للمرة الثالثة أو الرابعة أو أكثر يسقط شخص ما في حفرة مكشوفة للصرف الصحي في أحد شوارع جدة، هذه المرة كان الضحية طفل في الثامنة من عمره سقط في حفرة لم يكن عليها غطاء سوى قطعة كارتون في حي المروة شمال جدة، ترى أي قيمة لأخبار مشاريع جدة ما دامت حوادث الحفر المميتة تتكرر بين وقت وآخر، ما فائدة أن نتعلم حرف الياء ونحن لم نحل مشاكلنا مع الألف والباء ؟!.
**
تحالف (عاصفة الحزم) حظي بدعم دولي لأنه يهدف إلى ترسيخ الشرعية في اليمن ومحاولات البعض من الجانبين إكساب هذه العملية بعدا طائفيا يضر باليمن الشقيق مثلما يضر بالمهمة النبيلة لدول التحالف؟.. أحاديث المأزومين والمتعصبين على ضفتي الخليج الذين لا يمكن أن يزدهر سوقهم إلا وقت النزاعات الطائفية يجب أن لا تسرقنا رياحها الهوجاء التي تبحث عن أصغر شرارة.. الطائفية حفرة النار التي التهمت بيوت جيراننا لم يكن لها أن تكون لولا أنهم حادوا عن هدفهم المشترك ووحدة صفوفهم.
**
باستقالته من عضوية مجلس هيئة الصحفيين السعوديين حفر الزميل الأستاذ قينان الغامدي حفرة جديدة على سطح هيئة الصحفيين السعوديين الذي يبدو اليوم وكأنه سطح القمر لكثرة ما فيه من حفر هائلة الحجم.. تبدو الحفر ذات الفوهات الكبيرة الصامتة وكأنها مستعدة دائما لابتلاع أي خطوة إلى الأمام !.
**
يقول الشابي: (ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر) والحفر اليوم لم تعد حفر الطبيعة القاسية.. بل حفر التعصب والجهل.. وصعود جبال الحضارة يستلزم وجود همم متحضرة.
**
حفرة نار تبرق في أطراف القمر البعيد المنطفئ.. تبدو أحيانا وكأنها أول السراج الذي سوف ينير الطريق الموحش الطويل ويحيله إلى عرس براق.. وتبدو أحيانا مثل شرارة صغيرة سرعان ما ينتشر سعيرها المجنون في كل أرجاء العالم، ليست نجما ولا يمكن لها أن تكون كذلك.. إنها حفرة نار على سطح القمر.. بعيدة جدا ولكنها لا تفارق العين.