-A +A
حمود أبو طالب
بعدما وصل باراك أوباما إلى البيت الأبيض لا شك أنكم تتذكرون الاحتفالية الصاخبة التي أقامها بعض الوعاظ والدعاة لدينا عندما سمعوا أنه ينحدر من عائلة مسلمة فظنوا أنه دخل البيت الأبيض بسجادته وأنه سيدعوهم في أول خطاب له لتكريمهم ومساعدته في نشر الدعوة بفتح قنوات تلفزيونية مخصصة لهم وتنظيم برنامج دعوي لا يستثني ولاية في البلاد. بل إن بعضهم اعتقد أن الخلافة ستعود بفضل هذا المسلم الذي قيض الله له أن يقود أعظم وأقوى دولة في العالم، وأن البيت الأبيض سيصبح مركز الخلافة ومقر قيادتها. ابحثوا في قوقل واستمعوا لقصيدة دبجها أحد الوعاظ المشهورين في مدح باراك بن حسين أوباما، أو «مبارك بن حسين» لتعرفوا كمية السذاجة الهائلة والسطحية المتناهية التي يتمتع بها هؤلاء ويسوقونها بين زبائنهم الكثر.
وللحق والحقيقة فإن الخلافة جاءت في عهد أوباما ولكن ليس في واشنطن وإنما في عقر دار العرب، ولم يكن الخليفة باراك بن حسين وإنما أبو بكر البغدادي، ولكن له كل الفضل في تحقيق هذه الأمنية الغالية لدى المتعلقين بها لدينا. لقد حدثت في سنوات أوباما أحداث لا تقارن في سوئها بكل ما حدث لدينا في عهود سابقيه من الرؤساء، من بدايتها إلى نهايتها وهي تحفل بالخراب والدمار والوعود الكاذبة والتردد وتسويق الأوهام والمؤامرات على مقدرات الأوطان العربية والسعي حثيثا لتفتيتها بالاحتراب والتمزق لتنتهي إلى لا شيء.

نتذكر الخطبة العصماء التي ألقاها في جامعة القاهرة وبشر فيها بتحويل العالم العربي إلى جنة للديموقراطية والحرية والعدالة والنهضة الإنسانية، وعندما قامت انتفاضات الربيع العربي اتضح لاحقا أن إدارة أوباما وضعت كل ثقلها لتحويلها إلى المسار الذي تريده ويحقق لها مخطط الفوضى. وفعلا حلت الفوضى على أيدي المتآمرين والعملاء، والجهلة والمتطرفين لتكون النتيجة ما نراه اليوم.
لم تنتج لنا الإدارات الأمريكية إرهابا كما حدث في إدارة أوباما التي أسهمت في إنتاج أسوأ وأبشع نسخة للإرهاب تمثلها «داعش»، التي ما زالت تسفك المزيد من الدم وتتوسع وتضرب في كل الاتجاهات وإدارة أوباما التي تقود تحالفا وهميا ضدها تتفرج وكأنها سعيدة بذلك. في عهدك يا سيد أوباما أصبح الإرهاب دولة، لها حدود وعملة وأنظمة، ونخشى أن نقرأ بعد حين عن سعر صرف الدولار بالدينار الداعشي، أو نشاهد مراسم تدشين العلاقات الرسمية العلنية بين أمريكا ودولة الخلافة. فهل ستكون هذه آخرتها يا ولد حسين؟!.