الحوثي يخبئ الصواريخ البالستية وسكود تحت الأرض

الثوري الإيراني أشرف على بناء أقبية وخنادق السلاح في اليمن..

الحوثي يخبئ الصواريخ البالستية وسكود تحت الأرض

جولة: فهيم الحامد (عدن)

مسلسل دعم طهران للحركة الحوثية المتمردة ضد الشرعية لم ينته بعد.. فالنظام الايراني خطط لاحتلال اليمن مع بدء الثورة اليمنية من خلال عملائه الحوثيين.. واستفاد من الثورة السورية والوضع المتدهور في العراق وانشغال العالم بهاتين القضيتين، بدعم الحركة الحوثية المتمردة بالسلاح والصواريخ المتطورة والتي قامت الحركة بتكديسها في صعدة، وعندما اكتمل الانقلاب الحوثي على الشرعية اليمنية في 21 سبتمبر، وزع الحوثي الصواريخ على صنعاء وعدد من المدن اليمنية لكي يبدأ بتنفيذ المخطط الايراني لاحتلال اليمن. ووفق ما جاء على لسان القيادي في حركة (الحوثي) هادي العجيلكي، أن الحركة تمتلك صواريخ متطورة من طراز عالي المستوى ومتطورة جدا، وهذه الصواريخ قد وصلت بالفعل الى اليمن وهي بالعشرات. مبينا أن الصاروخ معروف بدقته وقدرته ويشكل تهديدا على امن المملكة -على حد زعمه. واعترف العجيلكي ان الحركة لم تمتلك في المعارك السابقة وسائل قتالية متطورة وأما الآن فإن الحركة تملك الاسلحة المتطورة، في اشارة واضحة الى استلامهم للصواريخ والاسلحة من ايران وسيطرتهم على اسلحة الدولة اليمنية التي كان الحرس الجمهوري يمتلكها وسلمها نجل صالح قائد الحرس السابق للحوثيين.

الحوثي لم يكن بمفرده يعمل للحصول على السلاح من ايران بل ان المخلوع صالح كان العقل المخرب لليمن الذي اعطى الايرانيين الارض اليمنية مشرعة لاحتلالها، حيث فاوض صالح عندما كان رئيسا الجانب الروسي للحصول على 30 طائرة مقاتلة جديدة متعددة الوظائف من طراز (ميج 29 س م ت) ومروحيات (مي 35)، و(كا 52) ومروحيات شحن من نوع (مي 17)، إضافة إلى دبابات (ت 72 م 1) ومنظومات مضادة للدبابات من نوع (كورنيت أي) و20 راجمة صواريخ من طراز (سميرتش) إضافة إلى ناقلات جند مدرعة (ب م ب 3). وكان صالح طلب أيضا من الجانب الروسي تقنيات عسكرية بحرية من بينها سفن سريعة وزوارق حربية من طراز (مولنيا) ومنظومات (إس – 300 بي إن أو الصاروخية). ولقد سيطرت الحركة على معظم هذه الاسلحة وتستخدمها الان. وورث صالح جزءا كبيرا من تلك الصواريخ من المنظومة الدفاعية بعد ان استولى على الترسانة العسكرية لقاعدة العند عقب حرب صيف 1994م وكانت تلك القاعدة تعد من اهم واكبر القواعد في الشرق الاوسط ابان الحرب الباردة، اما الجزء الاخر من الصواريخ فقد تم شراؤها من الحكومة الروسية او السوفيتية سابقا.

