الدوري ومنعطف الحسم

صالح الفهيد

دخل دوري عبداللطيف جميل منعطفا حاسما، أو ما يمكن وصفه بالـ (10) أمتار الأخيرة من ماراثون جمع النقاط.
ورغم أن النصر المتصدر ووصيفه الأهلي هما الأوفر حظا للظفر بالدوري في بورصة الترشيحات، إلا إن قلب الطاولة عليهما من قبل فريق الاتحاد وإن بدأ في غاية الصعوبة إلا أنه ليس مستحيلا.
النصر والأهلي يعانيان فنيا، وهما معرضان معا، أو أحدهما للتعثر في أي مباراة من المباريات القادمة، وربما تكون المباراة التي تجمعهما بعد أيام وجها لوجه حاسمة في تحديد بطل الدوري، خصوصا إذا ما تعثر الفريق الخاسر لهذه المواجهة في المباراة التي تسبقها أو تعقبها.
وبالطبع كل الحسابات قائمة نظريا، وهذا ما يزيد من إثارة الدوري، ويجعل أعصاب الجماهير ــ وخصوصا النصراويين والأهلاويين ــ مشدودة ومتوترة.
بين النصر والأهلي
النصر والأهلي في الوقت الراهن يمتلكان نقاط قوة ونقاط ضعف في آن واحد، ولا أحد منهما يمتلك أفضلية مطلقة على الآخر، وهذا ما يجعل من فريق الأهلي الذي يتخلف بخمس نقاط عن النصر يشعر أن بوسعه محو هذا الفارق والتقدم على النصر وحسم الدوري لصالحه.
ورغم تقدمهم فإن النصراويين يقاومون أي شعور أو إحساس بأن الدوري صار من نصيبهم، خوفا من أن يتسرب هذا الشعور والإحساس لنفوس نجوم الفريق الأول فتصيبهم حالة استرخاء تفقدهم صدارتهم والدوري معا.
الدكة ومقلب التدوير
لطالما تباهى النصراويون بدكة الاحتياط التي يمتلكها فريقهم، وعندما دخل النصر منعطف المشاركات المتنوعة، وفي ظل تراجع مستويات بعض الأساسيين، ارتفعت أصوات كثيرة تطالب مدرب الفريق داسيلفا بالالتفات للدكة، واعتماد التدوير في مراكز الفريق، حتى استجاب المدرب لهذه الأصوات، غامر أولا في الآسيوية بنصف الفريق، وكانت تجربة مخيبة للغاية، وأمس الأول كرر المغامرة في مواجهة الوحدة وزج بمجموعة من عناصر الدكة، فكانت النتيجة أكثر من مخيبة، وكادت أن تتسبب هذه التجربة في خروج النصر من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين.
وقد كشفت مباراة الوحدة للنصراويين أن دكتهم ليست أفضل من دكة بقية الفرق، وأن الرهان عليها لا يختلف كثيرا عن رهان رئيس الهلال السابق الأمير عبدالرحمن بن مساعد على فريقه وقسمه الشهير على حصاد بطولات الموسم.
مشكلة النصر
وبعكس الأهلي الذي وحد ورص صفوفه، وحشد قواه خلف الفريق الكروي لدعمه في المرحلة المقبلة وتوفير أفضل الأجواء المحيطة به، وأوجد حالة من التناغم بين مختلف مكوناته، فإن النصراويين وجدوا أنفسهم في مشكلة حول تصريحات رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي عن غياب الجمهور، ورغم أن هذه المشكلة أخذت في البداية طابعا إعلاميا، إلا أن أطرافا أخرى في البيت النصراوي صعدت المشكلة حتى كادت أن تخرج عن السيطرة، لولا أن الخيرين تدخلوا أخيرا وطوقوها لتبقى في إطارها الإعلامي، وفي أضيق الحدود، ويخشى بعض النصراويين أن تؤثر هذه المشاكل على فرصهم في الفوز باللقب.