لا يجوز اصطحاب الأطفال للشوشرة على المصلين

رأى أن اعتبار رمضان شهر اللهو والمسلسلات أمر يضر ولا ينفع.. المطلق لـ«عكاظ»:

لا يجوز اصطحاب الأطفال للشوشرة على المصلين

حوار: عبدالله الداني (جدة)

حذر عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للفتوى والمستشار بالديوان الملكي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق من العادات الخاطئة التي تنتشر في شهر رمضان المبارك ومن ذلك شراء كل الأشياء المطلوبة وغيرها في رمضان والتوسع في ذلك، مبينا أن الاعتدال مطلوب في هذا الشهر الكريم وغيره.
وقال في حوار لـ«عكاظ» لا يجوز الإسراف في المأكل والمشرب في رمضان وغيره، فمن الناس من يهتم في رمضان بالطعام لأنه شهر تتفنن فيه الزوجات في إعداد الأكلات ومد السفر المتنوعة، ومن الناس من يهتم برمضان باعتباره شهر اللهو والمسلسلات والأفلام التي أكثرها يضر ولا ينفع، ومنهم من يهتم برمضان باعتباره موسم طاعات وفرصة لاكتساب الحسنات، وكل سيجد عمله، والله تعالى يقول (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)، ويقول تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب).. فإلى التفاصيل:

• يسأل البعض عن استعمال المؤثرات وغيرها في مكبرات الصوت بالنسبة للمساجد، ما رأيكم في هذا الأمر؟
•• استعمال مكبرات الصوت ذات الصدى من قبل بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح لا يجوز، لأنها تتسبب في عدم خشوع المصلين، وتتداخل مكبرات الصوت بين أئمة المساجد القريبة، كما أن الصدى الذي يرجع الصوت يفسد الخشوع، فلا يجوز استعمال مكبرات الصوت ذات الصدى الذي يرجع الصوت في المسجد، لا في رمضان، ولا في غيره لأن إرجاع الصوت بالصدى، يكون مسببا لعدم الخشوع وعدم تدبر القرآن الكريم، ويكون مقلقا في حسن الاستماع ومن ثم ما يعمد إليه بعض الشباب الأئمة في مساجدهم من الاهتمام بصدى وإرجاع الصوت، هو مما يضر ولا ينفع، ويفسد الخشوع أو يضعفه، وإننا نقول لإخواننا الأئمة: اتقوا الله في المصلين وأعينوهم على حسن الاستماع وإدراك الخشوع.
• هناك جدل دائما يحصل في المساجد وخصوصا في شهر رمضان عن اصطحاب الأطفال إلى المساجد، كيف تعلقون على هذه النقطة؟
•• أقول على أولياء الأمور عدم اصطحاب أطفالهم الذين يزعجون المصلين إلى المساجد، لما يحدثونه من شوشرة وتشويش على المصلين وخصوصا في الحرم، فلا يجوز للمسلم أن يؤذي المصلين، ولا المعتمرين، ومن الأذى ما يقع من هؤلاء الأطفال الذين لا يراعون حرمة المساجد فيلعبون ويحدثون الأصوات المزعجة التي تفسد خشوع المصلين، فهم لا يعقلون هذا العمل ولا يدركون آثاره الضارة، ولذلك فإن المسؤولية تقع على الآباء والأمهات، والله تعالى حرم إيذاء المؤمنين فكيف بأذى المصلين؟ قال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا).

عادات خاطئة
• اعتاد البعض على الشراء بكثرة في رمضان خصوصا في المأكولات وغيرها من المشتروات، ما تعليقكم على ذلك؟
•• لايجوز الإسراف في المأكل والمشرب في رمضان وغيره، فمن الناس من يهتم في رمضان بالطعام لأنه شهر تتفنن فيه الزوجات في إعداد الأكلات ومد السفر المتنوعة، ومن الناس من يهتم برمضان باعتباره شهر اللهو والمسلسلات والأفلام التي أكثرها يضر ولا ينفع، ومنهم من يهتم برمضان باعتباره موسم طاعات وفرصة لاكتساب الحسنات، وكل سيجد عمله، والله تعالى يقول (من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد)، ويقول تعالى (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب).

