شبكة النقل العام استراتيجية الفيصل للنفع العام

مشاريع السيول وتصريف الأمطار رؤية تنتظر المتابعة

شبكة النقل العام استراتيجية الفيصل للنفع العام

عكاظ (جدة)

في وقت اتفقت آراء المختصين حول أهمية إزالة الأحياء العشوائية، وتباينت في كيفية المعالجة، وتعددت في شرح السبب المباشر في إخفاق الحل من قبل الشركات، وذلك حسبما نشرت «عكاظ» في حلقتها الثالثة، تأتي أهمية النقل العام بوصفه الوسيلة الأكثر طلبا، والملف الأكبر تضخما لتحقيق تنقل أسرع وأكثر أمنا في مدينة مزدحمة ليل نهار.
من هنا نبعت الرؤية الاستراتيجية التي وضعها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، لشبكة النقل العام في مكة، والتي فتحت بدورها المجال للسؤال حول أهمية الإسراع في تنفيذ هذا المشروع، ومدى الاستفادة القصوى منه، خصوصا في منطقة مكة المكرمة، وماذا بشأن حماية المنطقة من مخاطر السيول، وهي أيضا تعتبر إحدى الأولويات في المنطقة.
بداية ترى الدكتورة عبلة بخاري الأستاذة بجامعة الملك عبد العزيز أن النقل العام ضرورة ملحة في مكة المكرمة كما في سائر مدن المملكة ذات الكثافة السكانية العالية والاختناقات المرورية، ولكن المطلوب هو نقل عام آمن ومحترم يتمكن معظم شرائح المجتمع من الانتفاع به، مشروع حيوي مهم يساعد في حل أزمة المرور التي تزداد وطأتها رغم التوسع في مشاريع الجسور والأنفاق.
وتوافقها سيدة الأعمال سارة بغدادي، مضيفة: هذا المشروع سيساهم وبشكل كبير في رفع الطاقة الاستيعابية للمعتمرين والحجاج بدون تكدس في المنطقة المركزية وتوفير سبل المواصلات الآمنة لضيوف الرحمن وزوار مكة.

شبكة مترو حديثة
ويؤكد الكاتب والأكاديمي عبد المحسن هلال، أن المنطقة بحاجة لخطة استراتيجية وكل مدينة داخلها بحاجة لخطة استراتيجية عامة تتكامل الخطط في التنفيذ بجداول معلنة، والمنطقة معرضة لزيادة مضطردة في أعداد الحجاج والمعتمرين، ومشاريع الطرق بمكة لم تركز على النقل العام والاعتماد على الحافلات الكبيرة لا يكفي، لابد من شبكة «مترو حديثة» يمكنها من نقل الحاج من ضواحي مكة إلى الحرم خلال دقائق، وبهذا يخف الضغط على المنطقة المركزية وتسهل حركة الحجاج والمعتمرين من وإلى الحرم.

معطيات حقيقية
ويقول الدكتور أحمد عاشور: مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهوى أفئدتهم وهي مدينة ذات طابع خاص فهي محصورة بين جبال صخرية وأبعادها المكانية محدودة وشوارعها تخضع لمقتضيات الطوبوغرافيا السائدة على أرضها، وهي تشهد كثافة سكانية عالية على مدار العام خاصة في مواسم رمضان والحج مما يجعل التنقل في أرجائها أو محاولة الوصول إلى المسجد الحرام في هذه الأوقات مهمة بالغة الصعوبة، لذلك فإن رؤية سمو الأمير خالد الاستراتيجية لشبكة النقل العام في مكة تنطلق من معطيات حقيقية وحاجة فعلية لتدشين شبكة نقل عام متطورة في مكة تسهم في تسهيل حركة القاطنين والحجاج والمعتمرين والزوار وتمكينهم من الوصول إلى المسجد الحرام في يسر وسهولة، ولابد من تطبيقها بشكل فوري وعاجل وتعطى الأولوية.

