رسالة إلى ابني العزيـز في اليمن

عبدالله دحلان

ابني وزميلي وصديقي معالي الوزير عبدالمجيد المخلافي وزير التعليم الأسبق القدير وأستاذ إدارة الأعمال بجامعة صنعاء المتميز في دولة اليمن الشقيق، أبنائي وطلبتي من اليمن الشقيق، أصدقائي وزملاء العمل من رجال الأعمال في اليمن تحية تقدير .. واعتزاز .. ومحبة مزروعة في القلب لليمن الشقيق وشعبه الأصيل الذي لن ننساه ولن ننسى أبناءه. عشنا وتربينا سويا على أرض المملكة العربية السعودية الوطن الذي احتضن أبناء كل الأوطان العربية والإسلامية فأحسن وفادتهم وحفظ كرامتهم وساوى بينهم وأتاح لهم الفرصة للتعليم والعمل والاستثمار والتربح وسمح لهم بتحويل أموالهم إلى أوطانهم سواء من خلال تحويلات العمالة أو تحويلات استثماراتهم في المملكة. لقد كان ولايزال اليمن وشعبه محور اهتمام قياداتنا وشعبها وكان ولايزال أمن اليمن من أمن المملكة العربية السعودية والحرص على استقرار اليمن ووحدته وضمان سلامته من أهم أساسيات حسن الجوار التي تحرص عليها قيادة المملكة العربية السعودية فكان اليمن وسيظل صاحب السيادة الكاملة على أرضه وشعبه ولن يقبل اليمن واليمنيون بجميع أطيافهم أن تتدخل أي دولة خارجية أكانت إيـران أو أنصارها بحجة الدفاع عن أقلية بسيطة ضد أغلبية ساحقة مسالمة تبحث عن استقرارها وأمنها وتعمل بكل الجهود لتوفير قوتها اليومي ومارست حقها الديمقراطي في انتخاب رئيسها.
أعزائي أبنائي وأصدقائي وإخواني من اليمن الشقيق إن بلادي المملكة العربية السعودية دولة سلم وسلام وتنطلق توجهاتها من ديننا الإسلامي وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام وتحترم المواثيق الدولية والعربية والإسلامية وتحافظ على حسن الجوار وتحرص على أمنه واستقراره وتدعم الشرعية وتحارب الخروج عليها، تنجد كل من يستعين بها ضد الظالم والمجحف في حق بلاده وشعبه، تحارب الإرهاب والإرهابيين أينما كانوا. هي حقيقة وليست نفاقا لوطن وقيادته، وهي رسالة من محب لأبنائي وأصدقائي وزملائي في اليمن. عشت معهم أكثر من خمسين عاما في سرائهم وضرائهم وأتحدث لهم اليوم من صميم قلبي مؤكدا أن ما يدور في اليمن من حرب على الانقلابيين ضد الشرعية هو ولأول مرة في تاريخ العرب توافق واتحاد عربي لمحاربة الانقلاب على الشرعية ومحاربة الإرهاب والإرهابيين، مؤكدين أن معظم القيادات العربية تؤسس اليوم نمطا جديدا للعلاقات العربية العربية تحت مظلة جامعة الدول العربية ولم تعد الدول العربية رهينة تحالفات دولية لمعالجة قضية أو انقلاب أو إرهاب عربي في بلد عربي.
أبنائي وأصدقائي وزملائي من اليمن وفي اليمن وخارجه تأكدوا أنه لا مصلحة للتحالف العربي في اليمن سوى إرجاع الحق لأصحابه ومحاربة الإرهاب والإرهابيين وترسيخ السلطة التشريعية ووضع حد للتدخل الأجنبي بحجة الأقليات المذهبية، فالعرب أولى بمعالجة قضاياهم وأولى الدول العربية بالدعم العربي هو اليمن وشعبه ولن ننسى أن أصل العرب من اليمن وليس من فارس. ومن يعتقد أنه تدخل نتيجة أطماع الجيران في اليمن يكون مخطئا فالجيران من الدول العربية هم أكبر الدول الداعمة لاقتصاد اليمن ولا مطمع سياسيا أو اقتصاديا في اليمن سوى رعاية شعبه وضمان أمنه واستقراره.
إخواني في اليمن: إن بعض وسائل الإعلام المضللة في اليمن تريد تشويه صورة المملكة العربية السعودية ودول الخليج وشعوبهم ولكنهـم لن ينجحوا لأننا جميعا نعلم مواقف المملكة ودول الخليج المشرفة مع اليمن واليمنيين ومشاريـع خطط التنمية في اليمن تشهد على ذلك. وأجزم أن هذه الحرب التي تعيشها اليمن هي من صنيعة الأقلية الحوثية ومن يقف خلفهم ممن لا يرغبون في الاستقرار لليمن، والحرب التي تدور اليوم هي ضدهم وليست ضد الشعب اليمني الشقيق. مؤكدا أنه بعد أن تنتهي الحرب بإرجاع الحق لأصحابه ستكون دول الخليج أول من سيساهم في إعادة بناء اليمن ودعم اقتصاده وتنميته والأولوية لشعب اليمن.