ما بعد الحزم
الأربعاء / 03 / رجب / 1436 هـ الأربعاء 22 أبريل 2015 19:26
بدر بن سعود
توقفت، مساء الثلاثاء 21 أبريل، العمليات العسكرية لعاصفة الحزم، وقد جاء إعلان الوقف من الرياض، وأشار إلى مكاتبات حول الموضوع تمت بين القيادتين السعودية واليمنية، واسترجع أسباب التدخل العسكري وانسجامها مع المواثيق العربية والدولية، ثم توجه بعدها الرئيس هادي بكلمة إلى الشعب اليمني، قال فيها بأنه سيعود إلى اليمن بمجرد تخليصه من المتآمرين، وسيستكمل المسار السياسي الذي بدأه قبل المواجهات، وأشارت قيادة التحالف العربي إلى تمكنها من حماية الشرعية، وأنها حيدت تماما احتمالات تهديد المتمردين لجيران الدولة اليمنية، ودمـرت القدرات العسكرية لجماعة الحوثي وحلفـائها وبنسبة 80 في المئة لمخازن الأسلحة، و98 في المئة للدفاعات الجوية، واستعادت عشرة ألوية عسكرية، واعتبارا من أمس الأربعاء انطلقت عملية جديدة باسم «إعادة الأمل»، وسيكون التركيز خلالها على إعادة تأهيل اليمن، وذلك بما يتفق ومخرجات الحـوار الوطني الشامل والمبادرة الخليجية، وبما يضمن سلامة المدنيين ومكافحة الإرهاب، بجانب إخلاء الأجانب ومن يرغب في المغادرة لأسبابه الخـاصة، وتقديم المساعدات الإغاثية والطبية في المنـاطق اليمنية المتضررة، والعمل على مراقبة القطع البحرية وتفتيشها لضبط ومصادرة الأسلحة المهربة إلى الحوثيين، إن وجدت، وتوجد في مياه اليمن الإقليمية سفن عسكرية تتبع التحالف العربي، إضافة إلى عشر سفن حربية أمريكية، مهمتها تضييق الفرص أمام هذه الفرضية، وتحديدا من جانب إيران وسفنها القريبة.
العمليات العسكرية ستأخذ مسارا نوعيا في المرحلة المقبلة، أو هكذا قالت التصريحات الرسمية، وربما كانت الاستعانة بقوات نخبة عربية لتنفيذ مهام سريعة ومحدودة، أو لإحباط عمليات انتحارية محتملة بالقرب من الحدود أو في الداخل السعودي.
وزير خارجية اليمن تكلم عن مشروع «مارشال» عربي لتأهيل اليمن، يشبه ما اقترحه جورج مارشال لإخراج أوروبا من أزمتها بعد الحـرب العالمية الثانية، واقترح الوزير تسميته بـ«مشـروع سلمان التطويري لليمن»، وسيهتم المشروع بإعادة إعمار وتنمية اليمن، والمجال مفتوح لمشاركـة عربية ودولية باستثناء إيران، والبنية التحتية في الجمهورية اليمنية متهالكة بنسبة 95 في المئة، وهو أمر لا علاقة له بالتحالف العربي، ولعل القيادة اليمنية السابقة لعبت دورا في التدهور الحاصل، وهناك من يفكر في الاستفادة من الأموال المحجوزة والمجمدة لعلى عبدالله وقدرها 60 مليارا، وتوجيهها لرصيد المساهمات في المارشال العربي، وأعتقد أنها فكرة جيدة ومعقولة وفيها تأديب مطلوب، ويجب في الفترة الحالية وضع احتياطات مناسبة تمنع دخول أسلحة متطورة لبقايا المتمردين، أو أن تستغل المظلة الإنسانية في إرباك الأولويات داخل اليمن، ولا أنسى استدعاء بعثات اليمن الدراسية في إيران، وإيقاف الابتعاث إليها بالمطلق.
