أوفياء الثقة

أحمد حسن فتيحي

تمر المراحل الاقتصادية بازدهار وتقدم ونمو.. أو بكساد وفوضى وارتباك وتخبط..
يعتقد البعض أن حالة الازدهار لن تتوقف.. وأنها مستمرة وباقية..
وأن نجاحهم في تصاعد.. وفي كل ما يحاولونه يحقق نتائج إيجابية.. وتبدأ عمليات وضع تصور مستقبلي مفرح ومشرق وجاذب..
ويطمئن على تخطيطه.. الذي يرى فيه نورا من النجاح الذي لن ينقطع أو يتغير أو يتعثر..
وعندما تبدأ الأمور في التدهور والتراجع.. يعتقد البعض بأن هذه الحالة مستمرة إلى ما لا نهاية.. بإحباط ملحوظ.. وفقدان للثقة المستقبلية..
ونتيجة لذلك.. يصاب الاقتصاد بركود يصل إلى طريق قد يصعب فيه إصلاحه..
وتتعثر المشروعات.. وتصاب المؤسسات بهزائم ويأس.. يتصدره فشل يطغى على الأسواق.. وخمول يصل إلى الاكتئاب والركون على وتيرة الهزيمة..
إن جميع المجتمعات في العالم.. سواء كان على مستوى شركة.. أو مؤسسة.. يمكن أن يصيبها ما ذكر..
وهنا لا بد من العامل النفسي الأكبر في التعامل مع هذه أو تلك.. دون المساس بالقيم الأخلاقية التي تورد أفعالا تمس النجاح.. أو الفشل.. وذلك بزيادة التصور بالنجاح الدائم.. أو الهروب من الفشل المتمكن..
إن الثقة تصنع الخروج من الأزمة.. أو الإحباط واليأس.. بالتحكم في الأحداث بدلا من الخمول..
إن الثقة التي يبنيها القائد ــ أيا كان موقعه ــ تكون سببا مباشرا في الخروج من الأزمات وتصنع المستحيلات.. متغلبا على العراقيل والصعاب.. ولا يجد مناصا من بث روح التفاؤل فيمن حوله.. دون أن يصدق نفسه بأنه قد انتهى من عمله.. فذاك يتطلب حذرا لا يؤدي إلى فقدان الثقة.. ولكن حذر مطلوب بأن القادم يحتاج إلى نضال أكبر وجهد أكثر وصبر أجمل..
فالحديث للقائد مع نفسه يسبق الحديث مع الآخرين.. ولعل التوجيه الشخصي الانفرادي والسيناريو الذي يكون مع الآخرين ملموسا قد سبقه إليه محسوسا في داخله..
صناعة الثقة تحتاج إلى أخلاق رفيعة المستوى تجمع بين النية الطيبة والمحبة والاستقامة وحسن الظن.. والتخلي عن الفخر والتكبر.. والوفاء بالحقوق..
إنها الثقة التي تبنى لأعوام كثيرة دون أن يمسها طائف من الشيطان..

PR@fitaihi.com.sa