توظيف الطائفية لتحقيق أطماع سياسية دنيوية خطر أعظم
أكد أهمية قصر الفتوى على المشهود لهم بالجدارة.. خادم الحرمين مخاطبا علماء الأمة:
الأحد / 21 / رجب / 1436 هـ الاحد 10 مايو 2015 19:46
سلمان السلمي، عبدالعزيز الربيعي (مكة المكرمة)
حذر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، من توظيف الطائفية المقيتة لتحقيق أطماع سياسية دنيوية، مؤكدا أن ذلك يمثل الخطر الأعظم الذي يهدد أمتنا الإسلامية، وموضحا أن المملكة هبت ومن تضامن معها من الدول في عاصفة الحزم لتلبية نداء الواجب في إنقاذ اليمن وشعبه الشقيق، من فئة تغولت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية، وعصفت بأمنه واستقراره، وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار، بدعم من جهات خارجية، تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها، دون مراعاة لما يربطها بدول هذه المنطقة وشعوبها من أخوة إسلامية، وقوانين وأعراف دولية.
وشدد أيده الله أنه لم يكن للمملكة من غرض في عاصفة الحزم التي لقيت تأييدا عربيا وإسلاميا ودوليا واسعا، سوى نصرة اليمن الشقيق، والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية، لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، وتحويلها إلى مسارح للإرهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي، على غرار ما طال بعض الدول الأخرى.
أدعياء الفتوى
وقال - يحفظه الله - مخاطبا علماء الأمة في افتتاح الدورة الثانية والعشرين للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أمس: اهتمت المملكة – أيما اهتمام – بتنظيم الفتوى، وإنشاء مؤسساتها من: المجامع، وهيئات البحوث الشرعية، والإفتاء التي تضم كبار العلماء الثقات الراسخين في العلم حيث تتبنى هذه المرجعية الجماعية المؤهلة والتي ينتظم عقد هذا المجمع الفقهي الممثل للعالم الإسلامي في إطارها، دراسة الموضوعات ذات الصلة بالقضايا العامة ومستجدات العصر والخلوص إلى الرأي الشرعي الصحيح فيها، لأنها بطبيعتها تتطلب تضافرا في الجهود لتذليل صعابها واستيفاء جوانبها والإحاطة بملابساتها فتتقلص بذلك دائرة الخلاف في المسألة المعروضة ويتجلى فيها القول السديد والرأي الرشيد الذي يصلح عليه أمر الأمة طبقا للفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء التي لم تدع شأنا من شؤون الدنيا والآخرة إلا فصلت فيه (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، وفي هذا الصدد وصوننا للقول في دين الله تعالى من تطفل الأدعياء والتسيب في الإفتاء وسدا للباب في وجه المجترئين على هذه المهمة الجليلة الذين حذر المولى عز وجل منهم بقوله (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)، فقد شددت المملكة فيما صدر من توجيهات سامية على أهمية قصر الفتوى على أهلها المشهود لهم بالجدارة (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). ذلك أن اجتراء الأدعياء واتخاذهم رؤسا ومراجع يدخل على الناس اللبس والتشويش في دينهم وتختلط لديهم المفاهيم الشرعية وتنفتح عليهم بذلك أبواب الفتن ولاسيما في زماننا هذا حيث النفوس الضعيفة والشبه الخطافة والمغرضون يترقبون، وفي هذا من الخطر الداهم على ديننا وأمتنا الإسلامية ما نشاهد من الفئات التي برزت في بعض أوطان الإسلام تعيث في الأرض فسادا وتسعى في الناس إجراما وإرهابا متشحة زورا وبهتانا بألوية الجهاد خلافا لما شرعه الله غاية للجهاد بأنه لنشر الأمان وحماية الأوطان ودفع العدوان ونصرة المستضعفين.
الخطر الأعظم
واستطرد الملك المفدى في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، موضحا: من الخطر الأعظم الذي يهدد أمتنا الإسلامية أيضا توظيف الطائفية المقيتة لتحقيق أطماع سياسية دنيوية، لا علاقة لها بنصرة الدين والأمة، وإنما تستهدف العدوان على الغير والاستحواذ على حقوقه بالاستقواء والمغالبة، على نحو ما شهدته دولة اليمن مؤخرا.