الحماية من السيول
•• سألنا المختصين حول مشاريع حماية جدة من السيول ومياه الأمطار، والتي نفذ منها الكثير، ولكن بقي ما يحتاج إلى استكمال فهل يرونها من الأولويات؟
ينظر الدكتور عبد المحسن هلال إلى مشاريع حماية السيول، على أنها أولوية لجدية تهديدها لأرواح وممتلكات المواطنين، وهي ضعيفة في مدن المنطقة تخطيطا وتنفيذا، وقد مل السكان من تأكيدات مسؤوليها بمتانتها مرة ثم تبريرهم مرات لعدم جودتها، أو أن الأمطار أتت بأكثر من المتوقع، وأعتقد أن المحاسبة توقف كل هذا الهدر والمتابعة تمنع التأخير.

آلية عاجلة
ويقول رجل الأعمال صالح التركي: أولا يجب أن نفرق بين مشاريع الحماية من السيول ومشاريع تصريف مياه الأمطار فهذه المشاريع الأخيرة هي من مسؤولية أمانات المحافظات، وبالقطع فإن مشاريع الحماية من الأولويات القصوى لأن سلامة الناس وبيوتهم وأموالهم ومكتسبات ومقدرات المدينة أمر لا يمكن تأجيله وتركه لتقلبات الطقس، ومن أجل ذلك كان القرار الفوري من المقام السامي بضرورة إيجاد حلول عاجلة وأخرى دائمة لمكافحة السيول، وكان من الممكن أن يستغرق إنشاء مشاريع الحماية أعواما أو شهورا طوالا إذا ما تركت للآليات والإجراءات التقليدية المتبعة في تنفيذ المشاريع الحكومية، ولكن الأمير خالد الفيصل كان له رأي آخر فأمر بتكوين آلية عاجلة غير تقليدية تعمل خارج قيود البيروقراطية تمثلت في أرامكو ككيان إداري واستشاري وتم تنفيذ المشروع العاجل لمكافحة السيول في وقته المحدد وضمن الميزانية المعتمدة، والحمد لله فقد أثبتت مشاريع مكافحة السيول جدارتها واختبرت جديا في موسم الأمطار الماضي ولم تشعر جدة تقريبا بالأمطار إلا وهي تنهمر، وفي خلال ساعات كانت المياه تأخذ طريقها إلى المسيلات والأودية رغم أن معدل الأمطار كان الأعلى في تاريخ جدة وبلغ ضعف مستواه في الأعوام التي اجتاحت فيها السيول المحافظة، ويتبقى أن يولي سمو الأمير خالد الفيصل اهتمامه لمشاريع تصريف مياه الأمطار التي لم يسفر القدر المنفذ منها عن نتائج ملموسة حتى الآن.

مشاريع التصريف
ويشير الدكتور أحمد عاشور إلى أن السيول بالنسبة لسكان جدة أصبحت هاجسا يؤرقهم بعد الكوارث التي عايشوها، وفي كل مرة تهطل فيها الأمطار على جدة تتولد حالة من القلق قد تصل إلى درجة الذعر لدى شريحة كبيرة من السكان، خاصة أولئك الذين يقطنون في مناطق قريبة من الوديان، علاوة على ذلك فإن عدم اكتمال مشاريع تصريف مياه الأمطار يؤدي إلى تجمع مياهها في مناطق كثيرة داخل الأحياء السكنية، مشكلة لفترات طويلة مستنقعات قذرة وهو ما يتسبب في مخاطر بيئية متعددة ويؤثر على الصحة العامة، نتيجة تكاثر البعوض والذباب وما يتبعه من ارتفاع معدلات الإصابة ببعض الأمراض كحمى الضنك والملاريا والنزلات المعوية والتسمم الغذائي وغيرها، لذا فإن استكمال مشاريع تصريف مياه الأمطار ومنع البناء في الأودية يعتبر من الموضوعات التي تحظى بأهمية خاصة لما له من آثار على المستوى الصحي والبيئي، إضافة لحماية أرواح المواطنين من مخاطر السيول وأضرارها.