مددت لها يدي، فكشرت عن أنيابها
الاثنين / 22 / رجب / 1436 هـ الاثنين 11 مايو 2015 20:19
مشعل السديري
قرأت لمراسل صحفي أمريكي يقول:
كنت أقيم بالاسكندرية لبضعة أيام في صيف عام 1936، منتظرا طائرة تقلني إلى ميدان القتال في الحبشة بعد هجوم موسوليني عليها، وحدث في صباح ذات يوم أن سرت في ميدان (محمد علي)، فلفت نظري رجلا مديد القامة غريب الملابس.
تركته ومضيت في حال سبيلي وتفاجأت به يلحقني ويطلب مني أن يفسر لي أمرا يخصني، فسألته عن ذلك الأمر فقال: إنني رأيت ثلاث هالات فوق رأسك وسوف تظفر بثروة بعد ثلاثة أعوام.
وبدون مقدمات ذكر لي اسم والدي (ادريان) وأنه بخير، واسم والدتي (انتونيا) وانها توفيت الآن.
ونظرا لأنني تلقيت قبل أيام برقية من كندا حيث تقيم والدتي تخبرني أنها بصحة جيدة، فجزمت أن ذلك الهندي رجل دجال.
فسألته متهكما إنني لا أطيق الانتظار ثلاث سنوات حتى تنزل علي الثروة، ألا يمكن أن تعجلها؟!
قال من الممكن جزئيا لا كليا، ولكن عليك إذا أردت ذلك أن تشترك بمسابقة (يانصيب)، وأن تضع الأرقام على السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة التي ولدت بها، ولا تنس أن تضع في آخرها رقم 43.
بعدها نهض من عندي مودعا دون أن يطلب أي نقود أو مساعدة.
وذهبت إلى الفندق، وفي اليوم التالي وصلتني برقية تخبرني أن والدتي توفيت ولكن البرقية وصلت متأخرة لأنها أرسلت أولا إلى أديس أبابا ثم أعيدت إلى الاسكندرية.
عندها تذكرت الهندي ووعده لي بالثروة، فاتصلت رأسا بزوجتي في باريس وطلبت منها أن تشترك (باليانصيب) وتضع الأرقام حسب ما رتبها ذلك الرجل.
وبعدها ذهبت إلى الحبشة ومكثت هناك ستة أشهر، ثم عدت إلى باريس، وفي صباح اليوم التالي فوجئت بزوجتي توقظني وهي تصيح تبشرني قائلة ربحنا بعد سحب (اليانصيب)، (مائة ألف فرنك).
ومرت الأيام والأشهر، انتقلت فيها من فرنسا إلى سوريا ثم إلى السعودية ثم إلى فلسطين، وفي عام 1938 عدت إلى نيويورك، وهناك طلب مني أحد الناشرين أن أجمع مذكراتي ليطبعها في كتاب، وهذا ما حصل.
وما أن حل عام 1939 وهو الموعد الذي تنبأ لي الهندي فيه بالثروة، حتى كان كتابي يتصدر قائمة أكثر الكتب رواجا في السوق، وقد بيع من الكتاب 300 ألف نسخة في أمريكا في ذلك العام، وعدد أكبر في عام 1940 وترجم الكتاب إلى 18 لغة أجنبية، وبلغت النسخ المباعة منه في الخارج نحو مليون نسخة.
وهكذا تحققت نبواءت الرجل الهندي. انتهى
حينما أوردت ذلك الذي قرأته، فهذا لا يعني على الإطلاق أنني مؤمن بمثل هذه (الترهات أو الخزعبلات) سموها ما شئتم، لأن الذي يعلم الغيب هو العزيز الجبار وحده.
وقد سبق لي في أحد (مولات) بيروت أن توقفت أمام امرأة ناصبة لها ما يشبه الخيمة، فتأملتها قليلا وتوسمت بوجهها خيرا فمددت لها يدي، فتفرستها ثم فوجئت بها تكشر لي عن أنيابها، وتفجعني بتوقعاتها التي أغلبها للأسف قد تحقق.
