-A +A
فهيم الحامد (جدة) AlFhamid@
في الوقت الذي أنهت فيه السعودية استعداداتها لاستضافة قمم «العزم يجمعنا» الثلاث في الرياض، غدا (السبت)، اختتمت الإدارة الأمريكية أمس (الخميس) بالتوازي عصفها الذهني الأخير حيال وضع الأجندة للقضايا التي سيناقشها الرئيس ترمب مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من جهة، ومع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، وقادة الدول العربية والإسلامية من جهة أخرى.

وبحسب المصادر، فإن العصف الذهني الذي ترأسه الرئيس ترمب في “الأوفال هاوس”، حضره مدير مكتبه البيضاوي ووزراء الدفاع ماتيس والأمن الداخلي جون كيلي والخارجية تيلرسون ورئيس الاستخبارات ومستشار الأمن القومي ماكسمتر وكبير مستشاري الرئيس ستيف بانون، وصهر الرئيس كوشنر ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط.


وأشارت المصادر إلى أن الرئيس ترمب تلقي تقارير إستراتيجية منفصلة من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية والأمن القومي والاستخبارات، حول السبل الكفيلة لتدشين عهد جديد من الشراكة السعودية الأمريكية في المجالات السياسية والعسكرية والاستثمارية والاستخباراتية، فضلا عن إيجاد قواسم مشتركة لتوسيع قاعدة العلاقات مع الدول الخليجية والعربية والإسلامية، وتعزيز الدور الأمريكي لاجتثاث الإرهاب وعزل إيران عالميا، وإيجاد حلول لقضايا الأمة العربية والإسلامية والسعي لدعم ثقافة التسامح وحوار الأديان والوسطية.

ولم تعلق المصادر الأمريكية على ما أعلنته بعض الصحف الأمريكية، عن احتمال إعلان الرئيس عن «ناتو عربي إسلامي» واكتفت بالقول: «ترقبوا خطاب الرئيس».

وفي سابقة هي الأولى من نوعها، تستضيف الرياض ثلاث قمم تحت عنوان «العزم يجمعنا»، يحضرها الرئيس ترمب، وستعقد القمة الأولى بين السعودية والولايات المتحدة، والثانية قمة مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة، والثالثة القمة العربية الإسلامية الأمريكية، لتعميق العلاقات التاريخية على أسس الشراكة والتسامح. وتنظم القمم برؤية واحدة «سويا نحقق النجاح»، لتأكيد الالتزام المشترك نحو الأمن العالمي والشراكات الاقتصادية العميقة والتعاون السياسي والثقافي البناء.

وتقوم الرؤية على أركان حقيقية، ففضلا عن عمل السعودية ضمن جهود موحدة وتنسيق إستراتيجي مع واشنطن والعالم الإسلامي لمكافحة الإرهاب، تأخذ الرياض على عاتقها كسب الحرب الفكرية وهزيمة الإرهاب من خلال التسامح والاعتدال. وستفضي القمم الثلاث إلى تعزيز التزام السعودية وواشنطن والدول الإسلامية والعربية بترسيخ مستقبل الأمن والسلام في العالمين العربي والإسلامي. كما ستكون بمثابة منصة الإطلاق لجميع الشركاء الأمريكيين والعرب والمسلمين، لاتخاذ خطوات جريئة جديدة لتعزيز السلام ومواجهة من يسعون إلى إشاعة الفوضى والعنف في جميع أنحاء العالم الإسلامي وما وراءه.