«الحوثيون» يختطفون الصحفيين لإرهاب ناقلي الخبر وتغييب الحقيقة

مؤكدين إصرارهم على مواصلة المهنة بشرف .. إعلاميون:

? علي الرباعي (الباحة)

ندد صحفيون عرب بنهج جماعة الحوثي المسلحة في اختطاف الصحفيين وتعذيبهم وتغييبهم عن أسرهم، وممارسة القمع والإرهاب على زملاء مهنة مسالمين لا يحسنون صنع قنبلة ولا حمل سلاح إلا سلاح الكلمة الحقة. ويواجه الصحفيون في اليمن أزمة في ظل محاولات جماعة الحوثي المسلحة تكميم الأفواه بالقوة لإرهاب وسائل الإعلام والصحفيين الوطنيين المؤازرين للشرعية والمناهضين للجماعة في المناطق التي تتحكم بها الجماعة ومنها صنعاء، ولم يتردد مسلحو الحوثي عن وقف القنوات والصحف المؤيدة لعاصفة الحزم، وانتهاج ممارسات قمعية ضد الصحفيين اليمنيين، لا تتوقف عند الاختطاف، بل تصل أحيانا إلى التعذيب وتلفيق التهم.
ويصف الإعلامي صالح البيضاني قمع واعتقال وسجن الصحفيين بالأساليب غير الأخلاقية ظنا منهم أنها وسيلة ردع، بينما لا تعد أن تكون تجددا للسياسية القمعية منذ بداية الضربات الجوية ضد معاقل جماعة الحوثي والمعسكرات التي يتحصن فيها قوات من الجيش موالية لعلي صالح، ويرى الصحفي محمد عبدالرحمن المنسي أن جماعة الحوثي ومليشيات صالح لا تعتدي إلا على العزل ولا تفرد عضلاتها إلا على الصحفيين والناشطين في سلوك غير مستغرب لضلوع الجماعة الكبير في انتهاك الحريات، إذ أقدمت جماعة الحوثي على مهاجمة الزميل الصحفي جلال الشرعبي.. وندد الإعلامي الكاتب والإعلامي غمدان اليوسفي بالحملة المنظمة ضد الصحفيين المعارضين للحوثي في صنعاء وتعز وذمار وإب والحديدة وعمران، مرجعا اعتقال مجموعة صحفيين إلى نشر أخبار مؤيدة لعاصفة الحزم، لافتا إلى عدم التزامات جماعة الحوثي تجاه حرية الإعلام والصحافة، وأضاف: لم يتوقف الأمر عند الاعتقال، بل وصل إلى منع قنوات خليجية وعربية من التغطية الإعلامية في صنعاء، وهدد بعض مراسلي وسائل الإعلام الخليجية بالسجن عند الاستمرار في التغطية الإعلامية لمجريات الأحداث، ما اضطر بعض مراسلي القنوات الفضائية للانتقال إلى مدن ليست تحت سيطرة الحوثي، مبديا تحفظه على دعم جماعة الحوثي اللوجستي لطواقم أعمال القنوات الممولة من إيران، على رأسها «الميادين، المنار، الغدير، الإخبارية السورية، العالم»، مشيرا إلى أن خطف الإعلاميين من الظواهر التي ازدهرت بوصول الحوثيين إلى صنعاء، ليس الاختطاف فقط بل الإغلاق والنهب، كما حدث لقنوات سهيل ويمن شباب ومؤسسة الشموع واقتحام صحيفة المصدر وإغلاقها، وتهديد كل من يعارضهم من الصحفيين واقتحام وإغلاق مكاتب كل القنوات العالمية والعربية التي لا تقف معهم، ووصل بهم الأمر لاقتحام منزل المديرة الإدارية لمكتب الجزيرة وهي إدارية وليست صحفية، وأضاف لو كان الشهيد عبدالكريم الخيواني حيا بيننا لن يقبل أن يعتقل زميله جلال الشرعبي، ولن يسمح بأن يموت فوزي الكاهلي عوزا جراء إغلاق قناته التي يعمل فيها (سهيل) بعد عجزه عن دفع تكاليف علاجه، ولن يسمح بأن تطارد مليشياتهم نبيل الأسيدي الذي وقف إلى جانب كل الصحفيين، ولا بغلق صحيفة المصدر وتشتت طاقمها في كل مكان في الداخل والخارج هذه على الأقل ما حدث بعد استشهاده، معددا حالات لا تحصى من التطرف الحوثي ضد كل طرف وطيف ومهنة والصحافة المتضرر الأبرز كنا نقف معا ضد أي انتهاك، ولم تكن الحرية مزاجية وفق ما تراه المليشيا مناسبا لها، مؤكدا أن حالا كهذا يعرف الجميع أنه زائل لأنه شاذ، وقال اليوسفي: هذه الأعمال مؤشر على رسم ملامح لخارطة الحريات في العهد الحوثي الذي كانوا يعتقدون أنه صار أمرا واقعا، وانكشفت الصورة الحقيقية لهؤلاء خلال وقت وجيز، وأدرك الناس أنهم أمام ديكتاتورية مذهبية وطائفية وجاهلية عمياء. وتؤكد المديرة التنفيذية لمنظمة صحفيات بلا قيود بشرى الصرابي أنه من المعيب التعامل مع وسائل الإعلام كأهداف عسكرية لاقتحامها وإغلاقها، ومع الصحفيين كأعداء يجب قمعهم، لافتة إلى أن منظمتها وثقت 125 حالة انتهاك تعرض لها الصحفيون خلال الربع الأول من العام الحالي، بينها 4 حالات قتل، وقال الإعلامي والكاتب يبان الحبابي: لن نسكت عن الباطل والخطف والعدوان وانتهاك حقوق الصحفيين، ليعلم العالم بأكمله بما يجري للإعلام والإعلاميين عندنا.
ويرى مدير تحرير صحيفة اليوم السابع ناصر عراق أنه لا يمكن بأية حال الموافقة على اختطاف صحفي يمارس مهنته، مشيرا إلى أن اختطاف الصحفيين في اليمن يعد جريمة مرفوضة تماما، مؤكدا على ضرورة حماية الصحفيين من قبل جميع الأطراف المتحاربة. وأكد الإعلامي الأردني نصر المجالي أنه في بلد الفوضى كل شيء يحدث، وخاصة محاربة وتحجيم الإعلام لطمس الحقيقة، كون الإعلاميين المهنيين يرفضون تسويغ ممارسات جماعتهم.