كنت أقيم بالاسكندرية لبضعة أيام في صيف عام 1936، منتظرا طائرة تقلني إلى ميدان القتال في الحبشة بعد هجوم موسوليني عليها، وحدث في صباح ذات يوم أن سرت في ميدان (محمد علي)، فلفت نظري رجلا مديد القامة غريب الملابس.
تركته ومضيت في حال سبيلي وتفاجأت به يلحقني ويطلب مني أن يفسر لي أمرا يخصني، فسألته عن ذلك الأمر فقال: إنني رأيت ثلاث هالات فوق رأسك وسوف تظفر بثروة بعد ثلاثة أعوام.
وبدون مقدمات ذكر لي اسم والدي (ادريان) وأنه بخير، واسم والدتي (انتونيا) وانها توفيت الآن.
ونظرا لأنني تلقيت قبل أيام برقية من كندا حيث تقيم والدتي تخبرني أنها بصحة جيدة، فجزمت أن ذلك الهندي رجل دجال.
فسألته متهكما إنني لا أطيق الانتظار ثلاث سنوات حتى تنزل علي الثروة، ألا يمكن أن تعجلها؟!
قال من الممكن جزئيا لا كليا، ولكن عليك إذا أردت ذلك أن تشترك بمسابقة (يانصيب)، وأن تضع الأرقام على السنة والشهر والأسبوع واليوم والساعة التي ولدت بها، ولا تنس أن تضع في آخرها رقم 43.
بعدها نهض من عندي مودعا دون أن يطلب أي نقود أو مساعدة.
وذهبت إلى الفندق، وفي اليوم التالي وصلتني برقية تخبرني أن والدتي توفيت ولكن البرقية وصلت متأخرة لأنها أرسلت أولا إلى أديس أبابا ثم أعيدت إلى الاسكندرية.
عندها تذكرت الهندي ووعده لي بالثروة، فاتصلت رأسا بزوجتي في باريس وطلبت منها أن تشترك (باليانصيب) وتضع الأرقام حسب ما رتبها ذلك الرجل.
وبعدها ذهبت إلى الحبشة ومكثت هناك ستة أشهر، ثم عدت إلى باريس، وفي صباح اليوم التالي فوجئت بزوجتي توقظني وهي تصيح تبشرني قائلة ربحنا بعد سحب (اليانصيب)، (مائة ألف فرنك).
ومرت الأيام والأشهر، انتقلت فيها من فرنسا إلى سوريا ثم إلى السعودية ثم إلى فلسطين، وفي عام 1938 عدت إلى نيويورك، وهناك طلب مني أحد الناشرين أن أجمع مذكراتي ليطبعها في كتاب، وهذا ما حصل.
وما أن حل عام 1939 وهو الموعد الذي تنبأ لي الهندي فيه بالثروة، حتى كان كتابي يتصدر قائمة أكثر الكتب رواجا في السوق، وقد بيع من الكتاب 300 ألف نسخة في أمريكا في ذلك العام، وعدد أكبر في عام 1940 وترجم الكتاب إلى 18 لغة أجنبية، وبلغت النسخ المباعة منه في الخارج نحو مليون نسخة.
وهكذا تحققت نبواءت الرجل الهندي. انتهى
حينما أوردت ذلك الذي قرأته، فهذا لا يعني على الإطلاق أنني مؤمن بمثل هذه (الترهات أو الخزعبلات) سموها ما شئتم، لأن الذي يعلم الغيب هو العزيز الجبار وحده.
وقد سبق لي في أحد (مولات) بيروت أن توقفت أمام امرأة ناصبة لها ما يشبه الخيمة، فتأملتها قليلا وتوسمت بوجهها خيرا فمددت لها يدي، فتفرستها ثم فوجئت بها تكشر لي عن أنيابها، وتفجعني بتوقعاتها التي أغلبها للأسف قد تحقق.