الجغرافيا لا تشكل هما سعوديا في الشأن اليمني، إلا في مسألة متابعة الحركة على الحدود ومنع التسلل والتهريب بين البلدين، ومن يروج لغير هذا ينـاقض نفسه، وأتصـور أن مواجهة الأطماع الإيرانية في اليمن وفي غيره، تحتاج إلى تنويع في الجبهات، والدخول إلى ميدان نجح فيه الإيرانيون نسبيا، وذلك عن طريق الاستثمار في محطة أو محطات إخبارية ناطقة بالفارسية وموجهة إلى الداخل الإيراني، وبنفس إمكانات وحضور «العربيـة» و«الجزيرة»، واستقطاب كوادر إيرانية من الأقليات والمضطهدين ونسبتهم 70 في المئة، والتركيز على همومهم ومطالبهم، وعلى حقيقة أن الفرس يتحكمون في مقدرات الشعب والدولة، وهم لا يشكلون إلا 30 في المئة من إجمالي السكان في إيران، والملف الاقتصادي ساخن جدا هناك، وكان سببا مباشرا في قيام الثورة الخضراء وثورة البازار ما بين عامي 2009 و2011، وكلتاهما واجهت قمعا وتعسفا لم تلتفت إليه المنظمات الحقوقية، أو أنها لم تصعده بدرجة كافية مثلما تفعل في ملفات مشابهة.
العمليات العسكرية ستأخذ مسارا نوعيا في المرحلة المقبلة، أو هكذا قالت التصريحات الرسمية، وربما كانت الاستعانة بقوات نخبة عربية لتنفيذ مهام سريعة ومحدودة، أو لإحباط عمليات انتحارية محتملة بالقرب من الحدود أو في الداخل السعودي.
وزير خارجية اليمن تكلم عن مشروع «مارشال» عربي لتأهيل اليمن، يشبه ما اقترحه جورج مارشال لإخراج أوروبا من أزمتها بعد الحـرب العالمية الثانية، واقترح الوزير تسميته بـ«مشـروع سلمان التطويري لليمن»، وسيهتم المشروع بإعادة إعمار وتنمية اليمن، والمجال مفتوح لمشاركـة عربية ودولية باستثناء إيران، والبنية التحتية في الجمهورية اليمنية متهالكة بنسبة 95 في المئة، وهو أمر لا علاقة له بالتحالف العربي، ولعل القيادة اليمنية السابقة لعبت دورا في التدهور الحاصل، وهناك من يفكر في الاستفادة من الأموال المحجوزة والمجمدة لعلى عبدالله وقدرها 60 مليارا، وتوجيهها لرصيد المساهمات في المارشال العربي، وأعتقد أنها فكرة جيدة ومعقولة وفيها تأديب مطلوب، ويجب في الفترة الحالية وضع احتياطات مناسبة تمنع دخول أسلحة متطورة لبقايا المتمردين، أو أن تستغل المظلة الإنسانية في إرباك الأولويات داخل اليمن، ولا أنسى استدعاء بعثات اليمن الدراسية في إيران، وإيقاف الابتعاث إليها بالمطلق.
الجغرافيا لا تشكل هما سعوديا في الشأن اليمني، إلا في مسألة متابعة الحركة على الحدود ومنع التسلل والتهريب بين البلدين، ومن يروج لغير هذا ينـاقض نفسه، وأتصـور أن مواجهة الأطماع الإيرانية في اليمن وفي غيره، تحتاج إلى تنويع في الجبهات، والدخول إلى ميدان نجح فيه الإيرانيون نسبيا، وذلك عن طريق الاستثمار في محطة أو محطات إخبارية ناطقة بالفارسية وموجهة إلى الداخل الإيراني، وبنفس إمكانات وحضور «العربيـة» و«الجزيرة»، واستقطاب كوادر إيرانية من الأقليات والمضطهدين ونسبتهم 70 في المئة، والتركيز على همومهم ومطالبهم، وعلى حقيقة أن الفرس يتحكمون في مقدرات الشعب والدولة، وهم لا يشكلون إلا 30 في المئة من إجمالي السكان في إيران، والملف الاقتصادي ساخن جدا هناك، وكان سببا مباشرا في قيام الثورة الخضراء وثورة البازار ما بين عامي 2009 و2011، وكلتاهما واجهت قمعا وتعسفا لم تلتفت إليه المنظمات الحقوقية، أو أنها لم تصعده بدرجة كافية مثلما تفعل في ملفات مشابهة.