العاصفة تدمر المنصات
ومن الواضح ان عاصفة الحزم دمرت معظم منصات الصواريخ، الا ان الخبراء يؤكدون ان الحركة الحوثية المتمردة لم تضع صواريخ سكود أو الصواريخ البالستية في مخزن واحد او في مكان واحد، مشيرين الى ان الحركة خبأت الكثير من الصواريخ في خنادق وأقبية وانفاق وكهوف تم تشييدها عن طريق الباسيج الايراني منذ سنوات في صنعاء والعديد من المدن.. وتؤكد المصادر ان الحوثي ما زال يحتفظ بكميات كبيرة من تلك الصواريخ في الخنادق تحت الارض خشية تعرضها للقصف والتدمير. وتؤكد المصادر ان عاصفة الحزم كانت مفاجئة ولم تخطر على بال ايران او الحوثي وهو ما اصابهم بمقتل وشتت تفكيرهم وقدرتهم على امتصاص الضربة الجوية الاولى او الضربات المتوالية والتي اربكتهم وبشكل كبير جدا.
وبحسب المصادر، فإن القوات المسلحة اليمنية خضعت لبرنامج تحديث عسكري طموح تقدر قيمته بـ 4 مليارات دولار، في فبراير 2010 عبر صفقات اسلحة مع روسيا والصين وأوكرانيا وأوروبا الشرقية وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق. ووفقا لمعهد استوكهولم الدولي لبحوث السلام، وهو واحد من أفضل المعاهد المعروفة عالميا والمتخصصة في بحث قضايا ضبط التسلح ونزع السلاح، فإن روسيا أمنت نحو 59 في المائة من مجموع الأسلحة الرئيسية الواردة الى اليمن بين عامي 2004 و2008، تلتها أوكرانيا بنسبة 25 في المائة، ومن ثم ايطاليا بنسبة 10 في المائة، واستراليا بنسبة 5 في المائة، واخيرا الولايات المتحدة بنسبة تقل عن الواحد في المائة. وشملت الصفقة طائرات مقاتلة من طراز ميج - 29، ومروحيات ودبابات وعربات مدرعة، ويأتي ذلك كجزء من الخطة اليمنية لتحديث المؤسسة العسكرية.

صالح يهرب السلاح
واشارت المصادر الى ان صالح كان يعتزم ان تستضيف بلاده قواعد روسية تحت الغطاء الايراني حيث كان صالح وبحسب مصادر عسكرية يحصل على الاسلحة من مصادر متعددة بما في ذلك المهربين وتجار السلاح في العالم، والجميع يتذكر السفينة التي تم كشفها قبل سنوات وهي تقف في احد الموانئ اليمنية وكانت متجهة الى الحوثي تقريبا في العام 2010م، ويومها طالب البرلمان اليمني بضرورة ايقافها ومعرفة مصدرها والى اين ستذهب تلك الاسلحة؟. وصعق الجميع آنذاك في البرلمان واللجنة العسكرية التي شكلت عندما ظهر بالوثائق الرسمية ان سفينة الاسلحة تلك تم توريدها باسم وزارة الدفاع وبأوراق رسمية وبضغط من صالح، ولكن القضية دفنت ومنع الحديث عنها او نشر ذلك عبر وسائل الاعلام تحت مبرر «اسرار عسكرية». اما الحركة الحوثية، فوفق المعلومات المتوفرة من مصادر يمنية، فإنه أصبح في يد الحوثيين منذ بدء إسقاطهم لمعسكرات الدولة خلال الاشهر الماضية أكثر من 120 دبابة من نوع (T55-T62)، وحوالى 70 مدرعة BTR – BMB 20 مدفع (شيلكا وهاوتزر ذاتي الحركة) وحوالى 10 عربات (كاتيوشا)، وما يقارب الـ100 صاروخ (بين حراري مضاد للطيران وغراد بر- بر)، وأكثر من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة، إلى جانب مئات الأطقم العسكرية وعشرات المخازن للذخيرة الحية.

«الحزم» تمنع الاحتلال
لقد كشفت عاصفة الحزم الغطاء عن المخطط الايراني لاحتلال اليمن وذلك امتدادا لمسيرتهم التاريخية السوداء والتي تميز بها الإيرانيون، من خلال نزعة التوسع والسيطرة والاحتلال والعربدة التي عبروا عنها قديما بتشكيل امبراطورية سعوا لمد حدودها نحو أكبر قدر ممكن من بقاع الأرض وامتلاك القوة النووية لتهديد جيرانها خاصة بعد نجاح الثورة الإسلامية في عام 1979 وإعلان إيران جمهورية إسلامية، حيث سعت إيران للقوة من خلال مد نفوذها إلى دول المنطقة عن طريق تصدير ثورتها إليها، ولهذا الغرض مدت جسور التواصل بينها وبين الأقليات الشيعية في المنطقة، ووطدت علاقتها بهم ودعمتهم حتى يدينوا بولائهم لها قبل بلدانهم، وبذلك استطاعت بناء أذرع لها في تلك الدول قادرة على تهديد الأمن والاستقرار فيها لصالح إيران، واستخدامهم كأوراق ضغط في سياستها الإقليمية والدولية. وفي نفس الاتجاه وطدت إيران علاقتها بالحوثيين في اليمن على مدى ما يقارب العشرين عاما، قدمت لهم خلالها أشكالا مختلفة من الدعم الذي واكب حاجتهم ومتطلباتهم، ومع كل تقدم كانوا يحرزونه في طريقهم للوصول للسلطة.


