القصبي في «الرقص مع داعش»

سعيد السريحي


لا أستطيع أن أتكهن بما سوف تكون عليه الحلقات القادمة من «سلفي» القصبي، ذلك أن البداية القوية التي تألق فيها القصبي وتمكن من أن يحصد خلالها مزيدا من إعجاب محبيه وحقد كارهيه كذلك، هذه البداية إذا أضفنا لها نجاحات القصبي السابقة تجعلنا نتأمل أن نجد في القنوات الفضائية ما يستحق المشاهدة والمتابعة وأنه على الرغم من كل الرداءات المتراكمة يظل هناك فن رفيع مثلت له الحلقات الثلاث الأولى من دراما «سلفي» هذا العام.
غير أن للقصبي هفواته التي لا تغتفر في مسلسلات سابقة استسلم فيها للتيار الرائج في الأعمال الدرامية وقدم من الأعمال ما لا يليق به كفنان مثقف قبل أن يكون مجرد ممثل يتحرك على مسرح للدمى تطيره شركات الإنتاج وتتلقفه القنوات الفضائية كي تملأ فراغها به، هفوات ناصر القصبي السابقة تثير المخاوف من أن يخذلنا القصبي في الحلقات القادمة من دراما سلفي فلا تكون بنفس المستوى الذي ظهرت عليه الحلقات الأولى.
نجح القصبي في الحلقات الأولى من سلفي أن يعيد للفن قيمته وذلك حين وصله بقضايا الوطن وهموم الناس وراهن الحياة اليومية وما تفرزه من تحديات، نجح القصبي في تقديم فن رفيع عالج من خلاله قضايا يعجز كثير من الفنانين عن معالجتها أو يجبنون عن تلك المعالجة، ولعل أوضح علامات النجاح الذي حققه القصبي ردة الفعل المباشرة والتي تجلت في مواقع التواصل الاجتماعي ثم امتدت لتشمل مقالات الكتاب وخطب الجمعة، وقد استحسن كثيرون ما قدمه القصبي كما استهجن كثيرون ما قدمه، وحسب القصبي نجاحا أن يختلف الناس في أمره هذا الاختلاف، فلولا حساسية الموضوعات التي تناولها ما ثارت ثائرة من ثاروا ضده ولا هتف من أيدوه مؤكدين قيمة وأهمية ما يعالجه من قضايا.
تألق القصبي فيما شاهدناه من حلقات سلفي، عزف على وتر التطرف مرة ورقص مع ذئاب داعش مرة أخرى فأعاد لنا في الحالين الأمل بأن هناك من لا يزال حريصا على أن يقدم فنا محترما بل وأن هناك من لا يزال يمتلك الشجاعة كي يقدم رأسه ثمنا لمعالجة قضايا يجبن الكثيرون عن معالجتها.

suraihi@gmail.com