أورق كالأيل

أورق كالأيل

طارق مكاوي

أريد من البحر بحرا غريبا
لأرفعه بالسؤال أعلقه فوق حائط بيتي
وأرخي عليه دلالي
أسوس به صهوات الخيول النجيبة،
أريد من البحر أن أدونه كزجاج القصائد اتركه لرثاء المدينة، يرخي إلي دمي
ويجوح لحالي
صباح كزخ الأماني إذن أيها الماء
صباح من الماء،
صباح السكون لهذي الأسابيع
من قصف غيب الفصول
صباح على جسد للحديقة يأخذ راحته من شبق النوم، يغمض عينيه حتى تعود إلى البيت هيبته وللورد نزوته
إذن، سأترك للبيت غربته التي تتكاثر، أترك رائحة الفقد تعبث في صوري العائلية، في تصاميم نقش البلاط المعتم حتى تفيق ذاكرتي من جديد، وأعرف أني استعرت من البحر أمواجه في الصباح لأغسل أيقونة الحب، أحلق ذقني التي شوهت وجهي الجبلي، وأدرك أني الجواب القديم وأني سؤالي.
أراني عقيما حيالي
ومن سوف يتبعني خلف هذي الحقيقة، أتركه مطرا في صدور الجبال
أنا نصف ذاكرة تستعيد منازلها الوبرية، نصف دم يتسلق هذي الدروب المريضة بالصمت

مقادير فاتنة
إذ تغير ألوانها في البراري
تموج حقل الغيوم الأنيقة حتى أموج هوا في اختلالي
سأورق كالأيل
في بحر ملح الكلام، سأنشر للبنت فستانها التشتهيه الحدائق في مفرق الريح
وانطر سهم الغزالة حين يباغته الحب يوقظ لحم الرياح وعظم الطريق التي علقت قلبها في مدى الزيزفون
لأخطف من ريحة الأرض خطوتها، وأقلدها في الغياب، أخبئ ساعة مشي لها
من سطور الدفاتر كي تتعلم ملحي وترخي علي وصالي
أنا نصف ذاكرة، نصف علامة بالمريدين، أدروش في الماء إن فاض في حضرة الشطح فيض شمالي
أعيذك أن تحذريني
فأنت الدليل الوحيد إذا أشرق الشوق، أنت الندامى، وأنت الحميا، ورقص على غفلة الكأس
فقومي اسألي عن رتابة هذا الحضور، وبأسي
وعن شكل هذي الغيوم التي تتمازج مع نوافذ قلبي، وعن سر ريش الطيور التي تناسل مني
وعني
وسري الذي نام على سره في الليالي