متمردو الحوثي.. ميليشيات صالح.. ملالي قم.. «ثالوث الشر»


لم تكن علاقة الحركة الحوثية المتمردة مع النظام الايراني الاستبدادي وليدة اليوم، بل انها انطلقت ضد اليمن من عقود، وكان من الواضح تأثر حسين الحوثي المؤسس الأول لجماعة الحوثيين بالخميني وبالثورة عام 1979، ولم تخل محاضراته وخطبه من ذكر الخميني.
ولقد استطاعت الحركة المتمردة على الشرعية في اليمن بناء علاقات وثيقة النظام الايراني تقوم على تدمير اليمن وتحويله لبؤرة قتال طائفية على غرار سوريا والعراق للوصول إلى السلطة وحكم اليمن.. وهذا لم يكن يتحقق الا عبر دعم الحركة الحوثية معنويا وماديا وعسكريا ولوجستيا بالاضافة الى الغزو الفكري وتقديم دعم ثقافي وتعليمي للحركة من خلال اقامة مراكز تحت غطاء الثقافة وهي في الواقع تقوم بتغذية الفكر الطائفي التدميري لميليشيات الحوثي. وكانت إيران الخيار الأفضل للحوثي لدعم الفكر الطائفي المقيت مقابل أن يكونوا حليفها في شبه الجزيرة العربية لتكتمل عناصر المؤامرة الايرانية على الامة العربية بسيطرتها على العراق وسوريا ولبنان. وجاءت عاصفة الحزم لتحول هذا الحلم الى سراب، لاستعادة الشرعية والدفاع عن الشعب اليمني. وكان الهدف الرئيس لملالي قم هو استنساخ نموذج في اليمن على غرار حزب الله في لبنان والمالكي في العراق يعمل على تهديد الاستقرار في شبة الجزيرة العربية والمنطقة.
ومن هنا بدأت هذه العلاقة السرية التآمرية، حيث بدأ الحوثي الأب بإرسال افراد حركته لقم كي يتتلمذوا على أيدي الملالي، ويتشربوا الحرب الطائفية وكيفية التخريب والتدمير ونشر الفوضى، ويعودوا كميليشيات مدربة على القتل والتدمير والتعذيب على غرار ميليشيات حزب الله والمالكي التي افسدت في سوريا وخربت العراق ونقلت تجربتها إلى اليمن. وقد حشد الحوثي أتباعه من حوله، من خلال الاموال التي تتدفق من طهران بكثرة الى صعدة عن طريق السفير الايراني في صنعاء. وعقبها تبنى الحوثي الأب ومن ثم سلالته الطائفية، خطابا مماثلا للخطاب الإيراني وميليشيات حزب الله ورفع الشعارات الواهية.
لقد قدمت إيران الأموال من أجل تمويل المراكز التدريبية والمخيمات العسكرية وتجهيزها لتدريب الشباب وحققت تلك المراكز اهدافها في ظل انشغال الدولة اليمنية بالثورة تارة ومواجهة القاعدة تارة اخرى، حيث بلغت المراكز في صعدة 24 مركزا، وفي عمران 6 مراكز، والمحويت 5 مراكز، وحجة 12 مركزا، والأمانة 5 مراكز، وذمار 7 مراكز، وإب مركز واحد، وتعز مركز واحد، وفي صنعاء 4 مراكز، وكل هذه المراكز كانت ممولة من ايران لتدريب ميليشيات الحوثي على الحرب لتدمير اليمن. إنه محور الشر الذي بدأ بملالي قم.. وانضم إليهم الحوثي وميليشيات صالح.