وفي مواجهة هذا الخطر، وبعد أن استنفدت كل السبل السلمية لرأب الصدع في اليمن الشقيق، وإيقاف العدوان على شرعية الدولة، وإعمالا لقول الحق تبارك وتعالى (... فإن بغت إحداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله...)، هبت المملكة -ومن تضامن معها من الدول في عاصفة الحزم- لتلبية نداء الواجب في إنقاذ اليمن وشعبه الشقيق، من فئة تغولت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية، وعصفت بأمنه واستقراره، وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بدعم من جهات خارجية، تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها، دون مراعاة لما يربطها بدول هذه المنطقة وشعوبها من أخوة إسلامية، وقوانين وأعراف دولية.
وازداد استقواء هذه الفئة بتآمر جهات يمنية داخلية، نقضت ما سبق أن عاهدت عليه، من الالتزام بمقتضيات المبادرة الخليجية، التي كان فيها المخرج لهذا البلد الشقيق، من حالة الانسداد ودوامة الصراع الذي كاد يمزقه.
وهذه المحاولة المقيتة في اليمن، وإن كنا على ثقة تامة -بحول الله ونصرته للحق- بأنها لن تبلغ شيئا من أهدافها، أمام صرامة دولنا ويقظة شعوبنا، إلا أن الخطورة التي تكمن في دوافعها والجهات التي تقف وراءها، تستوجب عدم السكوت عليها أو التساهل في مواجهتها.
لذلك فإن المأمول من علماء الأمة الإسلامية -في هذا المجمع الموقر وغيره- أن يكثفوا جهودهم للتوعية بخطر هذه الفئات الضالة، وأهدافها التآمرية على الأمة، ويشددوا في التحذير من بذور الشر والفساد، التي تفتك بالأوطان الإسلامية من داخلها.
واختتم خادم الحرمين الشريفين كلمته بقوله: «إن المملكة العربية السعودية تتابع -باهتمام وتقدير- مناشط رابطة العالم الإسلامي، في خدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه ووحدة صف المسلمين، والأمل معقود على الرابطة -ومن يتعاون معها من المخلصين لدينهم وأمتهم- في المزيد من التنسيق والتعاون المثمر، مع الهيئات والمؤسسات الإسلامية الأخرى، لوضع إطار عام للعمل الإسلامي المشترك، يحذر المسلمين من مواطن الشبهات، ويرشد الشباب -خاصة- إلى المنهاج القويم، الذي جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء، وينقذهم من مخاطر الانزلاق وراء الأفكار والدعوات المنحرفة».
اليمن قضية إسلامية
بدوره، قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمته «إن من نعم الله على هذه الأمة، وجود فئة من المسلمين تخدم الدين هم فئة العلماء»، مشيرا إلى أن الفقه الجماعي أدعى للقبول والصواب، فاجتماع الأمة تحت مظلة رابطة العالم الاسلامي التي لها الريادة في ذلك، على اختلاف مناهجهم يساهم في التقائهم للتقارب وتقريب الخلاف واتحاد الصف فيما بينهم».
وأضاف سماحته أن قضية اليمن ليست قضية عربية فقط، بل قضية إسلامية لأنها افتعلت لإضعاف الأمة الإسلامية وإشغالها عن واجباتها، فالدولة حينما قامت بهذا العمل هو طاعة لله فهذه العاصفة جاءت لردع عدوان المعتدين وكل المسلمين يؤيدون ذلك ويرون أن هذا الموقف الشجاع قد جاء في وقته.
مشكلة كبيرة
وكان الأمين العام للمجمع الفقهي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي قد ألقى كلمة أكد فيها أن رعاية الملك المفدى، وافتتاح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لأعمال هذه الدورة نيابة عنه - حفظه الله - لهو شاهد من شواهد الدعم المادي والأدبي المستمر والمتجدد للهيئات الإسلامية ومجامعها، ودور العلم ومعاهده؛ خدمة للعلم والعلماء ورعاية لشؤون المسلمين، وهذه واحدة من مكارمه الكثيرة.
