تضاريسنا الجبلية الصعبة مصائد للحوثيين

«عكاظ» تقف على رقابة السد المواجهة لصعدة.. العقيد القحطاني:

تضاريسنا الجبلية الصعبة مصائد للحوثيين

• عبدالله آل هتيلة (الشريط الحدودي)

رغم الطبيعة الجغرافية الصعبة للمناطق الجبلية التي تكثر فيها العوائق، والتي كانت في السابق تعطي الفرصة للمخالفين في تجاوز الحدود من خلال طرق قد تغيب عن أنظار الدوريات، إلا أن قطاعات حرس الحدود حققت نجاحات أمنية نوعية، تمثلت في الحد من التهريب والتسلل، والقبض على بعض المطلوبين للعدالة.
واقتضت الضرورة فرض رقابة للسيطرة على هذه المواقع التي تتشكل في القمم العالية والهضاب المنحدرة والشعاب والأودية والغابات، من خلال تحديد عدة مواقع مسيطرة لإنشاء أبراج مراقبة عليها، وفتح الطرق الجبلية الصعبة للوصول إليها، ومن بين هذه المواقع رقابة سد وادي نجران التي استشهد فيها الجندي أول صالح المحامض اليامي وأصيب عدد من زملائه، والتي تكشف مساحات جبلية واسعة باتجاه الحدود اليمنية المحاذية للحدود السعودية، وتعمل وسط ظروف صعبة، تغلب عليها الرجال الأشاوس ونجحوا في تأمين الحدود ومواجهة الحوثيين بكل شجاعة، بل وأسهموا في بسط نفوذهم على طول الحدود التابعة لرقابتهم.

الجبال الشاهقة
وأكد العقيد صالح بن عبدالله القحطاني قائد قطاع سقام الذي تتبع له مراكز الرقابة في سد وادي نجران والمنارة وسرو سقام وأخرى تقع في أماكن صعبة، أن هذه التضاريس الجبلية أثبتت صلابة رجل الأمن السعودي الذي يعمل ليل نهار للحفاظ على أمن وطنه وسلامة مواطنيه.
مشيرا إلى أن القوات المسلحة وقطاعات حرس الحدود حققت نجاحات في التصدي للجماعات الحوثية وكبدتهم خسائر في الأرواح والعتاد، ودحرتهم وجعلتهم يفرون إلى داخل الأراضي اليمنية، وأوضح أن قطاع سقام يأتي في مقدمة القطاعات من حيث القبض على المهربين والمتسللين والمطلوبين للعدالة واليوم يساهم ضباطه وأفراده بكل فخر واعتزاز في حراسة الحدود ومواجهة المعتدي بل وتلقينه درسا يجعله يفكر ألف مرة قبل أن يعود لأي مناوشات مستقبلا.
مبينا أن خبرات الضباط والأفراد في القطاع ونقاط المراقبة تمكنهم من معرفة الطرق التي يسلكها المتمردون الحوثيون لمراقبتهم والتصدي لهم قبل الوصول إلى خطوط التماس المباشرة، وقال إن المعتدين يسلكون المناطق الجبلية الوعرة اعتقادا منهم بأنهم سيكونون في مأمن من ضربات القوات المسلحة وحرس الحدود، إلا أن هذه الحيل والأساليب لم ولن تنطلي بدليل النجاحات التي تحققت منذ بدء عاصفة الحزم التي ستعيد لليمن بمشيئة الله أمنه واستقراره وشرعيته من أيادي الغدر والعبث.
مراقبة ثابتة ومتحركة
وأوضح قائد قطاع سقام أن حدود مسؤوليات القطاع تصل إلى 211 كم، وتبدأ من مركز عاكفة الذي يعتبر نهاية مسؤوليات قيادة حرس الحدود في منطقة عسير، وتنتهي بمجمع سرو سقام مع حدود مسؤوليات قطاع خباش، مبينا أن هذه المسافة مقسمة إلى خطين، أحدهما أمامي بالقرب من العلامات الحدودية والآخر خلفي مع نهاية حرم الحدود ونقطة التماس مع المواطنين، مشيرا إلى أن العمل في الخط الأمامي يتم فيه من خلال دوريات ورقابات ثابتة بالإضافة إلى دوريات راجلة وراكبة ودوريات من استخبارات القطاع.
وقال العقيد القحطاني إن كل هذا يتم حاليا بالتنسيق مع القوات المسلحة، والكاميرات الحرارية لمراقبة أي تحركات من الجهة المقابلة تعمل وفق نظام المراقبة الثابتة ودوريات المسح، إضافة إلى بعض الدوريات الراجلة، وأوضح أن الكاميرات الحرارية منها ما هو ثابت في الأبراج ومنها ما هو محمول على السيارات المتحركة، مع الاعتماد على المشاعل الضوئية والتي هي عبارة عن قنبلة ضوئية توضع في الأماكن التي قد يستهدفها المعتدون، إضافة إلى الشبك الشائك «كنسرتينا»، وأنظمة رادارات متكاملة، مؤكدا أن التكنولوجيا الحديثة التي أدخلها حرس الحدود أسهمت كثيرا في ضبط أمن الحدود.

رقابة سد نجران
عبر طريق جبلي وعر ومخيف، وصلنا إلى نقطة مراقبة سد وادي نجران التي استشهد فيها قبل أيام أحد جنود حرس الحدود أثناء مواجهة مع الحوثيين.
وأوضح لنا عدد من الضباط والأفراد أن طبيعة عمل نقطة المراقبة تعتمد على التنسيق مع القوات المسلحة في مواجهة العدو، وتقتضي تحريك دوريات ورقابات ومسح، مع الاعتماد ليلا على الكاميرات الحرارية والكمائن، التي توزع حسب الحاجة ووفق ما يتوفر من معلومات، إضافة للدوريات الراجلة المكونة من ثلاثة أفراد لمسح الأثر والتأكد من عدم عبور متسللين، وأشاروا إلى أن طبيعة المساحات الواقعة في نطاق عمل نقطة المراقبة لم تؤثر على أداء الدوريات، التي نجحت في القبض على مهربي مخدرات وبحوزتهم كميات من الحشيش، تم اكتشافهم عن طريق الكاميرات الحرارية ليلا، مبينين أن المساحة المكشوفة باتجاه السد لم تؤثر على عمليات المراقبة والترصد والقبض، بل كانت عاملا مساعدا في تصيد الأعداء والمتسللين والمهربين.
وأضافوا أن نقطة مراقبة السد تحكم السيطرة على الحدود، وفي نفس الوقت تعمل على تأمين السد الذي قد يكون مستهدفا من الأعداء، وبعثوا برسالة لسكان القرى الحدودية مفادها أن الوضع مطمئن ولا يوجد ما يدعو للقلق، مؤكدين أن الحوثيين الانقلابيين غير قادرين على تجاوز الحدود أو القيام بأي هجمات لأن رجال القوات المسلحة وحرس الحدود لهم بالمرصاد.