الاقتداء بأمانة مكة المكرمة

أنمار مطاوع

لعله ليس من شجون الحديث القول إن أمانة مكة المكرمة أضحت أنموذجا في مشاريعها الرائدة لخدمة مدينتها بشكل خاص والمجتمع بشكل عام؛ بدءا من آليات مكافحة الأوبئة.. وانتهاء بمشاريـع التصور المستقبلي لضواحي مكة المكرمة، ولعل مشروع الطاقة الشمسية الذي تعمل عليه حاليا خير دليل على تلك الريادة.
قبل عدة شهور واجهت أمانة العاصمة المقدسة معضلة النظافة المتردية في أحياء مكة المكرمة، وتحول عمال النظافة إلى متسولين رسميين عند إشارات المرور. علما أن تلك المعضلة أوجدتها الأنظمة التقليدية العقيمة لترسية المشاريـع. ولكن (الأنموذج) يأبى أن يقف أمام المعضلة دون تجاوزها. فقامت الأمانة بوضع تصور جديد مفاده توزيـع نظافة مكة المكرمة على (5) شركات متخصصة ــ ثبت نجاح عملها في مدن كبرى في المملكة ــ بعقود عادلة لكل الأطراف. وتم تجاوز المعضلة لتصبح مكة المكرمة من أنظف المدن وعمال النظافة فيها لا يتسولون.
مدينة (جدة)، عروس البحر الأحمر، ربما لا تواجه نفس حجم المعضلة السابقة التي واجهتها مكة المكرمة من تردي مستوى النظافة، ولكنها بالتأكيد تواجه ظاهرة تحول عمال النظافة إلى متسولين رسميين، وبالتالي، يقل مستوى النظافة عن الجودة المطلوبة.
حبذا لو تستضيء أمانة جدة بالآليات التي وضعتها أمانة مكة المكرمة لتجاوز تلك المعضلة..