وأضاف: إننا في هذه الأيام نواجه مشكلة كبيرة تتمثل في اعتداء جماعة الحوثي ومن ساندهم من داخل اليمن وخارجه على سلطة البلاد الشـرعية وقتل الأبرياء واحتلال المدن، ومحاولة الاستيلاء على السلطة وغير ذلك من الأعمال الشنيعة، مما أوصل البلاد إلى حالة متردية.
وطالب الأمين العام للمجمع الفقهي العلماء بتدارس وإيضاح آثار هذه القضية على مستقبل الأمة. فهي بحاجة إلى حكمة العلماء، لأنها ليست من القضايا السهلة، ويجب عليهم ألا يخشوا في الله لومة لائم.
تلمس حاجات الأمة
وأشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يحظى بموضوعات متعددة منها ما له علاقة بالعبادات والأموال، ومنها قضايا طبية واجتماعية وفلكية وغير ذلك، وإن المجمع الفقهي الإسلامي بمجلسه الذي يضم كبار علماء العالم الإسلامي وفقهائه وبلجانه ومستشاريه يبذل جهده في تلمس حاجات الأمة وبذل الجهد في النظر والتروي في الموضوعات وصولا إلى الحكم الصائب والرأي السديد الذي تطمئن إليه النفوس وتغتبط به القلوب؛ ولهذا فإن قرارات المجمع وبياناته - ولله الحمد - هي موضع القبول والاطمئنان من المسلمين شرقا وغربا.
بعد ذلك ألقيت كلمة ضيوف الدورة ألقاها نيابة عنهم فضيلة الشيخ نصر فريد محمد واصل أعرب فيها عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على الدور الذي تقوم به المملكة في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار وإعادة الشرعية، مؤكدا حرص خادم الحرمين الشريفين على حقن الدماء المسلمة وتلمس احتياجات الأقليات المسلمة في كافة أرجاء المعمورة.
ملوثات الغزو الفكري
بدوره، شكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، خادم الحرمين الشريفين، وقادة دول التحالف على قرار عاصفة الحزم، مشددا على أن الحرص على القيام بهذه المهمة قيام بما يوجبه الإسلام ويؤكده حق الجوار، من نصرة المظلوم ودفع البغي والعدوان عنه، بعدما تغول الباغي وتعنت ولم يستجب لنداء الحكمة ولما جرى من حوار ونداءات ومبادرات.
وبين أن المسؤولية المنوطة بالعلماء تجاه الإسلام والمسلمين تتركز في التعريف بالحقائق والمفاهيم الأساسية التي يقوم عليها الدين، وتنتشر بها دعوته وتتأدى رسالته، وحماية هذه الحقائق والمفاهيم من ملوثات الغزو الفكري ومن التحريف الناتج عن الجهل أو الغلو والتنطع والحيدة عن منهاج الوسطية والاعتدال.
مناقشات اليوم الاثنين:
* الموضوع الأول (9:00-10:30 صباحا)
التعويض المادي عن الضرر الأدبي أو المادي غير المباشر الناتج عن الجناية أو الشكوى الكيدية
المتحدثون:
الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي
الدكتور سعد بن ناصر الشثري
الدكتور عبد الله بن محمد بن خنين
الدكتور محمد مصطفى الزحيلي
الدكتور محمد سنان سيف الجلال
المقرر: الدكتور عبدالله بن حمد الغطيمل
* الموضوع الثاني (10:30-12:00 صباحا)
البيع والتأجير بالسعر المتغير
المتحدثون:
الشيخ الصادق عبدالرحمن الغرياني
الدكتور عبدالسلام بن سعد الشويعر
الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي
الدكتور فهد بن عبدالرحمن اليحيى
الدكتور سامي بن إبراهيم السويلم
- المقرر: الدكتور عبدالله بن مصلح الثمالي
* الموضوع الثالث (12:30 - 2:00 ظهرا)
حكم المعاوضة عن الالتزام
ببيع العملات في المستقبل
المتحدثون:
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
الدكتور عجيل بن جاسم النشمي
الدكتور نزيه كمال حماد
الشيخ على كوتي المسليار
الدكتور عبدالله إدريس أبو بكر ميغا
- المقرر: الدكتور فهد بن سعد الجهني
وشدد أيده الله أنه لم يكن للمملكة من غرض في عاصفة الحزم التي لقيت تأييدا عربيا وإسلاميا ودوليا واسعا، سوى نصرة اليمن الشقيق، والتصدي لمحاولة تحويله إلى قاعدة تنطلق منها مؤامرة إقليمية، لزعزعة الأمن والاستقرار في دول المنطقة، وتحويلها إلى مسارح للإرهاب والفتن الماحقة والصراع الدامي، على غرار ما طال بعض الدول الأخرى.
