وطنكم أغلى من ناديكم..

أحمد حسن فتيحي

يكاد يتفق رؤساء النوادي على حكام كرة القدم، وينتقدون عملهم وأحكامهم ويحملونهم مسؤولية خسارتهم أو تعادلهم .. وقليل جدا ما يكون أحدهم مكان الثناء..
يلعب الإعلام دورا كبيرا في إبراز تصريحات من كل حدب وصوب، كمحللين أو مستشارين فنيين، ويلتقطون أحداث المباراة من رئيس أو لاعب أو المتحدث الرسمي باسم النادي..
هناك حرفية متميزة عند بعض الرؤساء بحيث يلمس فن الخطابة القلب ولا يخاطب العقل، وفيه مزيج من الحقائق وجمال الأسلوب ودغدغة المشاعر وبعض الأسرار التي لم تعرف والتشويق والدعاية..
كل هذا يكون في الإعلام الرياضي..
ويلقى بعضهم (الإعلامي، والرئيس، والمتحدث) إشباعا لرغباتهم وظهورهم ومحبتهم لناديهم والدفاع عن أخطاء لاعبيهم ومدربيهم..
ربما تلام أرض الملاعب على سبب الخسارة.. ودرجة الحرارة وتأثيرها.. لكن الحكام ينالهم النصيب الأكبر والدائم..
هنا نقف.. إن ما يحصل من هياج وانتقادات لحكام المباريات عبر الوسائل الإعلامية أمر خطير جدا .. خطير على الوطن .. خطير على الأمن..
قد يستغل هذا الهياج فيؤدي إلى صدور أفعال لا تحمد عقباها..
عندها نكتشف أخطاءنا التي رمت بنا في شوارع الغضب .. والهياج الذي يسري بين الجماهير فيجعل الأمن فوضى..
أنصح من يريد الانتقاد أن يكتفي بالاعتراض على الحكام باتصالات رسمية موثقة ومتابعة دقيقة.. فإن أنصف من رئيسهم فذاك المطلوب وإلا فليرفع الأمر إلى ما هو أعلى منه.. وإذا لم يتحقق مبتغاه فإن عليه أن يذهب إلى من هو أعلى منهما.. وبالتأكيد سيجاب وسينظر.. وتتحقق النتائج الإصلاحية المطلوبة..
تكلموا عن المباريات والمستويات الفنية والأداء والخطط من المدربين..
تنافسوا منافسة الشرفاء ..
وعلموا أولادنا كيف تسمو الأخلاق بصاحبها..
فرسالتكم أكبر ومسؤولياتكم أوسع..
ووطنكم أهم من ناديكم..

فاكس: 6514860