ثـــقة وحذر

أحمد حسن فتيحي

قد تريحك بعض الكلمات التي
تشيع في نفسك طمأنينة تحيي بها
شخصيتك أو تضيف إلى معلوماتك
عبراً.
***
وقد تستفزك كلمات تثير في نفسك
اشمئزازا وامتعاضا فتحدث فتنة لا مرد لها.
***
والطريف أن هذه وتلك قد يكون مصدرها
واحداً .. تثق في ذلك المصدر أو تحذر
منه .. ذلك مرده إلى قدرتك في التحليل
والتقدير.
***
وتعيش بين البشر في حيرة عندما تغفل
قليلا فتنساق دون علم أو تمييز

***
لذلك فإن المراقبة الذاتية لنفسك بنفسك
تعتبر حصناً لتجنب الزلات والمراقبة
النفسية تحتاج إلى صحوة كاملة لكل كلمة
تقال أو خبر يسمع، ومشكلة البشر أنهم
يقولون كل شيء وعن أي شيء لتسلية
الوقت أو للادعاء بالعلم أو التقدير الساذج
وتجد في النهاية أنك كنت ضحية لتلك
الغفلة القصيرة التي كنت فيها؟
***
وبعض البشر يتقن هذا الفن وعن سبق
إصرار .. فتجد في لحنه نغمة تخدعك
وتنصرف بثقة بقدر تأثيرها في كثير من
الأحيان تجد أنك قد انزلقت بعيدا عن
الحقيقة تحت وطأتها..
فأيهما أسبق .. الثقة أم الحذر؟
***
والثقة والحذر إذا تجاوزا في النفس أبعدا
عنها صفة التسرع والحكم العشوائي.
***
والثقة لوحدها قد تؤدي إلى الندم، كما أن
الحذر لوحده قد يؤخر القرار السليم في
الوقت المناسب.
***
لذا .. فإن كل كلمة أو خبر يحتاج إلى
وقت للتحليل والتدبر..
حتى يتمرن الإنسان ليقول نعم في وقتها..
ولا في وقتها.
فاكس : 6514860
pr@fitaihi.com.sa