومة الصحية وخصوصا أنها تشغل المزيد من غرف العزل وتستهلك جهود الأطباء في التشخيص والمعامل المركزية في تشخيص العينات، قال: نعم هذا صحيح، ولكن لابد أن يكون هناك توازن واستخدام الطرق التشخيصية العلمية والاستعانة بجهود المتخصصين في الأمراض المعدية لعمل فلترة للحالات تمكننا من تشخيص الحالات المشتبهة فعلا وبالتالي توفير الكثير من الجهد والوقت والمال على الصحة.
واختتم د. الغامدي حديثه لـ«عكاظ» موضحا أن تعاون الجميع سواء في القطاعات الصحية أو على مستوى أفراد المجتمع يسهم كثيرا في تعزيز الجهود المبذولة لمكافحة الفيروس وبالتالي فإن استمرار التوعية مطلب ضروري لمواجهة الأمراض المعدية بشكل عام حتى لو كانت إنفلونزا موسمية، مشددا على ضرورة استمرار البرامج التوعوية على مستوى المجتمع والاستفادة من التقنيات الحديثة في التعريف بكورونا وكيفية الوقاية.