تفطير الفقراء
• ماذا عما يبذل من توزيع المواد الغذائية على الفقراء بدلا من تجهيز الإفطار للصائمين من الفقراء وعابري السبيل؟
•• كثير من المسلمين يحب أن ينال شرف الإحسان في رمضان لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان ورغب صلى الله عليه وسلم في إفطار الصائمين في رمضان وقال إن من فطره كان له مثل أجره ويفطره على ما يستطيع.
في هذا العصر أصبح إفطار الصائمين ينقسم على قسمين: الأول بإعداد الإفطار في المساجد أو قربها أو بدفع المواد الغذائية التي هي مواد أساسية لوجبة الإفطار للمحتاجين في منازلهم بحيث يهيئونها لأنفسهم في منازلهم ويتناولونها مع أطفالهم.
وفي الحقيقة فإن هذا العمل الثاني أنفع للفقراء وأنه يستعمل عند الحاجة وأن الفقير يشاركه في الأكل والفرح بالإفطار أولاده وزوجته التي لا تذهب إلى المسجد وضيوفه الذين يأتون إلى بيته.
المشاركة في عبادة تفطير الصائمين بتوفير السلة الغذائية الموجودة لدى الجمعيات الخيرية أرى أنه مجال نافع وأنفع للأسر المحتاجة من إعداد الإفطار في المساجد.
إلا أن العمالة أو الذين ليست لديهم أسر فإن إعداد الإفطار في المساجد أنفع لأنه ليس لديهم وقت ليعدوا فيه الإفطار في بيوتهم وأن يجدوا إخوانهم الموسرين يهيئون لهم الإفطار في المساجد ليشاركوهم فرحتهم ويقربوهم إلى بيوت الله وهذا إحسان للمساجد التي هي ملتقى الصالحين وموئل القلوب المؤمنة ومجال الأعمال الصالحة في رمضان مثل الاعتكاف وإقامة الصلوات، هذا أيضا جيد وفيه خير عظيم وتقارب وتواصل بين المسلمين المقيمين والإخوة الوافدين لا سيما أن بعض المساجد وبعض مكاتب دعوة الجاليات تستغل موسم الصوم للدعوة إلى الله وترغيب الآخرين في الإسلام وإهداء الكتب والأشرطة النافعة وغير ذلك مما يؤسس العقيدة السليمة وينشر المعلومة الصحيحة.

الزكاة والكفارة
• هل يجوز لمن لديه زكاة أو كفارة أن يدفعها في إفطار الصائمين؟
•• الذين لديهم زكاة أو كفارة لا يدفعوها في إفطار الصائمين إلا إذا كانوا فقراء. أما الذين في المساجد فلا تستطيع أن تقول إنهم فقراء لأن بعض العمال والسباكين والكهربائيين ليسوا فقراء بل أغنياء وربما يكون الواحد منهم له مال في بلده ويعتبر بها من عداد الأغنياء.
لذلك فإن الذي يجعل في المساجد لا يجوز أن يكون كله من الزكاة. يمكن للمسلم أن يضع 60 أو 70% من صدقته لأن من يأتون للمساجد ليسوا فقراء، ولو أنه خصص لذلك أموال الصدقة لكان ذلك أفضل.

إهمال الزكاة
• هناك 8 أصناف للزكاة ولكن البعض لا يضع زكاته في أماكنها ويتخلص منها بسرعة وكأنه يلقي عن عاتقه حملا ثقيلا، لا سيما ما نشاهده آخر الشهر الكريم في زكاة الفطر، ما نصيحتكم لهؤلاء؟
•• هؤلاء يجتهدون في جمع المال ولا يجتهدون في توزيع زكاتهم ولا شك أن هذا العمل خطأ وعلى المسلم أن يجتهد في إيصال الزكاة إلى مستحقيها. وهذا المال الذي شرفهم الله به لا بد أن يجتهدوا ويبحثوا عن أهله المستحقين له، وما يفعله بعض الإخوة من التسرع في توزيعها على الذين يسألون الناس في المساجد وقد تبين أن بعضهم أغنياء. فهذا من الخطأ ومن الكسل الذي يدفعهم لذلك.
فالإنسان إذا كانت لديه زكاة عليه أن يبحث عن المستحق ويجتهد في البحث فكلما وضعت الزكاة في موضعها كان ذلك أبرأ للذمة وأكثر للأجر. كما أن بعض المسلمين وزكاتهم تحول قبل رمضان ثم يؤخرها حتى رمضان لإدراك فضيلة الشهر فهذا خطأ ولا يجوز للمسلم أن يؤخر الزكاة عن الحول الواجب. لكن إذا كان يريد الإنفاق في رمضان يجوز له أن يعجل في زكاة السنة القادمة لأن التعجيل في ذلك لإنفاقها في رمضان لإدراك فضيلة الشهر جائز.
أما تأخيرها لإدراك فضيلة رمضان. كذلك هناك مسألة يجب التنبيه لها وهي أيهما أفضل؛ إدراك فضيلة الشهر أم إدراك حاجة أصناف الزكاة؟ والأصح أن الثاني أفضل من إدراك فضيلة الشهر.
البعض ينفق من زكاته طيلة العام ويقوم بتسجيل ذلك. فإذا جاء الحول أخرج الباقي وهذا تجده يدفع ماله في أوقات حاجة الفقراء من أقاربه في أوقاتها، فإذا حل على أحد الفقراء زواج دفع له، وإذا وقع له حادث تصادم واحتاج إلى شيء من المال دفع له وإذا جاء وقت المدرسة واحتاج الفقراء إلى مواد دراسية دفع لهم، وإذا جاء عيد الأضحى دفع للفقراء ليشتروا مستلزمات العيد وهكذا. فأرى أن تحسس أهل الزكاة لهذه الحاجات ومواساة الفقراء في هذه المواسم أفضل من إخراجها دفعة واحدة في شهر رمضان الذي تكثر فيه الزكاة.

