كم وفاة تكفيكم للتحرك؟!

محمد بن سليمان الأحيدب

غريب أمرنا مع التفاعل الآني مع الحوادث وقت حدوثها في شكل اهتمام إعلامي ووعود ثم نسيانها في اليوم التالي لتحدث ذات الكارثة خلال أيام ويتكرر نفس التفاعل المحدود بوقت ذروة الكارثة!!.
ألا يكفي جدة (مثلا) سقوط أربعة أطفال ووفاتهم في بالوعة صرف صحي خلال عام واحد بسبب غطاء صرف صحي مفقود أو مكشوف لكي تتحرك أمانة جدة بل وزارة الشؤون البلدية لقطع دابر هذه الصورة من الإهمال وعدم الاكتراث بأرواح الأبرياء؟!.
الغريب أن كل حادثة من هذا النوع صاحبها غضب وتفاعل إعلامي ونحيب وعويل في مواقع التواصل الاجتماعي واستنفار من جميع الجهات، ثم (تهجد) وتدخل في غيابة جب النسيان المقيت إلى أن تتكرر ذات الحادثة وبسبب ذات الإهمال والقصور ثم تبعث من جديد وتنسى من جديد!!.
كم من الأرواح البريئة تكفي لاتخاذ موقف حازم ينهي هذا النوع من القتل شبه العمد ويجعلنا ندرك أن ترك فوهة بالوعة صرف صحي مفتوحة جريمة يعاقب عليها النظام حتى لو لم يسقط فيها أحد؟!.
لو تمت معاقبة مهمل واحد عقوبة رادعة لما تكرر نفس الحادث من نفس الإهمال والخطر، لكن المشكلة أننا نغلق ملفات قضايا قتل شبه متعمد دون إدانة أو عقوبة فيصبح من السهل جدا تكرار الكوارث.
التهاون في إزهاق الأرواح البريئة في حد ذاته خطأ جسيم أيا كانت صوره أو أساليبه فيكفي أنه قتل نفسا، لكن تكرار الأسلوب دلالة واضحة على ضعف العقوبة أو انعدامها.