القضاء على الصراصير

محمد بن سليمان الأحيدب

لا أؤيد مطلقا دفاع الطبيب حماد شجاع مدير مستشفى الملك فهد بجدة عن نفسه وتشبثه بالبقاء بحجة أن الصراصير التي ظهرت في مقطع فيديو في غرفة مريض بمركز النقاهة التابع للمستشفى الذي يديره كانت موجودة منذ 15 سنة و أنه كتب للوزارة منذ خمسة أشهر بضرورة حل المشكلة بنقل المرضى وأن ثمة توجيها من الوزير الأسبق عبدالله الربيعة بالنقل منذ ست سنوات ولم يتحقق!!.
كل تلك أعذار واهية لا تسمن ولا تغني من جوع وتؤيد ما كنا (نصيح) بالصوت الرفيع وننبه إليه وهو أن الأطباء في الغالب لا يمكنهم إجادة فن الإدارة، سواء على مستوى الوزارة أو إدارة المستشفى.
ماذا تريد يا سعادة المدير بالضبط؟!، وأنت الذي كنت ترى مستشفى مستأجرا متهالكا تحوم الصراصير على أجساد مرضى منومين فيه ولا تملك حلا؟!، كان من الشجاعة هنا أن تبادر أنت لتفجير القضية منذ علمت عنها وخلع معطفك الأبيض ووضع مشلحك والسعي لدى كل من لديه حل لحلها أو قبول استقالتك.
مع كامل الاحترام فالشهادات الطبية التي ذكرتها والإبداع في التخصص الطبي أمر يخص تخصصك ومجالك العلمي التطبيقي وربما الأكاديمي لكن لا علاقة له بقدرة إدارية على التصرف أو القيادة الإدارية الكفيلة بإنهاء تلك المشكلة!!
بقي أن نقول لمعالي وزير الصحة إن المعايير التي تقول الأخبار بأنه وضعها أو سيضعها موجودة ولا تحتاج لاختراع العجلة من جديد إنما تحتاج لتطبيق صارم وتعامل حازم مع متعهدي الصيانة ومكافحة الحشرات وجميع المقاولين الذين يعبثون في العقود وتولية القادر على مراقبة عملهم ومحاسبتهم!!.
والأمر الأهم يا معالي الوزير هو لماذا يأتي المقطع من قريب لمريض أو مواطن عادي؟! لماذا لم تكتشف إدارات الرقابة والجودة في كل من الوزارة والشؤون الصحية والمستشفى هذا الخلل؟!، وإلى متى سنتعامل كوطن مع كل مقطع وخلل على حدة؟!، فنعفي اليوم بسبب مقطع صراصير وغدا بسبب مقطع جرذان، وبعده بسبب تقطيع مريض نفسي لنزيل؟!.
للإنصاف نقول إن اليوم أفضل من الأمس، عندما كان الكشف عن حمار يجوب المستشفى يؤدي لمحاسبة مصور الحمار والدفاع عن المدير، لكننا نأمل في يوم أفضل تتولى فيه الوزارة الكشف عن الصراصير والحمير والوقاية من تواجدها قبل أن يكشفها لها المواطن بل قبل أن تدخل أصلا.
وللحديث شجون وعودة.