خاب مسعاهم

محمد المختار الفال

ضربة جديدة توجهها الأجهزة الأمنية اليقظة إلى شذاذ الفكر وكارهي الوطن الساقطين في شباك المنظمات الإرهابية التي تحركها أيدٍ خفية حاقدة على هذا الكيان الكبير بأهله وإنجازاته ومواقفه وحضوره العربي والإسلامي..
الضربات الاستباقية والملاحقة المهنية والرصد الدقيق والتأني في الأحكام وإصدار القرارات ضد المتهمين أصبحت سمة مسجلة للأمن السعودي في مواجهة الإرهاب ودعاة الفتنة ومعاول الهدم.. والنجاح المشهود الذي حققته المنظومة الأمنية المتكاملة ضد التطرف والتشدد والإرهاب منذ 2003 أكد سلامة المنهج وعلمية الأسلوب وتطوير الآليات وتحديث الوسائل ومواكبة تحركات الأشرار، وكلها عوامل أدت إلى إحباط خطط ومؤامرات المتربصين بهذا الوطن وزادت من حنقهم وضغينتهم وحيرتهم وارتباك عملياتهم؛ لأنهم لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم الدنيئة.
لكن ــ من المؤسف ــ أن تكون فئة قليلة من أبناء هذا الوطن الأداة المسخرة لهذه الأهداف الشريرة والمقاصد الخبيثة، التي يزعجها ما تنعم به بلادنا من أمن واستقرار ومكانة في محيطها العربي ومجالها الإسلامي ومشاركتها الفاعلة المقدرة في قضايا العالم.. إن هذه الفئة المنحرفة من أبناء هذا البلد ستلقى مصيرها المشؤوم، لكنها لن تسيء إلى الصورة الحقيقية لأهل هذا البلد ولا المواقف الوطنية النبيلة التي يقفونها دفاعا عن أرضهم وعرضهم وتماسكا في وجه المخاطر والتهديدات الخارجية، وتعاضدا لمزيد من تقوية الجبهة الداخلية، ملتفين حول قيادة تعمل من أجل عزة الوطن وشموخه وصون أمنه وحفظ مكتسباته والسير به في مراقي الصعود الحضاري التي تليق به، وطنا عزيزا أبيا وهبه الكريم المنان مكانة ليست لوطن غيره..
أصحاب الفكر المارق الشاذ يزعجهم ضعف تأثيرهم في العقول السوية من أبناء هذا الوطن، ولهذا يضخمون ويبالغون في أعداد ضحاياهم القليلين من شباب غر وقع في حبائلهم ليوهموا الناس بأن رأيهم ودعوتهم وأفكارهم المنحرفة تلقى القبول.. وهي كذبة كبرى تدل على فشلهم في إنجاز ما يخططون له، لكن على أصحاب الرأي والعلم أن يتصدوا لهذه الكذبة فيفندوها ويكشفوا تضليلها وضحالة ما يحمله أصحابها من فكر مشوه يفسد الفطر السليمة..
وإذا كانت الأجهزة الأمنية تحقق النجاح تلو النجاح ــ وهو أمر مفرح مطمئن ــ فعلى المجتمع أن ينهض بمسؤوليته لحماية هذه الفئة القليلة المستهدفة من أبنائه حتى تحاصر الأفكار الشريرة والأطروحات الزائفة، التي يروج لها دعاة الفتنة والفوضى. وقيام أفراد المجتمع بمسؤولياتهم نحو تحصين عقول الأجيال من الفكر المنحرف سيعين على اجتثاث هذا الوباء ويخيب مسعى من يحاولون زعزعة الأمن والاستقرار في بلادنا.