غبار الإعلام الرياضي

صالح الفهيد

لا شيء يتحسن في مشهدنا الرياضي بكل مكوناته، بل ان بعض الظواهر والمشاكل التي لطالما اشتكى منها الجميع، وطالبوا صناع القرار بالتدخل الحازم والسريع لمعالجتها، والحد من نفورها أخذت منحى تصعيديا خطيرا، خصوصا ظاهرة التعصب الرياضي التي بدت في الآونة الأخيرة تأخذ مسارا استفزازيا غير مسبوق، في وقت نحن احوج ما نكون فيه لكل ما يرص الصفوف ويوحد شباب الوطن، حيث تخوض بلادنا حربا فرضها علينا عدو توسعي يتهدد امننا واستقرارنا ووحدتنا.
والأدهى والأمر ان الإعلام الرياضي الذي يفترض به ان يدرك واجباته في هذه المرحلة الحساسة لدعم وحدة الجبهة الداخلية ويحشد الناس بمشاعرهم وأحاسيسهم وتفكيرهم خلف جيشنا البطل، تورطت بعض وسائله بشكل سافر في اشغال الجمهور الرياضي بقضايا مفتعلة اساسها ودافعها التعصب الرياضي، ولا شيء غير التعصب الرياضي.

إلى متى السكوت ؟
لقد كشفت بعض هذه الوسائل خلال الأيام الماضية عن حقيقة صارخة لا يمكن تجاهلها او التساهل معها، وهي ان بعض من يشتغلون في الإعلام الرياضي لا يدركون خطورة ما يقدمونه من عمل، وأنهم ليسوا على مستوى من الوعي والثقافة تتيح لهم التمييز بين الإثارة المقبولة والمطلوبة احيانا، وبين ارتكاب الأخطاء الفادحة التي تضر بالوطن، وتلحق بمصالحه ابلغ الأذى.
لقد اثبت بعض المنخرطين في الإعلام الرياضي المرة تلو الأخرى، انهم غير أمناء في اداء رسالتهم الإعلامية، وأنهم يفتقرون للحس الوطني الذي يمنعهم من الاجتهادات المضرة بالوطن وبسيادته ومصالحه.
ومجددا نقول وقد بحت أصواتنا : إلى متى السكوت على هذا العبث، والتغاضي عن العابثين؟
وهل الجهات المسؤولة في بلادنا تعرف بما يجري في الإعلام الرياضي وتتغافل عنه غير مدركة لخطورته؟ ام انها لا تعرف ولا تريد أن تعرف، وهي تتعاطى مع الموضوع على انه زوبعة في فنجان؟

عروبة الشمال
بحزن استمعت لتصريح رئيس نادي العروبة مريح المريح، وهو يكاد يرفع الراية البيضاء معلنا استسلامه، حيث يقف هذا الفريق الشمالي على حافة الهبوط، وتذكرت تجربة الطائي في الدوري الممتاز التي انتهت بالهبوط إلى غياهب الدرجة الأولى.
ثمة تشابه بين تجربة هذين الفريقين الشماليين المكافحين في الدوري الممتاز، وإذا ما تأكد هبوط العروبة إلى الدرجة الأولى فهذا يعني ان المناطق الشمالية ستختفي من خارطة الكبار لوقت اخشى أن يطول كثيرا.
كل ما تبقى لفريق العروبة هو ان يعزز بصمته الواضحة والمميزة في دوري جميل في ما تبقى له من مباريات ويترك وراءه ذكريات لا تنسى، ونجومه قادرون على أن لا يودعوا الكبار بصمت وهدوء !.