إيران وأوراقها الطائفية
الأحد / 30 / جمادى الآخرة / 1436 هـ الاحد 19 أبريل 2015 19:43
بدر بن سعود
الرئيس الإيراني حسن روحاني لم يفوت يوم الجيش في إيران بدون تصريح مشحون ومتحامل، خصوصا أن المناسبة جاءت متزامنة مع ما يحدث في اليمن، وفيها شكل من أشكال استعراض القوة، فقد قال بأن جيشهم هو الأكبر والأكثر خبرة في الشرق الأوسط، وأن قوات بلاده مسؤولة عن أمن واستقرار المنطقة الممتدة من الخليج العربي ــ اسماه الفارسي ــ وحتى خليج عدن، وروحاني وصف العقيدة العسكرية الإيرانية بأنها دفاعية وليست هجومية، وهاجم بدون تسمية دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، ورأى في عمليات عاصفة الحزم العسكرية عدوانا سافرا على الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، وتكلم عن دعم للإرهاب في سورية والعراق تقوم به الدول المشاركة في تحالف الشرعية، ووجه رسائل سياسية محتقنة فيها تهديد مبطن.
قبل هذا تحرك وزير خارجية إيران الظريف محمد جواد، وأرسل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطلب المصادقة على تصور إيراني للأزمة في اليمن، وحدد خطة سلام من أربعة بنود، أولها إسكات صوت الرصاص من داخل وخارج اليمن، يأتي بعده تقديم مساعدات إنسانية، ثم يبدأ حوار وطني واسع، وبحيث ينتهي الحوار إلى حكومة وحدة وطنية شاملة، والمبادرة معادة وسبق أن تقدم بها «الظريف» من باكستان، والفارق أنه في هذه المرة أشار برغبته في توزيعها على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لعله يخرج بتوافق حولها ويسجل نقطة في مرمى الخصوم، والخطوات الإيرانية أصبحت محل شك في الأوساط العربية والغربية؛ لأنهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر، وينتقدون تصرفات يمارسون أضعافها، ومن الأدلة، تورطهم بالمشاركة في ذبح مليون سوري وسورية خلال الأربع سنوات الماضية، والوزير «الظريف» طالب بالمساعدات الإنسانية ولم تحاول دولته تقديمها، في العراق وسورية أو اليمن، ولو من طريق الاستعانة بطرف ثالث مقبول ومتوافق عليه، بينما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدعم إنساني لأهل اليمن قيمته مئتان وأربعة وسبعون مليون دولار، وقد شكلت قيادة التحالف جسرا بحريا من جيبوتي إلى الموانئ الغربية في اليمن، لنقل المساعدات والمواد الإغاثية إلى الشعب اليمني، وبقي الإيرانيون يرددون شعاراتهم منزوعة الدسم في منابرهم الرسمية والمستأجرة.
إيران تتدخل باسم الطائفة في مجموعة من الدول العربية، وتسمح لنفسها بالخوض في السياسات الداخلية لدول ذات سيادة، ولا تقبل بأن يقوم غيرها بتصرفات مشابهة نحوها، وتترافع باسم من تراهم الأغلبية في مكان، وفي ذات الوقت تدعم أقلية في سورية ضد إرادة 90 في المئة من الشعب السوري، ويتجرأ حزب الله في لبنان ويعبر الحدود إلى سورية لذبح السوريين، وبعدها يتشنج أمينه العام ويهدد التحالف العربي لعاصفة الحزم في اليمن؛ لأنه يعرف بأن سورية محطة محتملة، وهذا الاحتمال سيؤثر في مصالحه ويقطع حبل الإمدادات بينه وبين أسيادة في إيران، ويجوز أنه يؤمل في تكرار السيناريو السوري مع الحوثيين، وهو أمر مستبعد تماما.
لبنان في معظمه مسيحي وطائفة نصر الله لا تشكل وزنا مساويا، وبشار لا تتجاوز طائفته نسبة 9 في المئة من مكونات النسيج السوري، وجماعة عبدالملك الحوثي بالكاد تصل إلى 2 في المئة، وهناك من يقول بأن الإمامية موجودة في ليبيا وبنسبة تزيد أو تنقص عن 1 في المئة، والأخيرة ربما كانت نواة لولادة فصيل تموله إيران، وحقوق الأقليات أو المختلفين في معتقداتهم الإسلامية محفوظة بالتأكيد، لولا أن المضايقات وتنفيذ المخططات الفارسية بالوكالة تخطت دائرة التوهمات والأفكار الوسواسية، وتحولت إلى واقع موثق بالصوت والصورة، والمواجهة الموجعة والنهائية لم تعد خيارا بعيدا.
