الحزم في مواجهة الإرهاب

فهيم الحامد

بالأمس كان في فرنسا وقبله في العراق وسوريا.. واليوم جاء في تونس.. إنه الإرهاب الذي لا يحتاج لجنسية أو جواز سفر أو تأشيرة ليضرب استقرار الدول والمجتمعات. إنه الإرهاب الذي لا يميز بين حجر وبشر مهما اختلف موقعه أو لونه أو ميوله.. إنه الإرهاب الذي بات خطرا يهدد الإنسانية والمجتمعات والدول جمعاء.
الحرب على الإرهاب ليست محصورة في بقعة جغرافية محددة وليست حكرا على شعب أو حكومة أو جيش دون غيره، هي حرب الإنسانية والحضارة ضد التخلف والوحشية والقتل، فالإرهاب المتلون ما بين إرهاب أفراد ومجموعات ودول وأنظمة هدفه واحد هو ضرب الإنسان في وجوده واستقراه ومن هنا كان الموقف واضحا في كل محطة وفي كل مأساة يصنعها الإرهاب، هو الموقف المؤكد على ضرورة اجتثاث هذا الإرهاب من جذوره..
وتجيء إدانة مصدر مسؤول بوزارة الخارجية للهجوم الإرهابي المسلح الذي استهدف متحف باردو في تونس تأكيدا لموقف الرياض على رفض الإرهاب على أي دولة وأن هذا العمل الإرهابي يؤكد مجددا بأنه آفة خطيرة تتطلب تعاونا دوليا وثيقا لمحاربته وتخليص المجتمع الدولي من شروره، وأن الإرهاب لا دين له، وأن مبادئ الدين الإسلامي السمحة تحرم الغدر والخيانة وقتل النفس البريئة والآمنة والمطمئنة بغير حق.
إن وقوف المملكة إلى جانب أشقائها في تونس حكومة وشعبا ما هو إلا موقف ثابت يعكس حرص المملكة على أن ينعم الشعب التونسي بالأمن والاستقرار وضرورة الحزم والجدية للقضاء على الإرهاب من أجل إنهاء الإرهاب من جذوره. وعلى المجتمع الدولي أن يبدي جدية وحزما أكثر في مواجهة الإرهاب ليس فقط إرهاب تنظيم داعش الظلامي وإنما الحاضنات لهذا الإرهاب ووهو النظام الأسدي ونظام قم الذي يغذي الفكر الإرهابي والطائفي في المنطقة ويسعي لإحداث حالة عدم استقرار في اليمن والعراق وسوريا ولبنان.