أدعياء الفتوى
وقال - يحفظه الله - مخاطبا علماء الأمة في افتتاح الدورة الثانية والعشرين للمجمع الفقهي الإسلامي التابع لرابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة أمس: اهتمت المملكة – أيما اهتمام – بتنظيم الفتوى، وإنشاء مؤسساتها من: المجامع، وهيئات البحوث الشرعية، والإفتاء التي تضم كبار العلماء الثقات الراسخين في العلم حيث تتبنى هذه المرجعية الجماعية المؤهلة والتي ينتظم عقد هذا المجمع الفقهي الممثل للعالم الإسلامي في إطارها، دراسة الموضوعات ذات الصلة بالقضايا العامة ومستجدات العصر والخلوص إلى الرأي الشرعي الصحيح فيها، لأنها بطبيعتها تتطلب تضافرا في الجهود لتذليل صعابها واستيفاء جوانبها والإحاطة بملابساتها فتتقلص بذلك دائرة الخلاف في المسألة المعروضة ويتجلى فيها القول السديد والرأي الرشيد الذي يصلح عليه أمر الأمة طبقا للفهم الصحيح لمقاصد الشريعة الإسلامية الغراء التي لم تدع شأنا من شؤون الدنيا والآخرة إلا فصلت فيه (ما فرطنا في الكتاب من شيء)، وفي هذا الصدد وصوننا للقول في دين الله تعالى من تطفل الأدعياء والتسيب في الإفتاء وسدا للباب في وجه المجترئين على هذه المهمة الجليلة الذين حذر المولى عز وجل منهم بقوله (ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب)، فقد شددت المملكة فيما صدر من توجيهات سامية على أهمية قصر الفتوى على أهلها المشهود لهم بالجدارة (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). ذلك أن اجتراء الأدعياء واتخاذهم رؤسا ومراجع يدخل على الناس اللبس والتشويش في دينهم وتختلط لديهم المفاهيم الشرعية وتنفتح عليهم بذلك أبواب الفتن ولاسيما في زماننا هذا حيث النفوس الضعيفة والشبه الخطافة والمغرضون يترقبون، وفي هذا من الخطر الداهم على ديننا وأمتنا الإسلامية ما نشاهد من الفئات التي برزت في بعض أوطان الإسلام تعيث في الأرض فسادا وتسعى في الناس إجراما وإرهابا متشحة زورا وبهتانا بألوية الجهاد خلافا لما شرعه الله غاية للجهاد بأنه لنشر الأمان وحماية الأوطان ودفع العدوان ونصرة المستضعفين.
الخطر الأعظم
واستطرد الملك المفدى في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه، صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، موضحا: من الخطر الأعظم الذي يهدد أمتنا الإسلامية أيضا توظيف الطائفية المقيتة لتحقيق أطماع سياسية دنيوية، لا علاقة لها بنصرة الدين والأمة، وإنما تستهدف العدوان على الغير والاستحواذ على حقوقه بالاستقواء والمغالبة، على نحو ما شهدته دولة اليمن مؤخرا.
وفي مواجهة هذا الخطر، وبعد أن استنفدت كل السبل السلمية لرأب الصدع في اليمن الشقيق، وإيقاف العدوان على شرعية الدولة، وإعمالا لقول الحق تبارك وتعالى (... فإن بغت إحداهما على الأخرى، فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله...)، هبت المملكة -ومن تضامن معها من الدول في عاصفة الحزم- لتلبية نداء الواجب في إنقاذ اليمن وشعبه الشقيق، من فئة تغولت فيها روح الطائفية فناصبت العداء لحكومة بلدها الشرعية، وعصفت بأمنه واستقراره، وأخذت تلوح بتهديد دول الجوار وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، بدعم من جهات خارجية، تسعى لتحقيق أطماعها في الهيمنة على المنطقة وزرع الفتن فيها، دون مراعاة لما يربطها بدول هذه المنطقة وشعوبها من أخوة إسلامية، وقوانين وأعراف دولية.