ورقة الطائفية استهلكتها إيران بصورة مبالغ فيها، واستخدمتها كجواز مرور يبرر تدخلاتها ومواقفها في أكثر من بلد عربي، ولا بد من إيقاف المطامع الفارسية عند هذا الحد، والتفكير في تسريع التحالف العسكري ما بين المملكة وتركيا وقطر ضد نظام بشار، ومن ثم مطالبة حزب الله بتسليم سلاحه للجيش اللبناني، والدخول في العملية السياسية كحزب مدني لا يمانع ولا يقاوم ولا ينتحل وظائف الدولة اللبنانية، وإن كنت أعتقد بأن دور الحزب سيتراجع جدا بمجرد رحيل بشار الأسد.
قبل هذا تحرك وزير خارجية إيران الظريف محمد جواد، وأرسل إلى الأمين العام للأمم المتحدة بطلب المصادقة على تصور إيراني للأزمة في اليمن، وحدد خطة سلام من أربعة بنود، أولها إسكات صوت الرصاص من داخل وخارج اليمن، يأتي بعده تقديم مساعدات إنسانية، ثم يبدأ حوار وطني واسع، وبحيث ينتهي الحوار إلى حكومة وحدة وطنية شاملة، والمبادرة معادة وسبق أن تقدم بها «الظريف» من باكستان، والفارق أنه في هذه المرة أشار برغبته في توزيعها على الدول الأعضاء في مجلس الأمن، لعله يخرج بتوافق حولها ويسجل نقطة في مرمى الخصوم، والخطوات الإيرانية أصبحت محل شك في الأوساط العربية والغربية؛ لأنهم يقولون شيئا ويفعلون شيئا آخر، وينتقدون تصرفات يمارسون أضعافها، ومن الأدلة، تورطهم بالمشاركة في ذبح مليون سوري وسورية خلال الأربع سنوات الماضية، والوزير «الظريف» طالب بالمساعدات الإنسانية ولم تحاول دولته تقديمها، في العراق وسورية أو اليمن، ولو من طريق الاستعانة بطرف ثالث مقبول ومتوافق عليه، بينما أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بدعم إنساني لأهل اليمن قيمته مئتان وأربعة وسبعون مليون دولار، وقد شكلت قيادة التحالف جسرا بحريا من جيبوتي إلى الموانئ الغربية في اليمن، لنقل المساعدات والمواد الإغاثية إلى الشعب اليمني، وبقي الإيرانيون يرددون شعاراتهم منزوعة الدسم في منابرهم الرسمية والمستأجرة.
إيران تتدخل باسم الطائفة في مجموعة من الدول العربية، وتسمح لنفسها بالخوض في السياسات الداخلية لدول ذات سيادة، ولا تقبل بأن يقوم غيرها بتصرفات مشابهة نحوها، وتترافع باسم من تراهم الأغلبية في مكان، وفي ذات الوقت تدعم أقلية في سورية ضد إرادة 90 في المئة من الشعب السوري، ويتجرأ حزب الله في لبنان ويعبر الحدود إلى سورية لذبح السوريين، وبعدها يتشنج أمينه العام ويهدد التحالف العربي لعاصفة الحزم في اليمن؛ لأنه يعرف بأن سورية محطة محتملة، وهذا الاحتمال سيؤثر في مصالحه ويقطع حبل الإمدادات بينه وبين أسيادة في إيران، ويجوز أنه يؤمل في تكرار السيناريو السوري مع الحوثيين، وهو أمر مستبعد تماما.
لبنان في معظمه مسيحي وطائفة نصر الله لا تشكل وزنا مساويا، وبشار لا تتجاوز طائفته نسبة 9 في المئة من مكونات النسيج السوري، وجماعة عبدالملك الحوثي بالكاد تصل إلى 2 في المئة، وهناك من يقول بأن الإمامية موجودة في ليبيا وبنسبة تزيد أو تنقص عن 1 في المئة، والأخيرة ربما كانت نواة لولادة فصيل تموله إيران، وحقوق الأقليات أو المختلفين في معتقداتهم الإسلامية محفوظة بالتأكيد، لولا أن المضايقات وتنفيذ المخططات الفارسية بالوكالة تخطت دائرة التوهمات والأفكار الوسواسية، وتحولت إلى واقع موثق بالصوت والصورة، والمواجهة الموجعة والنهائية لم تعد خيارا بعيدا.
ورقة الطائفية استهلكتها إيران بصورة مبالغ فيها، واستخدمتها كجواز مرور يبرر تدخلاتها ومواقفها في أكثر من بلد عربي، ولا بد من إيقاف المطامع الفارسية عند هذا الحد، والتفكير في تسريع التحالف العسكري ما بين المملكة وتركيا وقطر ضد نظام بشار، ومن ثم مطالبة حزب الله بتسليم سلاحه للجيش اللبناني، والدخول في العملية السياسية كحزب مدني لا يمانع ولا يقاوم ولا ينتحل وظائف الدولة اللبنانية، وإن كنت أعتقد بأن دور الحزب سيتراجع جدا بمجرد رحيل بشار الأسد.