عندما بدلت ولدي بجنّي

مشعل السديري

جاء في الأخبار أن العقيد جمال النجدي، رئيس وردية الجوازات في مطار القاهرة، قد فوجئ عند وصول ركاب طائرة مصرية قادمة من العاصمة الأردنية بمسافرة (فائقة الجمال) تقدم له جواز سفر باسم أحمد (22 عاما)، وبمخاطبتها أكدت أنها أجرت عملية جراحية للتحول إلى أنثى قبل ستة أسابيع ولم تتمكن من تعديل البيانات في جواز السفر.
كما اكتشف المسؤول وجود راكب على الطائرة ذاتها يحمل جواز سفر باسم إسراء (19 عاما) ومدون في خانة النوع أنه أنثى، وتبين أنه أجرى عملية مماثلة ليتحول إلى ذكر ولم يستطع أيضا استصدار جواز سفر جديد.
وجرى عرض المسافرين على الحجر الصحي للكشف، وتبين صدق أقوالهما، وبعرض الأمر على المسؤولين بمصلحة الجوازات المصرية أمروا بعدم دخولهما البلاد وإعادتهما على نفس الطائرة إلى الأردن.
على أية حال، ليس في ذلك الخبر ما يستغرب، فما أكثر الرجال الذين تحولوا إلى إناث، وما أكثر الإناث اللواتي تحولن إلى رجال، فالمسألة كلها وما فيها مجرد مسألة (فسيولوجية) وتضارب (بالهرمونات)، وأكبر دلالة أن هناك رجلا ألمانيا كان متزوجا بامرأة وأنجبت منه ولدين، وبعد ذلك انفصل عنها، وأجرى عملية تحول بعدها إلى أنثى، وتزوجها رجل آخر، وأنجبت له ثلاثة أبناء فأصبح الكبار ينادونه (يا بابا) والصغار ينادونها (يا ماما).
إنها والله مسألة محيرة تستعصي على الفهم لا المنطق.
غير أن ما استعصى على فهمي ومنطقي معا هو ذلك السؤال الذي طرحه أحدهم على آخر في أحد المجالس، وقال له: يا فلان لو أنهم خيروك بأن تكون رجلا هرما عاجزا في التسعين من عمرك وليس لك أولاد وتملك (مليار) ريال، أو تكون فتاة ملكة جمال في الثامنة عشرة من عمرها، ولكنها فقيرة معدمة فماذا تريد أن تكون، أو ماذا تختار؟!
سكت الرجل الثاني برهة، وأخذ يشحذ زناد فكره ثم سأله: تبغى الصراحة والا بنت عمها؟!، أجابه: طبعا أبغى الصراحة، فقال بكل (بجاحة): أريد أن أكون تلك الفتاة.
فرد عليه الأول قائلا: (أفا) عليك فين الرجولة؟!
قال: يا عمي بلا رجولة بلا كلام فاضي، أبغى أن استمتع بشبابي، فلو أنني كنت تلك الفتاة، فألف رجل سوف يتمناني، بل إن بعضهم سوف يحاولون (بوس) أقدامي، والفلوس بعدين تجي (بالهبل).
فقال له الأول: حتى لو كنت (حرمة)؟!
لا أكذب عليكم أنني ساعتها ضقت ذرعا بالسائل والمسؤول، بل وبهكذا موضوع، فقلت لهما: أرجوكما غيرا الموضوع، ولكي أخرجهما من حوارهما السخيف أمسكت (بالرموت كنترول) وأبدلت القناة التلفزيونية (روتانا) التي كانت وقتها تغني فيها (نانسي)، وإذا بالمؤشر يقع بالصدفة على قناة (المنار)، ووجه (حسن نصر الله) المنتفخ يملأ الشاشه، فأصبحت كمن (بدل ولده بجني)، عندها لم أملك إلا أن أغلق التلفزيون نهائيا، ثم أقوم من الجلسة كلها، وبدلا من أن أقول لهم مودعا: تصبحون على خير، قلت لهم: الله لا يصبحكم على خير.