تدبر القرآن
• هل لدراسة التفسير علاقة بزيادة التدبر؟
•• تدبر القرآن عبادة أمر الله بها في قوله تعالى (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب)، وهذه العبادة تحتاج إلى دعاء فيدعو المسلم ربه أن يعينه على التدبر، ومن أعظم الأدعية الدعاء العظيم الذي وصفه شيخ الإسلام ابن تيمية بأنه من أعظم الأدعية ولا يستغنى عنه المسلم وهو (اللهم أعني على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك).
فالتدبر من حسن العبادة فإذا تدبر المسلم القرآن في أثناء الصلاة أو عند التلاوة فقد أحسن هذه العبادة ولهذا فالتدبر يوصل الإنسان إلى المعاني السامية في كتاب الله تعالى ويجعله متأثرا بهذا القرآن عاملا به. فهم إذا تدبروا تذكروا وعملوا.
التدبر عبادة ينبغي على المسلم أن يهتم بها ومما يعين عليها قراءة التفسير لذلك أنصح الإخوة الذين يقرأون القرآن في رمضان أن يقرأوه في كتاب فيه تفسير لآيات القرآن. فإذا أراد معرفة بعض الآيات التي لم يعرفها يطلع على تفسير ما خفي عليه من كلماتها فإن ذلك مما يعينه على فهم القرآن والخشوع بسببه.
فالتدبر من أعظم العبادات والله تعالى يقول (الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين آمنوا ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ذلك هدى الله يهدي به من يشاء).
والله تعالى امتدح فئة من عباده بأنهم يتأثرون ويسجدون ويبكون، فقال جل وعلا (إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا)، وقال (ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا). وقد علمنا فضل البكاء في قراءة القرآن فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول (حرام على عين بكت من خشية الله أن تمسها نار جهنم).