وازداد استقواء هذه الفئة بتآمر جهات يمنية داخلية، نقضت ما سبق أن عاهدت عليه، من الالتزام بمقتضيات المبادرة الخليجية، التي كان فيها المخرج لهذا البلد الشقيق، من حالة الانسداد ودوامة الصراع الذي كاد يمزقه.
وهذه المحاولة المقيتة في اليمن، وإن كنا على ثقة تامة -بحول الله ونصرته للحق- بأنها لن تبلغ شيئا من أهدافها، أمام صرامة دولنا ويقظة شعوبنا، إلا أن الخطورة التي تكمن في دوافعها والجهات التي تقف وراءها، تستوجب عدم السكوت عليها أو التساهل في مواجهتها.
لذلك فإن المأمول من علماء الأمة الإسلامية -في هذا المجمع الموقر وغيره- أن يكثفوا جهودهم للتوعية بخطر هذه الفئات الضالة، وأهدافها التآمرية على الأمة، ويشددوا في التحذير من بذور الشر والفساد، التي تفتك بالأوطان الإسلامية من داخلها.
واختتم خادم الحرمين الشريفين كلمته بقوله: «إن المملكة العربية السعودية تتابع -باهتمام وتقدير- مناشط رابطة العالم الإسلامي، في خدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه ووحدة صف المسلمين، والأمل معقود على الرابطة -ومن يتعاون معها من المخلصين لدينهم وأمتهم- في المزيد من التنسيق والتعاون المثمر، مع الهيئات والمؤسسات الإسلامية الأخرى، لوضع إطار عام للعمل الإسلامي المشترك، يحذر المسلمين من مواطن الشبهات، ويرشد الشباب -خاصة- إلى المنهاج القويم، الذي جاءت به الشريعة الإسلامية الغراء، وينقذهم من مخاطر الانزلاق وراء الأفكار والدعوات المنحرفة».
اليمن قضية إسلامية
بدوره، قال سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ في كلمته «إن من نعم الله على هذه الأمة، وجود فئة من المسلمين تخدم الدين هم فئة العلماء»، مشيرا إلى أن الفقه الجماعي أدعى للقبول والصواب، فاجتماع الأمة تحت مظلة رابطة العالم الاسلامي التي لها الريادة في ذلك، على اختلاف مناهجهم يساهم في التقائهم للتقارب وتقريب الخلاف واتحاد الصف فيما بينهم».
وأضاف سماحته أن قضية اليمن ليست قضية عربية فقط، بل قضية إسلامية لأنها افتعلت لإضعاف الأمة الإسلامية وإشغالها عن واجباتها، فالدولة حينما قامت بهذا العمل هو طاعة لله فهذه العاصفة جاءت لردع عدوان المعتدين وكل المسلمين يؤيدون ذلك ويرون أن هذا الموقف الشجاع قد جاء في وقته.
مشكلة كبيرة
وكان الأمين العام للمجمع الفقهي الدكتور صالح بن زابن المرزوقي قد ألقى كلمة أكد فيها أن رعاية الملك المفدى، وافتتاح مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة لأعمال هذه الدورة نيابة عنه - حفظه الله - لهو شاهد من شواهد الدعم المادي والأدبي المستمر والمتجدد للهيئات الإسلامية ومجامعها، ودور العلم ومعاهده؛ خدمة للعلم والعلماء ورعاية لشؤون المسلمين، وهذه واحدة من مكارمه الكثيرة.
وأضاف: إننا في هذه الأيام نواجه مشكلة كبيرة تتمثل في اعتداء جماعة الحوثي ومن ساندهم من داخل اليمن وخارجه على سلطة البلاد الشـرعية وقتل الأبرياء واحتلال المدن، ومحاولة الاستيلاء على السلطة وغير ذلك من الأعمال الشنيعة، مما أوصل البلاد إلى حالة متردية.
