الوجـه الآخـر

أحمد حسن فتيحي

عندما نتعامل مع الآخرين فإن هناك قِيما، ومبادئ ، وقواعد أخلاقية لابد من التمسك بها ومراعاة تنفيذها والالتزام بها حتى نشعر بطمأنينة وراحة نفسية..
وقد يلجأ البعض إلى الخِداع وممارسته، والتلذذ به، ويرمي باللائمة بمبررات يقنع نفسه بها..
لكن هذا التصرف المنحرف سلوكيا يؤدي إلى انحراف الأخلاق، والقيم، والمبادئ..
فمثلا يسمي الاعتداء (انتقاما).. والسرقة (تصفية حساب).. والمماطلة في إعطاء الحقوق (حفاظا على الأموال )..
يجد تبريـرا لأعماله غير الأخلاقية.. على أنها رد فعل.. وليس اقترافا يـذنـب عليه..
إن القيم الأخلاقية والإنسانية.. لا يضاهيها قيم فرديـة..
فمثلا عدم تسديد ديون المماطل (ترتكز على اعتبارات السيولة).. وعدم اهتمامه بمرض الموظف وعائلته (فيه تعارض مع مصلحة العمل).. وتسديده للزكاة (يخفض أرباحه وينقصها).. وتلاعبه في فواتير الجمارك (حق يوفره لخزنته)..
إن التبريـر الذي يضعه البعض.. يعتقدون أنها شطارة.. وباب من الفهلوة..
يتراكم هذا التبريـر في داخله وينمى.. حتى يصبح عرفا عنده.. ويظن أنه قد أصبح متميزا وآمنا من القيم الاجتماعية، والأخلاقية، والإنسانية..
وهكذا يستمر ويهـزأ من أولئك الملتزمين بالقوانين، والمبادئ ، والحقوق، ويبرر لنفسه بأن ظروفهـم أحسن.. والظروف تحتم عليه مواقفه..
إن العاملين مع هكذا مسؤول يعاملونه.. وعملاءهم.. كما يعاملهـم..
ويتعاملون مع بعضهـم والآخرين.. بذات الطريقة..
ولا يجدون حرجا.. فالكل في الهـواء سواء..
قـال تعـالـى: «ربــنا إنك تعلـم مـا نخـفي ومــا نعـلِـن ومــا يخفى على الله مِـن شـيء في الْأرض ولا في السماء» سورة إبراهيم ، آية (38).
فاكس: 6514860
pr@fitaihi.com.sa