الأصوات الحسنة
• البعض يتركون المساجد القريبة من بيوتهم بحجة البحث عن الإمام الذي يتميز بصوت حسن وتلاوته جيدة فما رأيكم في ذلك؟
•• أرى أن ذلك جيد ولا غبار عليه فالمسلم ينبغي أن يبحث عن المسجد الذي يزداد فيه خشوعا وتقوى وتدبرا للقرآن حتى ولو كان بعيدا، فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير احرص على ما ينفعك).
فكما يحرص المؤمن على ما ينفعه في دنياه يحرص على ما ينفعه في دينه. فالمسجد الذي يخشع فيه المصلي والذي يتأثر فيه بالقراءة ويبكي من خشية الله يحسن أن يذهب إليه الشخص وأن يصلي فيه وأن يستمتع بلذة القراءة ويزداد في الخشوع.
• ولكن هذا قد يدعو الآخرين إلى ترك المسجد القريب مما قد يؤدي إلى هجره؟
•• سيبقى في المسجد من يبقى وليس كل الناس يبحثون عن هذه الأشياء. في بعض المناطق مثلا تجد أن معظم أهلها ذهبوا وراء الرزق. تدخل القرية فتجد أن 80% من أهلها قد سافروا إلى المدن أو بعض الدول طلبا للرزق، أفلا يطلب الإنسان الرزق الذي يرفع عمله ويزيده؟
• يتفرغ كثير من الناس لقراءة القرآن في رمضان إلا أن نصيبهم من التدبر ضعيف فما نصيحتكم لهؤلاء؟
•• قراءة القرآن وتدبره والتأثر به من أعظم العبادات وهي عبادة ينبغي على المسلم أن يحرص عليها طول عمره ولكن حرصه ينبغي أن يزيد في رمضان فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعارضه جبريل عليه السلام كل سنة مرة، وفي السنة التي توفي فيها عارضه مرتين وكان علماء السلف الصالح يتفرغون لقراءة القرآن وختمه في هذا الشهر أكثر من غيره.
الملاحظ على قارئي القرآن خلال هذا الشهر أنهم لا يقيمون قراءة القرآن حق إقامتها فالنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نحسن أصواتنا بالقرآن وأن نتغنى به ويقول (ليس منا من لم يتغن بالقرآن) ويقول (زينوا القرآن بأصواتكم). والله تعالى مدح فئة من الناس فقال (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته)، ومن حق تلاوته التي أمر الله بها أن الإنسان يقيم حروفه ويقف عند مواضع الوقف ويحسن صوته بالقرآن وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه ذلك وسمع ذات مرة أبو موسى الأشعري وهو يتلو القرآن فجلس يستمع إليه فلما أصبح أخبره بذلك فقال (يا رسول الله لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا). أما العبادة الثانية التي يقصر فيها كثير من المسلمين فهي التدبر وتعني عمل القلب والله تعالى ذم قوما فقال (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها). والقلوب تغلق كما قال تعالى (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون). والذنوب تسود القلوب وتمنعها من الانتفاع بهذا الذكر المبارك. والتدبر عبادة تحتاج إلى طلب واستعداد وسؤال رب العالمين. وأن يعينك الله ويهيئ لك اسباب الخشوع والتدبر فالله تعالى لام المؤمنين في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد وقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون). الله تعالى له غيثان؛ غيث يحيي به الأرض وغيث يحيي به القلوب وهو هذا القرآن.

ركعات التراويح
• ماذا عن التفاوت في عدد ركعات صلاة التراويح فالبعض يؤديها 11 ركعة والآخر يزيد؟
•• إذا نظرنا إلى حديث القرآن عن قيام الليل وجدنا أنه يربطه بالزمن ولا يربطه بالعدد والله تعالى يقول (يا أيها المزمل * قم الليل إلا قليلا * نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا).
ويقول تعالى (إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من الذين معك والله يقدر الليل والنهار علم أن لن تحصوه). ويقول (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون). ولم يحدد الله تعالى ولا نبيه صلى الله عليه وسلم عددا معينا بل إن الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال له صلى الله عليه وسلم (صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خشي أحدكم الصبح فليوتر بواحدة).
وأما حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على 11 ركعة فذلك لأنه صلى الله عليه وسلم كان يستغرق أكثر من نصف الليل في هذه الركعات. فكان يقرأ طويلا وفي الحديث الثابت أنه قرأ البقرة والنساء وآل عمران في ركعة واحدة.
أما الآن فإن غالبية أئمة المساجد يقرأون كل يوم جزء أو نصف جزء وكان صلى الله عليه وسلم يقرأ في الركعة الواحدة أكثر من جزء. فكيف نأخذ العدد ونترك ما يقرأه صلى الله عليه وسلم من القرآن؟
لذلك فإن اعتبار العدد الذي نشاهده من بعض أئمة المساجد وإنهاء قيام الليل في نصف ساعة أو أقل من ساعة ليس أقرب إلى السنة من زيادة عدد الركعات. لا سيما أن أمير المؤمنين عمر رضي الله رفع عدد الركعات إلى 23 ركعة وكان يأمر أبي بن كعب فيصلي بالناس وكانا يقرآن البقرة في 8 ركعات.
لما تولى عمر بن عبد العزيز إمارة المدينة زاد عدد الركعات لأنه رأى أن نصيبه من القيام ضعف فزاد عدد الركعات حتى أوصلها إلى 39 ركعة لأن المهم عند هؤلاء هو الوقت الذي نبه عليه القرآن وذكره الله تعالى في سورة المزمل وغيرها فكمراعاة الوقت عندهم أكثر من الوقت.

ساحات الحرمين
• هناك فراغ في الصفوف في بعض ساحات الحرم المكي أو النبوي، هل هناك بأس في هذا الأمر؟
•• الأصل في الصفوف أن تكون متراصة وأن يتصل ببعضها والنبي صلى الله عليه وسلم يقول (من وصلها وصله الله). فالصفوف المتقطعة ليست من السنة بل تخالفها. لكن مع ذلك فالصلاة صحيحة ولكن من السنة أن تتراص الصوف وتتصل وأن يملأ الصف الأول فالأول.