وطالب الأمين العام للمجمع الفقهي العلماء بتدارس وإيضاح آثار هذه القضية على مستقبل الأمة. فهي بحاجة إلى حكمة العلماء، لأنها ليست من القضايا السهلة، ويجب عليهم ألا يخشوا في الله لومة لائم.
تلمس حاجات الأمة
وأشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يحظى بموضوعات متعددة منها ما له علاقة بالعبادات والأموال، ومنها قضايا طبية واجتماعية وفلكية وغير ذلك، وإن المجمع الفقهي الإسلامي بمجلسه الذي يضم كبار علماء العالم الإسلامي وفقهائه وبلجانه ومستشاريه يبذل جهده في تلمس حاجات الأمة وبذل الجهد في النظر والتروي في الموضوعات وصولا إلى الحكم الصائب والرأي السديد الذي تطمئن إليه النفوس وتغتبط به القلوب؛ ولهذا فإن قرارات المجمع وبياناته - ولله الحمد - هي موضع القبول والاطمئنان من المسلمين شرقا وغربا.
بعد ذلك ألقيت كلمة ضيوف الدورة ألقاها نيابة عنهم فضيلة الشيخ نصر فريد محمد واصل أعرب فيها عن شكره وتقديره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على الدور الذي تقوم به المملكة في المنطقة من أجل إرساء الأمن والاستقرار وإعادة الشرعية، مؤكدا حرص خادم الحرمين الشريفين على حقن الدماء المسلمة وتلمس احتياجات الأقليات المسلمة في كافة أرجاء المعمورة.
ملوثات الغزو الفكري
بدوره، شكر الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي، خادم الحرمين الشريفين، وقادة دول التحالف على قرار عاصفة الحزم، مشددا على أن الحرص على القيام بهذه المهمة قيام بما يوجبه الإسلام ويؤكده حق الجوار، من نصرة المظلوم ودفع البغي والعدوان عنه، بعدما تغول الباغي وتعنت ولم يستجب لنداء الحكمة ولما جرى من حوار ونداءات ومبادرات.
وبين أن المسؤولية المنوطة بالعلماء تجاه الإسلام والمسلمين تتركز في التعريف بالحقائق والمفاهيم الأساسية التي يقوم عليها الدين، وتنتشر بها دعوته وتتأدى رسالته، وحماية هذه الحقائق والمفاهيم من ملوثات الغزو الفكري ومن التحريف الناتج عن الجهل أو الغلو والتنطع والحيدة عن منهاج الوسطية والاعتدال.
مناقشات اليوم الاثنين:
* الموضوع الأول (9:00-10:30 صباحا)
التعويض المادي عن الضرر الأدبي أو المادي غير المباشر الناتج عن الجناية أو الشكوى الكيدية
المتحدثون:
الدكتور وهبة مصطفى الزحيلي
الدكتور سعد بن ناصر الشثري
الدكتور عبد الله بن محمد بن خنين
الدكتور محمد مصطفى الزحيلي
الدكتور محمد سنان سيف الجلال
المقرر: الدكتور عبدالله بن حمد الغطيمل
* الموضوع الثاني (10:30-12:00 صباحا)
البيع والتأجير بالسعر المتغير
المتحدثون:
الشيخ الصادق عبدالرحمن الغرياني
الدكتور عبدالسلام بن سعد الشويعر
الدكتور يوسف بن عبدالله الشبيلي
الدكتور فهد بن عبدالرحمن اليحيى
الدكتور سامي بن إبراهيم السويلم
- المقرر: الدكتور عبدالله بن مصلح الثمالي
* الموضوع الثالث (12:30 - 2:00 ظهرا)
حكم المعاوضة عن الالتزام
ببيع العملات في المستقبل
المتحدثون:
الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع
الدكتور عجيل بن جاسم النشمي
الدكتور نزيه كمال حماد
الشيخ على كوتي المسليار
الدكتور عبدالله إدريس أبو بكر ميغا
- المقرر: الدكتور فهد بن سعد الجهني