داعش للمرة الخامسة
الأحد / 07 / رجب / 1436 هـ الاحد 26 أبريل 2015 19:22
بدر بن سعود
نفذ تنظيم داعش خمس عمليات إرهابية في المملكة خلال الفترة ما بين نوفمبر 2014 وأبريل 2015، وحضور إرهاب داعش في الداخل السعودي لا يتجاوز عمره الستة أشهر، وقد قام خلال هذه المدة القصيرة بعملية واحدة كل شهر تقريبا، ما يؤكد اهتمامه بمسألة الاستمرارية وإثبات الوجود والديمومة الإعلامية، وأن ممارساته المتطرفة وغير المقبولة تعود عليه بالمكاسب، وقد سجل التنظيم أولى جرائمه في قرية الدالوة بالأحساء، ومن ثم في مركز سويف الحدودي في الشمال، واستقر أخيرا في الرياض بثلاث جرائم إطلاق النار ضد دنماركي جنوب العاصمة، ودوريتين في غربها وشرقها، وإجمالي المتورطين بشكل مباشر في الاعتداءات الإرهابية يتوقف عند 14 إرهابيا، ومعظمهم تم تحييد خطورته باحتجازه أو إنهاء حياته، في المقابل تسببت الحوادث الأربعة في وفاة 12 شخصا من المدنيين والعسكريين، والرقم لا يشمل المصابين، والملاحظ أن هجمات داعش لم تستهدف أماكن في غرب أو جنوب المملكة، ولم يحاول القيام بأعمال إرهابية في شمال الرياض، ربما لأنها تدخل في دائرة الاهتمام الأمني باعتبارها أهدافا محتملة، أو قد تكون هناك محاولات فاشلة لا نعرف عنها، تشبه فشل استهداف قائد عسكري لأن روتينه لم يكن ثابتا ــ كما قال الإرهابي يزيد أبو نيان في اعترافاته.
اعترافات أبو نيان كشفت عن طريقة تجنيد التنظيم لأتباعه، فقد أوضح أنه استخدم منصات الإعلان الاجتماعي وبرامج المحادثة المشفرة في التواصل مع داعش، واستقبل مراسلات طلبت منه الجهاد من مكانه وحددت المطلوب منه، وبعدها وقبل ثمانٍ وأربعين ساعة من عملية استهداف الدورية في شرق الرياض، تم ربطه بشخص يتكلم المغربية اسمه «برجس»، والاثنان استقبلا الأسلحة والأموال أو الدعم اللوجستي والعملياتي من شخص ثالث لا يعرفانه، وما زال أبو نيان يظن أن نواف العنزي المعروف حركيا بـ«برجس» مغاربي وليس سعوديا، ويظهر أن التنظيم يأخذ بأسلوب المافيا الإيطالية كارتيلات المخدرات في إدارة مخططاته، ورغم أن عملياته في وضعه الحالي محدودة وغير مؤثرة، إلا أنه يقدم مؤشرا يستحق البحث والدراسة، فلم يسبق لأي جماعة إرهابية أن نفذت خمس عمليات في أقل من سنة، مع العلم أن جرائم داعش في المملكة تختار دائما الأماكن المعزولة والأهداف السهلة أو «الناعمة».
فالإرهابي ينحاز إلى الأهداف النوعية، أو صاحبة الجلبة والضجة، وغالبية ما يقوم به الداعشيون لا يختلف بأي حال عن ما تستقبله الشرطة من جرائم يومية، والاستثناء الوحيد يدور حول هوية المجني عليه، تماما كالفارق بين الاغتيال والقتل، فالسياسي إذا قتل لأسباب لا علاقة لها بعمله اعتبرت القضية جنائية، ولو تمت تصفيته لمنصبه أو لمواقفه متعلقة بعمله، صنفت القضية بأنها سياسية أو إرهابية وهكذا، والاعتداء بين الطوائف قد يأخذ بعدا سياسيا بطبيعة الحال، ولكنه سيتغير كثيرا بمجرد الافتراض بأن إيران تمول داعش، وهو ما يقوله بعض المراقبين وأهل الاختصاص، وإن كانت جمهورية الملالي قد دعمت الحشد الشعبي بعباءته الطائفية لمواجهته، فقد مولت أمريكا العراق وإيران معا في حربهما أيام الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، وبالإمكان العودة لفضيحة «إيران كونترا» لمن يطلب معلومات إضافية، والمعنى أن هؤلاء لا يمارسون إرهابا بقدر ما يجتهدون في تكريس صورة اسطورية ومتخلفة جدا عن الإسلام، وسبقهم إلى ذلك تنظيم خرج من رحم المجهول، وإن قيل بأنه انشق عن القاعدة.
قال الإعلام الأمريكي بأن الإرهابي المدان أبو نيان مضطرب نفسيا، وكان هذا قبل عملية شرق الرياض بثلاث سنوات، وعلى خلفية ارتكابه لمخالفات من بينها التدخين داخل طائرة والسواقة تحت تأثير الكحول، والانحرافات عامل مشترك في ماضي النسبة الأكبر من الإرهابيين، وهم أصحاب شخصيات سيكوباتية تتحول من اليسار إلى اليمين بدون مقدمات منطقية، ومجانية الذبح الداعشي تقدم مثالا صارخا لمقدار السادية المستبدة بعقولهم، وأعتقد أنهم لا يحتاجون إلا إلى مصحات لا يخرجون منها أبدا أو طابور طويل من السيافين.
اعترافات أبو نيان كشفت عن طريقة تجنيد التنظيم لأتباعه، فقد أوضح أنه استخدم منصات الإعلان الاجتماعي وبرامج المحادثة المشفرة في التواصل مع داعش، واستقبل مراسلات طلبت منه الجهاد من مكانه وحددت المطلوب منه، وبعدها وقبل ثمانٍ وأربعين ساعة من عملية استهداف الدورية في شرق الرياض، تم ربطه بشخص يتكلم المغربية اسمه «برجس»، والاثنان استقبلا الأسلحة والأموال أو الدعم اللوجستي والعملياتي من شخص ثالث لا يعرفانه، وما زال أبو نيان يظن أن نواف العنزي المعروف حركيا بـ«برجس» مغاربي وليس سعوديا، ويظهر أن التنظيم يأخذ بأسلوب المافيا الإيطالية كارتيلات المخدرات في إدارة مخططاته، ورغم أن عملياته في وضعه الحالي محدودة وغير مؤثرة، إلا أنه يقدم مؤشرا يستحق البحث والدراسة، فلم يسبق لأي جماعة إرهابية أن نفذت خمس عمليات في أقل من سنة، مع العلم أن جرائم داعش في المملكة تختار دائما الأماكن المعزولة والأهداف السهلة أو «الناعمة».
فالإرهابي ينحاز إلى الأهداف النوعية، أو صاحبة الجلبة والضجة، وغالبية ما يقوم به الداعشيون لا يختلف بأي حال عن ما تستقبله الشرطة من جرائم يومية، والاستثناء الوحيد يدور حول هوية المجني عليه، تماما كالفارق بين الاغتيال والقتل، فالسياسي إذا قتل لأسباب لا علاقة لها بعمله اعتبرت القضية جنائية، ولو تمت تصفيته لمنصبه أو لمواقفه متعلقة بعمله، صنفت القضية بأنها سياسية أو إرهابية وهكذا، والاعتداء بين الطوائف قد يأخذ بعدا سياسيا بطبيعة الحال، ولكنه سيتغير كثيرا بمجرد الافتراض بأن إيران تمول داعش، وهو ما يقوله بعض المراقبين وأهل الاختصاص، وإن كانت جمهورية الملالي قد دعمت الحشد الشعبي بعباءته الطائفية لمواجهته، فقد مولت أمريكا العراق وإيران معا في حربهما أيام الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، وبالإمكان العودة لفضيحة «إيران كونترا» لمن يطلب معلومات إضافية، والمعنى أن هؤلاء لا يمارسون إرهابا بقدر ما يجتهدون في تكريس صورة اسطورية ومتخلفة جدا عن الإسلام، وسبقهم إلى ذلك تنظيم خرج من رحم المجهول، وإن قيل بأنه انشق عن القاعدة.
قال الإعلام الأمريكي بأن الإرهابي المدان أبو نيان مضطرب نفسيا، وكان هذا قبل عملية شرق الرياض بثلاث سنوات، وعلى خلفية ارتكابه لمخالفات من بينها التدخين داخل طائرة والسواقة تحت تأثير الكحول، والانحرافات عامل مشترك في ماضي النسبة الأكبر من الإرهابيين، وهم أصحاب شخصيات سيكوباتية تتحول من اليسار إلى اليمين بدون مقدمات منطقية، ومجانية الذبح الداعشي تقدم مثالا صارخا لمقدار السادية المستبدة بعقولهم، وأعتقد أنهم لا يحتاجون إلا إلى مصحات لا يخرجون منها أبدا أو طابور طويل من السيافين.